فلاحت بيشه لقناة العالم..

امريكا فشلت في سوريا وحضورها كان لدعم جماعات ارهابية

الإثنين ٢١ يناير ٢٠١٩ - ٠٨:١٤ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏21‏/01‏/2019 - أكد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الايراني حشمت الله فلاحت بيشه فشل الخطط الأميركية في سوريا، وقال إن الحضور الأميركي كان لمجرد دعم بعض الجماعات الارهابية. وفيما يخص الصحفية الايرانية مرضية هاشمي قال فلاحت بيشة انها لم ترتكب مخالفة تتسبب بإعتقالها في اميركا.

العالم - خاص بالعالم

وقال فلاحت بيشه لقناة العالم في برنامج "من طهران": ان اعتقال مذيعة قناة برس تي في تبلور من خلال حكم للحكومة الاميركية، جورج بوش الابن قام عام 2011 بإبطال الكثير من الحريات المدنية والعقائدية في اطار الامن بأميركا، وحاليا يقوم الرئيس دونالد ترامب بتطبيق تلك السياسة بصورة جدية اكثر وعلى الاخص مع الشعب الايراني.

واضاف: على اية حال فإن انتهاك حقوق المراسلين والصحفيين هو انتهاك للحقوق الدولية، علما ان السيدة هاشمي لم تقم بإرتكاب مخالفة تتعارض مع مهنتها الإعلامية، وهذا الامر ان دل على شيء فإنما يدل على واقع وحقيقة السياسة الاميركية، وان هذه الحكومة تتصرف بطريقة منافية للإنسانية.

وصرح فلاحت بيشه: إن موضوع إطلاق سراح هاشمي تتم متابعته من خلال الدبلوماسية الخاصة للجمهورية الاسلامية في ايران، كما ان الموضوع تتم متابعته في مجلس الشورى الإسلامي بصفته المراقب لمثل هذه القضايا، وانا شخصيا قمت بتنظيم اجتماع مع مسؤولي وزارة الخارجية قبل فترة وجيزة ونحن في مجلس الشورى نتابع هذه القضية بهدف اطلاق سراح السيدة هاشمي، وعلى اية حال يجب ادانة الاميركيين الذين يدعون الدفاع عن حقوق الانسان.

زيارة فلاحت بيشه الى سوريا

وحول زيارته الى الى سوريا، قال فلاحت بيشه: ان هذا البلد يمر بظروف خاصة، حوالي 65% من مساحة سوريا تحت سيطرة الحكومة السورية وحوالي 25% تحت سيطرة اكراد سوريا، بينما جزء صغير من التراب السوري تسيطر عليه جبهة النصرة وجماعة داعش واخيرا حواليا 5 الى 10 في المئة من الاراضي السورية تصول وتجول فيها القوات التركية.

وتابع: وما لمسناه خلال الزيارة الاخيرة يتمثل في ان عملية إعادة اعمار سوريا قد بدأت وان الامن قد وصل الى حد ان الدول العربية المعارضة لسوريا في فترة من الفترات وغير العربية ايضا قد اذعنت بسيطرة الحكومة، لذا فهي ابدت رغبتها في العودة.

واضاف فلاحت بيشه: ما كان مهما لنا هو ما يمكننا عمله في المجال الاقتصادي، وعلى اية حال فإن ايران قدمت اقصى ما يمكنها من تقديم مساعدات استراتيجية كي يعبر هذا البلد من هذه الفتنة، ومن اجل تعميق هذه العلاقات وتطويرها وتثبيتها وتبلورها في المجال الاقتصادي، لذا فإن قسما من اهداف هذه الزيارة يتعلق بهذا الموضوع.

واردف: بعد عودتنا من سوريا خصصنا اول اجتماع للجنة لموضوع سوريا، وحضر الاجتماع المسؤولون عن الملف السوري، ونحن نتابع بعض الحلول والآليات وفي المقام الاول توسيع العلاقات الإقتصادية وكذلك المواضيع المالية بين البلدين، واخيرا احياء موضوع المسير الخاص بالزائرين الايرانيين لسوريا.

الانسحاب الاميركي من سوريا

وفيما يخص قرار ترامب الانسحاب من سوريا، قال فلاحت بيشه: من وجهة نظري فإن الاميركيين انسحبوا وهم يجرون اذيال الهزيمة في سوريا، فقد حاولوا كثيرا ان يحصلوا على موطئ قدم سياسي في هذا البلد ولكنهم ليس لديهم اي مكانة تمثل قوة مقتدرة وقوية على الاراضي السورية، إلا انهم احتفظوا بجزء من التراب السوري وهو بالمناسبة المكان الذي ينشط فيه الارهابيون.

واعرب عن اعتقاده أن الاميركيين حضروا الى سوريا من اجل انقاذ البعض من الارهابيين كي يستخدموهم في برامجهم المستقبلية، وإلا فإنهم لم يقوموا بتقديم اي مساعدة لإحلال الاستقرار في البلد.

ايران والعراق

وبشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وايران، قال فلاحت بيشه إنه بحسب احصائية عن التسعة اشهر الاخيرة فإن اكثر التعاملات التجارية لايران خلالها كانت مع العراق، وهذه الاحصائية تشمل الصادرات غير النفطية، وكانت لدينا زيادة تقدر بـ132% من حيث الصادرات الى العراق، وان دل هذا على شيء انما يدل على وجود ارضية ممتازة للعمل بين البلدين.

واضاف: اما زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى العراق فقد كانت واسعة وشاملة، واذا كان هناك بعض الجفاء مع اقليم كردستان فإن هذه الزيارة ادت الى التخلص من هذا الجفاء، كما انه تبلورت وقائع اقتصادية جديدة سواء في بغداد او اقليم كردستان، واعتقد ان هذه الزيارة كانت ممتازة ومع زيارة الرئيس روحاني ستتحول الى تفاهم ثابت ووطيد.

التعامل المالي بين العراق وايران

واوضح فلاحت بيشه أنه كانت هناك بعض الخلافات بين النظام المصرفي في العراق بعد الحظر الاقتصادي على ايران، لكن هذه المشاكل تم حلها وتوصل البلدان الى تفاهم بالنسبة للقنوات المالية بينهما، وان العراق اعلن رسميا للاميركيين بانه لا يستطيع قطع علاقاته الاقتصادية مع ايران لأن ربع الطاقة في العراق يأتي منها، وكذلك 70% من البضائع في اقليم كردستان العراق هي بضائع ايرانية.

القناة المالية بين ايران واوروبا

اما بخصوص موضوع القناة المالية بين الجمهورية الإسلامية واوروبا، قال فلحت بيشه إن ايران لم تحسب اي حسابات استراتيجية مع اوروبا، والانتظار كان سياسيا منذ البداية، فالاوروبيون لديهم قدرة محدودة امام الاميركيين بسبب علاقتهم معهم، ونحن كنا على اطلاع بكل هذه الامور.

وتابع: ولكن هذ الانتظار كان تكتيكيا ولم نكن نحسب له حساب، والجمهورية الإسلامية تبحث عن حلول اخرى وتوسع في ذلك بالتأكيد وهي تعتمد على الظروف الاقتصادية الداخلية.

واضاف: وفيما يخص المهلة الزمنية فالامر تحول الى امر مضحك، فالسيدة موغيريني قالت انه قبل الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر وهذه الفترة الزمنية قد انقضت، بعد ذلك اطلقوا مهلة اخرى، وانا اعتقد ان هذه المهلة هي انتظار سياسي وليس انتظار استراتيجي او اقتصادي، وكان هناك هدف تكتيكي منه وهذا الهدف قد انتهى وتلاشى.

مؤتمر في بولندا ضد ايران

وحول المؤتمر الذي ترعاه الولايات المتحدة في بولندا ضد ايران: قال فلاحت بيشه إن الاميركيين يعتمدون على الحرب النفسية، والسيد بومبيو هو بالتأكيد ليس استاذ جيد، لقد سعوا كثيرا من اجل ان يطلقوا حربا نفسية ضد ايران والايرانيين خلال 40 سنة من بعد الثورة قد تعلموا كل هذه الاشياء.

وتابع: هم الآن يريدون عقد مؤتمر في بولندا، وهذا جزء من الحرب النفسية، والمشاركون في المؤتمر سيلقون كلمات فيه يتحدثون فيها عن ايران، ولكن على الارض نحن نرى شيء آخر بأن الايرانيين يعتمدون على جميع العوامل الخاصة الداخلية من اجل مواجهة هذه الخطط ويقفون امام عدوهم المعروف امريكا، التي نرى انها لم تصل الى ما كانت تريده في المنطقة، وهي اليوم تنحدر الى الاسفل.

واضاف فلاحت بيشه: انا شخصيا اعتقد بان ايران سوف لن تدخل في اجواء الحرب النفسية ومن سيحضر في مؤتمر بولندا، وعمليا لن يقبل احد بهذه الخطوة، قاموا بهذا العمل بسبب نقاط الضعف في بولندا ونحن نتوقع فشل هذا المؤتمر.

مواجهة ايران للحظر الاميركي

وفي ختام حديثه لقناة العالم اكد فلاحت بيشه أن الجمهورية الإسلامية في مواجهة هذه الممارسات العدائية قد وصلت الى مرحلة معينة، وبالنسبة الى الحظر الاقتصادي اعتقد بان اقتصادنا قد توجه توجها جديا، ونحن وضعنا الخطط الجدية وقد تقدمنا وقمنا بتفعيل التجارة على الحدود وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ان الايرانيين لديهم قدرات كثيرة، وبالتأكيد فإن الاميركيين لم يفكروا في استراتيجية ايران.