مخيم الركبان..بين مطرقة الوضع المتردي وسندان المسلحين المدعومين اميركيا

مخيم الركبان..بين مطرقة الوضع المتردي وسندان المسلحين المدعومين اميركيا
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٤٢ بتوقيت غرينتش

يعاني سكان مخيم الركبان للاجئين السوريين قرب الحدود مع الأردن من ظروف انسانية مرزية. ويقع المخيم بالقرب من قاعدة التنف الاميركية التي تتولى بحسب مصادر متطابقة مهمة اسناد الجماعات المسلحة التي تحارب الجيش السوري تحت ما يسمى بـ"قوات المعارضة" لتدمير الدولة.

العالم- سوريا

وتمنع الجماعات المسلحة الجيش السوري من حماية سكان مخيم الركبان وايصال المساعدات الانسانية اليهم رغم سوء الاحوال الجوية في فصل الشتاء التي اودت بحياة العديد من الاشخاص اخرهم 8 أطفال على الأقل بسبب البرد القارس ونقص الرعاية الطبية، كما فقد اكثر من 100 شخص حياتهم بسبب انتشار الامراض في اواخر العام المنصرم.

ورغم الظروف الصعبة التي يعاني منها مخيم الركبان الا انه واخيرا وصلت قافلة مساعدات إنسانية، وهي الأكبر من نوعها، إلى المخيم بهدف انقاذ حياة أكثر من 40 ألف نازح في التجمع، وستستمر عملية المساعدة لمدة أسبوع تقريبا، بحسب ما اعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا.

وتتكون القافلة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، من 118 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وستقوم بإيصال المواد الغذائية والصحية ومواد الإغاثة الأساسية ومواد إصحاح البيئة والمواد التعليمية للأطفال إلى الموقع، الذي يمثل النساء والأطفال الضعفاء غالبية سكانه. وتشمل المساعدات أيضا اللقاحات لنحو 10 آلاف طفل دون سن الخامسة، كما سيتم إجراء تقييم للاحتياجات، بحسب البيان.

وقال سجاد مالك نائب منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا: "لم يكن إيصال هذه الشحنة الكبيرة من الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى الركبان ممكنا قبل اليوم، الحالة الإنسانية هناك ظلت في تدهور مستمر بسبب ظروف الشتاء القاسية وعدم إمكانية الوصول إلى المساعدات والخدمات الأساسية. هناك تقارير عن وفاة ما لا يقل عن ثمانية أطفال في الأسابيع الأخيرة."

وأوضح البيان أن القافلة تهدف بشكل أساسي لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين في تجمع الركبان المؤقت، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تدرك أيضا أن هناك حاجة إلى حل يحفظ كرامة النازحين ويمكنهم من اتخاذ قرار طوعي وآمن بكيفية العودة إلى الحياة الطبيعية في المكان الذي يختارونه.


وأضاف البيان أن الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري سيقومان أيضا بإجراء مسح حول النوايا المستقبلية للنازحين والتشاور معهم حول رغباتهم وأولوياتهم ليتم أخذها في الاعتبار في أي مناقشات حول الحلول الدائمة.

وحث البيان جميع الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في سوريا بما يتفق مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

هذا فيما قال رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي، إن فرق منظمة الهلال الأحمر انطلقت لإيصال قافلة المساعدات الثانية لمخيم الركبان بالتعاون مع الأمم المتحدة، وتقديم الرعاية الصحية بما فيها حملة لقاحات للأطفال والنساء”، مضيفاً، “ستلبِّي هذه القافلة احتياجات الأهالي القاطنين في المخيم من مواد إغاثية غذائية وغير غذائية”.

وتعد القافلة الجديدة هي الثانية التي تدخل مخيم الركبان منذ شهر تشرين الثاني الماضي.

وطالبت المنظمة جميع المنظمات العالمية بتأمين الضمانات الكافية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في كل مكان على الأراضي السورية، مجددة تأكيد جهوزيتها لخدمة الفئات الأشد ضعفا في سياق التزامها بمبادئ الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر.

وخلال الأيام الأخيرة، تسربت معلومات عن قرب إغلاق مخيم الركبان بعدما تفاقمت الأزمة الإنسانية فيه مع مواصلة ميليشيات ما يسمى (جيش مغاوير الثورة) التابعة للجيش الأمريكي وميلشيات أخرى تتبع للجيش البريطاني مثل ما يسمى (جيش أسود الشرقية)، منع ساكنيه من الخروج باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.

وتدهورت الأوضاع الإنسانية داخل المخيم الواقع جنوب معبر التنف الحدودي السوري العراقي، والقريب من القاعدة التي أنشأها "التحالف الأمريكي" غير الشرعي، بطريقة درامية مع دخول فصل الشتاء وباتت أشد سوءاً وصعوبة في ظل قلة الموارد الغذائية والصحية خاصةً مع الظروف المناخية السيئة في المنطقة.

ولهذا يرى المراقبون ان التاخر في وصول المساعدات الانسانية لمخيم الركبان تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليته، خاصة بعدما قالت مصادر أن ميليشيا "جيش مغاوير الثورة" تعرقل عملية سير المفاوضات مع الحكومة وترفض رفضاً قاطعاً خروج المدنيين خارج المخيم وتمنعهم من مغادرته نحو المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية، وذلك باعتبارهم ورقة رابحة تبرر وجود التنظيم والقوات الأمريكية في غاية في الحساسية الجيواستراتيجية عند منطقة منطقة التنف ومحيطها.

وأوضحت مصادر من داخل المخيم في تصريحات صحفية بأن نحو 200 مدني كانوا قد خرجوا من المخيم خلال الأيام الماضية نحو منطقة مهين شرق مدينة حمص، وأن عدد الخارجين كان سيزداد بشكل كبير لولا قيام المليشيات بمنعهم وفرض بقائهم داخل المخيم بالقوة.

ان تواجد القوات الاميركية في سوريا كما وصفته الدولة السورية على لسان وزارة الخارجية والمغتربين في أكثر من مرة عدوان واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة، ولم تكتف هذه القوات في منع وصول المساعدات الانسانية الى سكان مخيم الركبان فحسب بل انها تعمل بشكل مكثف على تسليح وحدات من نزلاء مخيم الركبان.

وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أيغور كوناشينكوف: "تصرفات الولايات المتحدة غير المسؤولة، واحتلالها لمناطق داخل سوريا، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيم إلى مستوى كارثي".

وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تسلح مجموعات داخل المخيم بشكل علني، بعد أن كانت تنفي ذلك في وقت سابق.

على كل حال رغم المساعدات الانسانية الاخيرة الا انه مخيم الركبان مازال يعاني ظروفا قاسية اثارت قلق منظمات دولية من بينها منظمة اليونيسف حيث ما يزال اكثر من من 40 ألف شخص يقيمون في موقع الركبان، والغالبية من النساء والأطفال، الذين ظلوا في الموقع لأكثر من عامين في ظروف قاسية مع محدودية إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية والرعاية الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية.