بعد اجتماع استانا.. رسائل نارية يطلقها بوتين لفصائل إدلب

بعد اجتماع استانا.. رسائل نارية يطلقها بوتين لفصائل إدلب
الأحد ٢٨ أبريل ٢٠١٩ - ١١:٤٠ بتوقيت غرينتش

بعد يوم من انتهاء محادثات "استانا" بنسختها الثانية عشرة في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يستبعد إجراء عملية عسكرية كبيرة في إدلب، مشددا على أن روسيا ستواصل محاربة الإرهاب بالتنسيق مع الدولة السورية، محذرا الإرهابيين من أنه في حال استمروا بهجماتهم، سيتعرضون لضربات موجعة في ظل التصعيد الميداني الذي يشهده الشمال السوري من قبل المجموعات المسلحة.

العالم - تقارير

واضاف بوتين على هامش مؤتمر صحفي خلال فعاليات منتدى (الحزام والطريق) في العاصمة الصينية بكين، أن الحكومة السورية خرجت منتصرة، وأنها لا تفرض الشروط على المعارضة بصدد اللجنة الدستورية، وليست هي التي تعرقل تشكيل اللجنة.

وقال بوتين خلال المؤتمر الصحفي ان "المعارضة السورية تعتبر أن حكومة الرئيس بشار الأسد منتصرة وهذا الأمر صحيح وواقع"، لكن هذه الحكومة لا تحاول فرض موقفها في ما يتعلق بقوام اللجنة الدستورية.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن "الاتهامات الموجهة للرئيس الأسد في عرقلة انطلاق عمل لجنة الإصلاحات الدستورية عارية عن الصحة... ولا يحق لأحد القول إن الأسد يتهرب من تشكيل هذه اللجنة"، مضيفا: "أستطيع القول إن المعارضة هي من يعرقل ذلك"، مرجعا تعثر تشكيل اللجنة الدستورية للضغـط الخـارجي.

وفي ما يتعلق بالوضع في إدلب شمال غربي سوريا، قال بوتين إنه لا يستبعد إجراء عملية عسكرية هناك، لكن الوقت غير ملائم الآن حيث يجب الأخذ بالاعتبار الأوضاع الإنسانية وحياة المدنيين.

وأكد بوتين أن روسيا ستواصل محاربة الإرهاب في إدلب، محذرا الإرهابيين هناك من أنه في حال استمروا بهجماتهم، فإنهم سيتعرضون للضربات، لاسيما وأنهم قد شعروا بحقيقة ذلك.

تصعيد للمجموعات الارهابية..

هذا وقد نفذت كل من ما يسمى "حراس الدين" و"جبهة النصرة" الارهابيتان هجوما على محور خان طومان لم تحصد من خلاله سوى الخسائر التي منيت بها الفصائل الإرهابية المهاجمة، وتحت أنظار نقاط المراقبة التركية.

هو ليس الهجوم الأول ولا يبدو أنه سيكون الأخير. ثلاث هجمات خلال 10 أيام من غربي حلب إلى جنوب غربها في سوق الجبس، وصولاً إلى الريف الجنوبي، لكنه تصعيد عسكري يختبر الدول الضامنة لأستانا.

ما بين الخروقات وارتفاع وتيرة الاشتباكات والهجمات المتكررة لـ"جبهة النصرة" وحلفائها تطورات تنسف اتفاق خفض التصعيد، وتعيد الشمال السوري إلى ما قبل أستانا، خاصة بعد سيطرة "النصرة" على ريف حلب الغربي ومعظم أرياف إدلب.

وقد تم إعلان محافظة إدلب منطقة خفض التصعيد. غير أن الإرهابيين لا يلتزمون باتفاق وقف إطلاق النار، ويستغلون الهدنة لتوسيع سيطرتهم.

وبحسب معلومات هيئة أركان الجيش الروسي فإنهم يسيطرون على 99 في المائة من منطقة خفض التصعيد في إدلب.

هذا وبعد عامين من الهدوء النسبي في الشمال السوري، حلقت الطائرات الروسية، واستأنفت الغارات على مواقع "النصرة" في ريفي حلب وإدلب خلال الأيام الاخيرة من استهداف معسكرات "الحزب التركستاني"، و"النصرة"، إلى استهداف مستودعات ذخيرة، إضافة إلى تدمير منصات إطلاق الصواريخ والقذائف في صالات الليرمون غرب حلب، إضافة إلى تدمير آلية عسكرية لـ"النصرة".

هذا وجددت المجموعات الإرهابية اليوم الاحد خرق اتفاق منطقة خفض التصعيد واعتدت بالقذائف الصاروخية على المناطق الآمنة بريف حماة الشمالي.

وأفادت "سانا" بأن المجموعات الإرهابية المنتشرة في منطقة قلعة المضيق أطلقت صباح اليوم 4 قذائف صاروخية على منازل الأهالي في مدينة السقيلبية شمال غرب مدينة حماة بنحو 48 كم.

وبينت أن الاعتداءات الإرهابية تسببت بإحداث أضرار مادية في بعض منازل المواطنين وممتلكاتهم دون وقوع إصابات بين المدنيين.

وأصيب أمس مدني بجروح ووقعت أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة جراء اعتداء المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على محيط مدينة مصياف بريف حماة الشمالي.

مخرجات محادثات استانا 12..

هذا وباستثناء الاعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية السورية، خرجت محادثات استانا بنسختها الثانية عشرة في العاصمة الكازاخية نور سلطان، لتشدد مجددا على الالتزامِ بالعملية السياسية في سوريا بقيادةِ السوريين وبالتعاونِ مع الأمم المتحدة.

وقال نائب وزير خارجية كازاخستان، مختار تليوبيردي، ان "الفرقاء أكدوا مجدداً التزامهم بالمضي قدماً في العملية السياسية التي يقودها ويمتلكها السوريون وتشرف عليها الأمم المتحدة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254، ورفضوا الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة ووحدة سوريا، كما أن الدول الضامنة تؤكد على ضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي حول إدلب والقضاء على الإرهاب فيها".

المحادثات التي استمرت يومان والتي شملت اجندتها اضافة الى اللجنة الدستورية موضوع التهدئة في ادلب وما حولها، ومستقبل منطقة شرقي الفرات التي تسيطر عليها الوحدات الكردية المدعومة أميركيا. تلاها مطالبة رئيس الوفد السوري بشار الجعفري كلَ القواتِ الاجنبية التي دخلت الاراضي السورية دونَ إذنْ دمشق بالخروج الفوري.

وقال رئيس الوفد السوري الى استانة 12، بشار الجعفري، ان "كل القوات التي دخلت الاراضي السورية بدون طلب من الحكومة السورية هي قوات غير شرعية ويجب ان تخرج من البلاد. كل ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي يسمى اجراءات اقتصادية قصرية احادية الجانب".

هذا وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، ان "اللجنة الدستورية في طور الاتفاق عليها وتقطع شوط الاخير منه عمليا، لدينا اسئلة عن اسباب فقدان تركيا السيطرة على ادلب ونحن قلقون من الاوضاع الميدانية هناك لوقوع معظم اراضي المحافظة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)".