ماذا قال السيسي في المقابلة التي لم ترغب مصر بإذاعتها؟

ماذا قال السيسي في المقابلة التي لم ترغب مصر بإذاعتها؟
الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٩ - ٠٩:٢٢ بتوقيت غرينتش

​​​​​​​بثت شبكة “سي بي إس” الأمريكية، مساء الأحد، المقابلة التي أجرتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضمن برنامج “60 دقيقة”، والتي كانت القاهرة طلبت عدم بثها، وفقا لما ذكرته القناة.

العالم – مصر

واعترف السيسي خلال المقابلة بوجود تعاون أمني وثيق مع الكيان الإسرائيلي في سيناء، إذ رد على سؤال بشأن ما إذا كان تعاونه هو “الأوثق والأعمق” مع إسرائيل، بالقول: “صحيح. هناك تنسيق جيد”.

واستهل مذيع الحلقة، سكوت بيلي، بمقدمة قال فيها إن الولايات المتحدة تقدم مساعدات لمصر أكثر من أي دولة أخرى في العالم عدا إسرائيل، مضيفا في الوقت ذاته أن هذه المساعدات تذهب إلى نظام متهم بارتكاب "أسوأ انتهاكات في تاريخ مصر الحديث".

وعدد مقدم البرنامج الاتهامات الموجهة للسيسي قائلا إن "معارضي السيسي معتقلون بالآلاف كما أنه قضى على حرية التعبير وقتلت قواته الأمنية المتظاهرين".

وقال بيلي إنه من المعروف أن السيسي لا يجري مقابلات لذا فقد فاجأ الشبكة الأمريكية بالموافقة على إجراء اللقاء ولكنه فوجئ بالأسئلة التي وجهناها له.

ثم قدم البرنامج معلومات عن أحد المعتقلين السابقين في السجون المصرية ويدعى محمد سلطان، ووصفته الشبكة بأنه مواطن أمريكي حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة نشر أخبار كاذبة.

يذكر أن السلطات المصرية أفرجت عن سلطان، وهو نجل قيادي في جماعة الإخوان المسلمين، في مايو / ايار 2015، بعد تدخل الإدارة الأمريكية إثر تدهور حالته الصحية في السجن، وتنازله عن الجنسية المصرية.

وقال السيسي ردا على سؤال حول ما إذا كانت علاقة بلاده بإسرائيل في أفضل حالاتها: "هذا صحيح... بالفعل هناك تعاون كبير بيننا".

وقال الرئيس المصري إن القوات الجوية تحتاج في بعض الأحيان للعبور إلى الجانب الإسرائيلي وإن ذلك هو السبب في وجود تنسيق واسع مع الإسرائيليين.

ويعد اعتراف السيسي بشكل رسمي بهذا النوع من التعاون مع الجانب الإسرائيلي اعترافا نادرا، إذ نفى الجيش المصري، في العام الماضي، تقارير إعلامية عن تعاونه مع إسرائيل ضد مقاتلين في شمال سيناء من تنظيم داعش.”.

وتخوض قوات الأمن المصرية معارك مع مسلحين في سيناء منذ عام 2013. وعندما سئل السيسي عن سبب عدم تمكنه من القضاء عليهم، رد بسؤال المحاور: “ولماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة وصرفت تريليون دولار؟”.

وتساءل مقدم البرنامج عن السبب وراء عدم القضاء على المتشددين في سيناء رغم تلقي مصر مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة مليار ونصف دولار، فأجاب السيسي بسؤال قائلا "ولماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان طوال 17 عاما أنفقت فيها تريليون دولار أمريكي".

وحول الاحتجاجات في يونيو عام 2013 ضد حكم الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، قال السيسي إن "الشعب المصري رفض هذا الحكم الديني المتشدد، فمن حق الشعب أن يختار شكل الحكومة التي تحكمه".

ولدى سؤال الصحافي الأمريكي سكوت بيلي للسيسي عن إطاحته بالرئيس محمد مرسي عام 2013، عندما كان وزيرا للدفاع، قال إن “القضية كلها أن الشعب المصري رفض هذا الشكل من الحكم الديني المتشدد، ومن حق الشعب أن يرفض تغيير هويته بهذا الشكل” حسب تعبيره.

وحول ما إذا كان يعتبر البعض “خارجين عن القانون” فقط لأنهم يعارضونه سياسيا، قال السيسي: “لا لا لا نحن فقط نتعامل مع متشددين إسلاميين، نحن نرحب بهم للعيش بيننا ولكن لا نريدهم أن يحملوا السلاح ويخربوا الاقتصاد المصري”.

وقال المحاور للسيسي إنه تحدث مع عدد من المصريين وهم يرفضون وصفه بالرئيس ويقولون إنه “ديكتاتور عسكري”، فرد السيسي “لا أعرف مع من تحدثت تحديدا، لكن 30 مليون مصري خرجوا للشوارع رفضا للحكم الذي كان موجودا ونحن بالتالي كان يتوجب علينا الاستجابة لمطلبهم”، وأضاف: “للحفاظ على الأمن والاستقرار كانت المرحلة تتطلب إجراءات أمنية”.

ثم سأل بيلي عما إذا كانت استجابة قوات الأمن “ضرورية” لسلام واستقرار مصر، مستشهدا بتقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن اعتصام رابعة الذي قال إن “استخدام ناقلات الجند المدرعة والجرافات والقوات البرية والقناصة والشرطة والجيش في مهاجمة الاعتصام أدى إلى مقتل المئات بالرصاص في رؤوسهم وأعناقهم وصدورهم”. فرد السيسي قائلا إن بيان المنظمة ليس صحيحا. وأضاف: “كان هناك أفراد من الشرطة وكانوا يحاولون فتح ممرات سلمية لكي يذهب الناس بأمان إلى منازلهم”.

كما رفض السيسي تقارير منظمات حقوقية دولية تشير إلى أن مصر سجنت ما يصل إلى 60 ألف ناشط سياسي. وقال: “لا أعرف من أين جاءوا بهذا العدد صراحة.. ليس لدينا سجناء سياسيون في مصر”. وأضاف أنه عندما تحاول مجموعة تمثل فئة قليلة فرض فكرها المتطرف “فعلينا أن نتدخل مهما كان عددهم”.

وتخللت الحلقة لقاءات أخرى مع عدد من الشخصيات بينها المعتقل السابق في مصر محمد سلطان الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وأحد القياديين في جماعة الإخوان المسلمين.

وذكر الصحافي بيلي في مقدمة الحلقة أنه أراد أن “يوجه الأسئلة التي لا تُوجه للسيسي في مصر”، مشيرا إلى أن الرئيس المصري لا يجري الكثير من المقابلات الصحافية، وأن الشبكة الأمريكية فوجئت بحديثه إليها. وأضاف أن السيسي، على ما يبدو، فوجئ بالأسئلة، وهو ما يفسر طلب الحكومة المصرية من المحطة عدم بث المقابلة.

ونفى السيسي أن تكون الحكومة قد أعلنت جماعة الاخوان تنظيما إرهابيا لأنها تقود المعارضة السياسية، موضحا أن بلاده تتعامل مع تيار إسلام سياسي متشدد.

وحول وصفه بالديكتاتور، سخر السيسي من السؤال مجيبا "لا أعلم مع من تحدثت، ولكن ثلاثين مليون مصري نزلوا إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للنظام الحاكم في هذا الوقت، كان يجب علينا أن نستجيب لرغبتهم، وكان أيضا من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات لضمان استعادة الاستقرار بعد ذلك".

وأوضحت الشبكة في برنامجها أن الإجراءات التي تحدث عنها السيسي تضمنت ما وصفته بـ"مذبحة رابعة" التي قتل فيها 800 شخص على الأقل من أنصار جماعة الاخوان والرئيس مرسي.

ورفض الرئيس المصري الإجابة عند سؤاله عما إذا كان قد أمر بفض اعتصام رابعة بالقوة فقال "هل تسمح لي بأن أسالكم: هل تتابعون الوضع جيدا في مصر، ظَلّ آلاف المسلحين في الشارع أكثر من أربعين يوما، وحاولنا إتباع كل الوسائل السلمية لتفريقهم، ولكن أنت تتعامل مع تقارير منظمات حقوق الإنسان وكأنها حقيقة مُسلّم بها، وهذا خطأ، فالشرطة حاولت فتح ممرات آمنة لضمان عودة المواطنين سالمين إلى منازلهم".

وكانت المقابلة أجريت في فندق “بالاس” في نيويورك قبل شهور.