تلك هي حقيقة تجول صحفي 'إسرائيلي' في الرياض بزي سعودي!

تلك هي حقيقة تجول صحفي 'إسرائيلي' في الرياض بزي سعودي!
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩ - ٠٨:٥٩ بتوقيت غرينتش

أثارت زيارة صحفي يهودي أجراها مؤخرا الى المملكة العربية السعودية ردود افعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، أدانت جلها "زيارة صهيوني" الى المملكة، الزيارة التي تجاوزت الخطوط الحمراء بعد ان كانت المملكة تمنع دخول الصهاينة اليها..

العالم - تقارير

رغم أن هذه القصة ليست جديدة وبدأت في الواقع من العام الماضي بعدما نشر مواطن إسرائيلي من أصل روسي يُدعى "بن تسيون تشدنوفسكي" صورة له من داخل المسجد النبوي في المدينة المنورة.. واليوم فقد نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" تقريرا بعنوان " في السعودية بالزي اليهودي والعباءة."

وبحسب الصحيفة، فإن التقرير يصف كواليس زيارة قام بها "الصحفي الإسرائيلي "يوسف زينيتش" إلى المملكة بدءا من تقديم طلب الحصول على تأشيرة وحتى نهاية رحلته".

واستنكر مغردون عرب تلك الزيارة، متسائلين عن الطريقة التي دخل بها الصحفي إلى السعودية، التي من المفترض انها تمنع دخول الإسرائيليين إلى أراضيها.

وتداول مغردون عرب المقال بكثافة مرفقا بترجمة للعربية. وانقسموا إلى فريقين شكك أحدهما في المقال ووصفوه بالمفبرك، في حين تحدث آخرون عن دلالة هذه الزيارة، مرجحين أن الصحفي الإسرائيلي دخل إلى السعودية بجواز سفر أمريكي أو أوروبي.

من هو الصحفي الإسرائيلي يوسف زينيتش؟

يوسف زينيتش هو صحفي من الاسرائيليين "الحريديم" ويكتب في عدة مواقع اسرائيلية من بينها صحيفة "إسرائيل هيوم".

وفي بحث أجرته بي بي سي، توصلت إلى حساب على "تويتر" يحمل اسم الصحفي المذكور الذي نشر تغريدة أوضح فيها أنه ليس إسرائيليا وشكر متابعيه على تفاعلهم مع زيارته للسعودية متمنيا أن يعم (السلام) العالم.

وقد كشف الصحفي في مقاله أسباب زيارته للسعودية، مبينا أنه أراد حضور مسابقة "الفورمولا " التي أقيمت في الرياض قبل أشهر.

وبحسب ما جاء في التقرير، فإن الصحفي لم يحلم يوما زيارة السعودية، حتى صادف مقالا عن احتمال إصدار تأشيرات دخول إلى المملكة.

ويقول: "فهمت أن الحكومة السعودية أسست هيئة عامة للرياضة، لتنظيم أنشطة رياضية وثقافية بهدف جذب السياح. الحدث الأول كان سباق الجائزة الكبرى "فورمولا إي" الذي أقيم في كانون الأول/ديسمبر الماضي في منطقة الدرعية الأثرية شمال غربي الرياض."

ويضيف الصحفي: "‎يحق للسياح الذين أعربوا عن اهتمامهم بالحدث الحصول على تأشيرة عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى زيارة القنصلية أو السفارة. وتم إصدار تأشيرة بمدة 30 يوما، تشترط على غير المسلمين عدم زيارة المدن الإسلامية المقدسة. وتسلمت التأشيرة مع تذكرة للسباق فقط".

وتحدث الصحفي أنه سافر من الكيان الإسرائيلي إلى تركيا ومنها إلى الرياض.

ويردف: "في مكتب الخطوط السعودية في إسطنبول فحص ممثل شركة الطيران جواز سفري بعناية ثم سألني هل أنت من "إسرائيل"؟ فقلت ‎"لا أنا من الولايات المتحدة"، فتأكد من جواز السفر مرة أخرى وبدا غير مرتاح لقراءة اسمي اليهودي. وقال "شالوم يوسف زينيتش"، ثم سألني "يا يوسف، هل تسافر لمشاهدة الفورمولا؟" عندما أجبته بنعم، تمنى لي رحلة سعيدة".

واختتم الصحفي مقاله بالقول: "لقد تعلمت الكثير من المملكة العربية السعودية. فالناس ودودون للغاية، ولم أشعر بالتهديد".

وعن تقارب العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والمملكة السعودية قال: "يبدو أننا نقترب من اليوم الذي سيصبح فيه هذا الحلم حقيقة".

وقد ظهر الصحفي في مجموعة صور نشرها حساب "إسرائيل بالعربية" وهو يرتدي ملابس عربية تقليدية قال إنه اشتراها من السوق الأرمينية في القدس قبل سفره إلى الرياض.

وأعيد تداول التغريدة أكثر 200 مرة. وحازت على 300 إعجاب و أكثر من 400 تعليق.

انتقادات واستنكار

وجاء رد مغردين عرب على المقال عبر تدوينات تؤكد رفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع "إسرائيل"، معربين في الوقت ذاته عن احترامهم لجميع الأديان.

ومن المغردين من اعتبر زيارة زينيتش دليلا على "تطور العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج (الفارسي)، في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بأصعب مراحلها."

وعلق سعوديون على القصة بوصفها "مؤامرة خارجية تسعى إلى تشويه صورة المملكة التي لطالما دافعت عن القضية الفلسطينية ".

وحذروا من أن التساهل مع مثل هذه الرحلات ومن يساندها هو خطر يهدد القيم السعودية.

ورد المغرد بن هباس على تغريدة "إسرائيل بالعربية" قائلا" هذا الشخص وأمثاله دخلوا السعودية بجواز سفر دولة أجنبية، حيث أنه ممنوع أن يدخل شخص بجواز "إسرائيلي" إلى السعودية، كما أنه لا يوجد سفارة سعودية في "إسرائيل" لتصدر تأشيرة دخول من الأساس. #FakeNews."

وشهدت مواقع التواصل العربية أيضا جدلا واسعا العام الماضي بعدما نشر مستوطن إسرائيلي من أصل روسي يُدعى "بن تسيون تشدنوفسكي" صورة له من داخل المسجد النبوي في المدينة المنورة.