هل تفلح سياسة القبضة الامنية في ردع ثوار السودان

هل تفلح سياسة القبضة الامنية في ردع ثوار السودان
الإثنين ١٤ يناير ٢٠١٩ - ٠٣:٥٩ بتوقيت غرينتش

تشهد ساحات السودان ومدنه وقراه حراكا شعبية ومسيرات غضب لم تتوقف منذ ان اندلعت شرارتها في عطبرة الحديد والنار في التاسع عشر من ديسمبر نهاية العام المنصرم ما لبث هذا الحراك ان انتشر كانتشار النار في الهشيم وعم كل المدن السودانية.

شعارات هذا الحراك اكدت منذ الانطلاقة على سقوط نظام الرئيس السوداني عمر البشير بالطرق السلمية . السلطات ومنذ البداية استخدمت القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين واخماد لهيب ثورتهم فسقط الكثير من الشباب بين قتل وجريح.
المعادلة هنا طردية كلما احكم النظام من قبضته الامنية وتعامل بقسوة مع المتظاهرين كلما زاد اصرارهم على مواصلة الدرب، اشارت مواقع اعلامية سودانية الى ان النظام زج باعداد كبيرة من قوات الامن والشرطة وقوات الدعم السريع سيئت الصيت والمتهمة بارتكاب جرائم حرب وعمليات اغتصاب في دارفور اضافة الى قوات الامن الشعبية الذي اظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي افرادها وهم ملثمون في الايام الاخيرة بعد ان عمدت المعارضة الى نشر صور الكثير منهم وحذرت المنتفضين من خطر تلك القوات المحسوبة على الحزب الحاكم باعتبارها انشئت خصيصا لحماية اركان النظام . امعان الحكومة السودانية في استخدام القوة المفرطة ثبت فشله لاسيما بعد تظاهرة ام درمان الاسبوع الفائت حيث قتل وجرح العشرات .الجموع الهادرة التي طافت شوارع مدينة الخرطوم بحري الاحد اكدت مرة اخرى اصرار هذا الشعب الاعزل على استرداد حقوقه وتحقيق مطالبة المشروعة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.
قيادات الحزب الحاكم باصرارها على استفزاز الشعب واطلاق التصريحات غير المسؤولة والتهديد والوعيد والتي قوبلت هي الاخرى بموجات من الاستهزاء من قبل شباب الحراك الشعبي كما تحرك عدد من معارضو النظام صوب محكمة لاهاي الدولية لتثبيت الوقائع وتقديم عرائض الاتهام .
الموقف الاقليمي تجاه مايجري في السودان باهت جدا وهزيل والجميع يترقب ما ستتمخض عنه الايام القادمة ، فالجارة الكبرى مصر معلومة الحال في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، من الطبيعي جدا انها ستتأثر بما يجري في السودان واي تغيير سيحدث ستكون القاهرة اكبر المستفيدين منه او الخاسر الاعظم فلذلك نستغرب سكوتها حتى الان وعدم اتخاذها اي موقف تجاه ما يحصل في جارتها الجنوبية .
دول مجلس التعاون رغم اختلافاتها التي ملأت المنابر وضج بها الاعلام الا انها تبدو متفقة وموقفها موحد تجاه ما تمر به البلاد من ازمة واحتقان والامر واضح وضوح الشمس في كبد السماء من خلال تغطية قناتي الجزيرة والعربية للاحداث الجارية في السودان ، فالرئيس عمر البشير بالنسبة للسعودية والامارات حليف استراتيجي ويعولون عليه كثيرا في حربهم ضد الشعب اليمني الاعزل كما ان القطريين ينظرون اليه باعتباره جزء من حركة الاخوان المسلمين .
الدول الافريقية والتي عادة ما تتأخر في اعلان مواقفها الرسمية هي الاخرى لاتعبأ كثيرا بالاحداث في السودان . الاتحاد الاوروبي دان قبل ايام استخدام العنف ودعا جميع الاطراف الى التهدئة وهذا هو الموقف الدولي الوحيد الذي صدر في الفترة الاخيرة وليس مستغربا فاوروبا الان متصدعة وتعاني مشاكل متعددة ولعل ازمة اللاجئين لقنت القارة العجوز درسا مهما فيما يتعلق بدعم الحراكات الشعبية وان كنا لانعتقد ان اوروبا تتحرك من منطلق المبادئ والشعارات الجوفاء التي يتشدق بها قادتها ففي عالم السياسة دائما ما تقدم المصالح على المبادئ .
الصين وروسيا كذلك لم يبديا ،موقفا فالصين هي الشريك الاقتصادي الاول بالنسبة لنظام الرئيس البشير فمن الطبيعي ان تقف موقف المتفرج تجاه الاوضاع في السودان
واشنطن التي غالبا ما تصدر البيانات وتندد وتدعو مجلس الامن للانعقاد لاي حادث يطرأ هنا او هناك اكتفت بالسكوت لان صاحب البيت الابيض لا تنفتح شهيته عادة الا اذا فاحت رائحة النفط .
الامر الذي يحمد للشباب السوداني في هذا الحراك الشعبي المطلبي انهم حافظوا على سلمية مطالبهم رغم القمع والقتل الذي مورس بحقهم من قبل قوات الامن ، ويعتقد الكثيرون ان سياسة النفس الطويل التي يتحلون بها ستفشل في النهاية كل المخططات التي تحاك لاطفاء شمعة الامل التي اوقدوها بدمائهم .

اسامه الشيخ