اميركا تريد التخلص من "داعش" بعد انتهاء مفعولها  

اميركا تريد التخلص من
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩ - ١٠:٥٦ بتوقيت غرينتش

بعد انتهاء مفعولها والحاقها دمارا بعدة دول عربية واسلامية وقتلها عشرات الالاف من الابرياء المسلمين وغير المسلمين تريد الادارة  الاميركية التخلص من صنيعتها جماعة "داعش" الارهابية والاعلان عن نصر مزعوم يروج للرئيس الاميركي دونالد ترامب.

العالم - تقارير

وكان ترامب واثناء حملته الانتخابية الرئاسية قد اتهم الرئيس السابق بارك اوباما بانه مؤسس جماعة "داعش" واتهم منافسته انذاك، مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بالمشاركة في تأسيس "داعش".

وقال ترامب في حينه ان "حكومتنا لا تحمينا بشكل كاف، حكومتنا اطلقت العنان لتنظيم "داعش"، واقول ان الرئيس اوباما وهيلاري كلينتون هما مؤسسا "داعش"، في الحقيقة، اعتقد ان هيلاري كلينتون.. ان كنتم في فريق رياضي، فان اللاعب الافضل سينال جائزة، وتنظيم داعش يرغب في منح كلينتون جائزة افضل لاعبة.

وفي هذا الاطار قال الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن إن "الوكالة، وبالتعاون مع نظيرتيها البريطانية MI6 والموساد الإسرائيلي وراء ظهور ”داعش“.

واضاف سنودن ان أجهزة مخابرات الولايات المتحدة وبريطانيا و"إسرائيل" قامت بخلق تنظيم إرهابي لاستقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية اطلق عليها ”عش الدبابير“.

وتابع "أظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أنها قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ ”عش الدبابير“ لحماية "إسرائيل" تقضي بإنشاء تنظيم شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر مغاير.

ووفقا لوثائق سنودن، فإن الحل الوحيد لحماية "إسرائيل" يكمن في خلق عدو قريب من حدودها، لكن سلاحه موجه نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجوده.

وأكدت التسريبات أن أبا بكر البغدادي خضع لدورة مكثفة استمرت لمدة عام كامل تم تدريبه عسكريا خلالها على أيدي عناصر في الموساد بالإضافة إلى تلقيه دورات في فن الخطابة ودروسا في علم اللاهوت.

وبعد هزائمها المتكررة على يد القوات السورية والعراقية وحلفائها فقد قتل معظم عناصر جماعة "داعش" وان الفارين منها يستسلمون ويبحثون عن ملاجئ لتاويهم.

وفي هذا الاطار كشف القيادي في الحشد العشائري بمحافظة الأنبار العراقية قطر العبيدي، عن تسلم القوات الأمنية العراقية 150 عنصراً بجماعة "داعش" كانوا معتقلين في سوريا لدى قوات سوريا الديمقراطية.

وقال العبيدي اليوم الخميس، إن "قيادة عمليات الجزيرة والفرقة السابعة تسلمتا 150 عنصراً في تنظيم داعش سلموا أنفسهم إلى قوات سوريا الديمقراطية".

وأضاف العبيدي، أن "أغلب هؤلاء هم مجرمون مطلوبون للقضاء العراقي وفق المادة 4 من قانون الارهاب، بحيث كانوا يمارسون القتل والتعذيب وكانوا يقاتلون الجيش والعراقيين منذ عام 2014".

وعلى الصعيد ذاته اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ان عدم السماح بعودة المئات من عناصر "داعش" الأوروبيين إلى بلادهم له تبعات خطيرة قد تضطر واشنطن لإطلاق سراحهم.

وطالب ترامب عبر تغريدة نشرها في "تويتر" بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودولا أوروبية أخرى بـ"السماح بعودة أكثر من 800 عنصر من داعش يحملون جنسيات أوروبية اعتقلوا في سوريا"، لافتا الى ان "الخلافة المزعومة التي أعلنها تنظيم داعش على وشك السقوط".

وتابع ترامب في تغريدته أن "قوات بلاده ستنسحب من سوريا بعد تحقيق النصر بنسبة مئة في المئة على تنظيم داعش" حسب زعمه.

وذكر ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن نحو 200 عنصر من الجماعة سلموا أنفسهم يوم الجمعة الماضي لقوات سوريا الديمقراطية ضمن "صفقة غير معلنة"، نصت على استسلام 440 داعشيا على دفعتين الأولى تشمل 240 والثانية 200 معظمهم من جنسيات أجنبية.

ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الشهرين الماضيين خروج الآلاف من شرق الفرات وبينهم عوائل التنظيم من جنسيات مختلفة باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وكانت الإدارة الأمريكية قد دعت الدول لاستعادة المئات من عناصر "داعش" المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في سوريا لمحاكمتهم، وعرضت المساعدة على الدول التي تريد استعادة المتطرفين من مواطنيها وعوائلهم.

ويحتجز الجيش الأمريكي في الأسر مئات من مسلحي "داعش" وأفراد عائلاتهم في السجون والمخيمات، ومستقبلهم غير واضح.

وترفض بعض الدول الأوروبية استعادة مواطنيها خوفا من أن ينشروا الفكر المتطرف أو ربما ينفذوا هجوما في البلاد، فموقف هذه الحكومات من المسلحين أنهم اختاروا الانضمام إلى "داعش" بأنفسهم، وبذلك تخلوا عن جنسياتهم.

في هذا الصدد تجري ألمانيا مشاورات عن كثب مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فيما يتعلق بالمواطنين الأوروبيين هناك، ولا تريد أوروبا تغيير سياستها وفقا لمطالب ترامب، وستقوم السلطات الفرنسية بترحيل المسلحين بشكل تدريجي وستتعامل مع كل حالة على حدة، أما بريطانيا فلا تعجل في استقبال مواطنيها بعد.

بينما يظهر الموقف السوري أن أمريكا هي المسؤولة عن نقل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي من سوريا، وقال العميد محمد عيسى، الخبير العسكري السوري، لـ"سبوتنيك"، إن القوات الأمريكية ستقوم بتمريرهم عبر تركيا والعراق، وبرأيه أيضا أن أمريكا تسلح "داعش" لتحقيق أهدافها في الدول العربية.

ويقدر عدد المسلحين المأسورين، بحسب بيانات وحدات الشعب الكردية، في ديسمبر/ كانون الأول، الذين انضموا إلى "داعش" 2700 شخص، بينهم 900 رجل و600 امرأة وأكثر من 1200 طفل، والأسرى قادمون من 44 دولة مختلفة، ويتم احتجاز النساء والأطفال في أقسام خاصة محاطة بأسلاك، في ثلاثة مخيمات للاجئين في شمال شرق سوريا.

كما بحسب بيانات شركة أبحاث خاصة "صوفان غروب"، عن أوروبيين انضموا إلى "داعش" الإرهابي عام 2016، أن هناك 5 آلاف شخص من أوروبا الغربية، ونحو 5 ألاف شخص من دول الاتحاد السوفيتي السابق، و280 شخصا من أمريكا الشمالية و875 شخصا من البلقان و8 ألاف شخص من بلدان شمال أفريقيا، و8240 شخصا من الشرق الأوسط والدول العربية المطلة على الخليج الفارسي ، و900 شخص من جنوب آسيا.

من جانب آخر لا تريد الإدارة المحلية الكردية تحمل المسؤولية عن حراسة وإطعام المسلحين وتفتقر إلى القدرة على إجراء محاكمات للأشخاص المتهمين الذين ارتكبوا جرائم حرب وانتهاكات أخرى، حيث قال رئيس الشؤون الخارجية الكردية في مقاطعة شمال شرق سوريا، عبد الكريم عمر، ان عدد المسلحين ضخم، ومنهم أشخاص خطيرون للغاية، ونحن نعيش في منطقة غير مستقرة.

بالتالي انسحاب الجيش الأمريكي من المنطقة دون حل مشكلة الأسرى يمكن أن يؤدي إلى تشكل فراغ أمني، سيستغله المسلحون للهروب وذلك سيخلق خطرا كبيرا في المنطقة.