هكذا تحولت رصاصات بن سلمان الى مناشير قطعت خاشقجي

هكذا تحولت رصاصات بن سلمان الى مناشير قطعت خاشقجي
الجمعة ٠٨ فبراير ٢٠١٩ - ١١:١٤ بتوقيت غرينتش

ساعات وتنتهي المهلة التي حددها الكونغرس للرئيس الامريكي دونالد ترامب، لتقديم اجوبة حول اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وما اذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقف وراء اغتياله، في ظل معلومات استخبارية أوردتها صحيفة أميركية أن بن سلمان هدد بقتل خاشقجي بالرصاص، قبل عام من اغتياله بطريقة مروعة داخل القنصلية السعودية في الثاني من اكتوبر الماضي بمدينة إسطنبول التركية.

العالمتقارير

توعد مشرعون أمريكيون باتخاذ إجراء أكثر صرامة بحق السعودية على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بعد إمهال الكونغرس الرئيس دونالد ترامب 120 يوما لتقديم إجابات شافية بشأن هذه القضية.

وفي الأثناء، قدم كل من السناتور الديمقراطي بوب مينيديز وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الخميس تشريعا شاملا لمحاسبة السعودية على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي ودور التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.

ويمنع التشريع، الذي جرى تقديمه أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بيع أنواع محددة من الأسلحة للسعودية، كما يمنع تزويد الطائرات السعودية بالوقود.

يأتي هذا التطور في حين قالت أنييس كالامار، المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام التعسفي، أمس الخميس إن التحقيق في جريمة قتل خاشقجي خلص إلى أن الأدلة تظهر أنه كان ضحية قتل وحشي ومتعمد خَطط له ونفذه مسؤولون في الدولة السعودية.

وأضافت المقررة الأممية المشرفة على التحقيق خلال إفادة قدمتها عن مهمتها في تركيا أن السعودية قوضت جهود أنقرة للتحقيق في مقتل خاشقجي، معربة عن قلقها الشديد بشأن نزاهة إجراءات محاكمة 11 شخصا في مقتل الصحفي الراحل.

وقالت إن اغتياله ينتهك القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، بما فيها شروط الاستخدام القانوني للبعثات الدبلوماسية، وإن هذا الفعل له آثار دولية تتطلب اهتماما عاجلا من المجتمع الدولي.

وكانت كالامار زارت تركيا مؤخرا لمدة أسبوع، والتقت مسؤولين أتراكا بارزين، كما استمعت إلى تسجيلات صوتية تتعلق بعملية اغتيال خاشقجي. وباشرت المقررة الأممية إعداد تقرير عن مهمتها وفريقها بتركيا، وستقدمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وفي السياق كشفت معلومات استخبارية جديدة أوردتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هدد بقتل الصحفي الراحل جمال خاشقجي بالرصاص، قبل عام من اغتياله بطريقة مروعة داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.

والمعلومات الجديدة وردت في تقرير مكتوب لوكالة الأمن القومي الأميركي التي اعترضت محادثات لبن سلمان في سبتمبر/أيلول عام 2017 تضمنت التهديد بقتل خاشقجي، وتغربل وكالة الأمن القومي وأجهزة أمنية أميركية أخرى محتوى سنوات كاملة من التسجيلات الصوتية والرسائل القصيرة لولي العهد السعودي مثلما تفعل عادة مع زعماء الدول، بمن فيهم حلفاؤها.

ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤولين الأميركيين والأجانب الذين اطلعوا على تقارير وكالة الأمن القومي بعد أسابيع من اغتيال خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في قنصلية بلاده بإسطنبول، أن محمد بن سلمان قال للإعلامي المقرب منه تركي الدخيل إنه سيستخدم رصاصة ضد خاشقجي إذا لم يعد ولم يتوقف عن انتقاد الحكومة السعودية.

وكان خاشقجي شرع في تلك الفترة في كتابة مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست تتضمن انتقادات للسياسات السعودية، بينما كان ولي العهد السعودي يقوم في المقابل بترسيخ حكمه والتسويق لنفسه في الولايات المتحدة والغرب باعتباره داعية للإصلاح، وفي الوقت نفسه كانت السلطات السعودية تحاول استدراج خاشقجي.

ووفق ما ورد في التقرير، فإن وكالة الأمن القومي الأميركي -المتخصصة في اعتراض المكالمات الهاتفية والمحادثات الإلكترونية- اعترضت قبل ذلك بأيام محادثة أخرى عن الموضوع ذاته بين بن سلمان ومساعده سعود القحطاني.

وفي هذه المحادثة عبر ولي العهد السعودي لمساعده عن قلقه من تعاظم تأثير جمال خاشقجي، وقال إن مقالاته وتغريداته تشوه صورته (أي ولي العهد السعودي) كمصلح، وإن انتقادات خاشقجي له مضرة جدا بما أنها تأتي من صحفي كان يعد في وقت ما مؤيدا لسياساته.

وجاء في تقرير نيويورك تايمز أن القحطاني رد عليه بأن أي استهداف لخاشقجي قد يكون مجازفة وقد يجر غضب العالم على السعودية، ليرد بن سلمان بالقول إن على العالم ألا يهتم بما تقوم به السعودية إزاء مواطنيها، وإنه لا يريد أنصاف الحلول.

وأضافت الصحيفة أن المحادثة التي اعترضتها الاستخبارات الأميركية هي الدليل الأكثر تفصيلا حتى الآن على نية ولي العهد قتل خاشقجي، مشيرة في الأثناء إلى أن محللي استخبارات أميركيين اعتبروا أن محمد بن سلمان ربما لم يكن يقصد حرفيا بكلامه قتل خاشقجي.

واكد مراقبون إن أهمية التقرير تصب في ما ذهبت إليه تقارير الاستخبارات الأميركية من قبل، حين أعربت عن اعتقادها بأن محمد بن سلمان أعطى الأوامر بقتل خاشقجي.