هل تتوقع طهران من اوروبا صنع المعجزة؟

هل تتوقع طهران من اوروبا صنع المعجزة؟
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٩ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر: قال وزير الخارجية الالماني خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره الايراني في طهران، ان موقف اوروبا من الاتفاق النووي هو دعم هذا الاتفاق والحفاظ عليه ولكن لا يمكن توقع صنع المعجزة من اوروبا في هذا الخصوص .

التحلیل:

-كما كان متوقعا فان وزير الخارجية الالماني هايكو ماس وصل الى العاصمة طهران فاضي اليدين ، وفضل ان يطلق تصريحات عامة ومجملة كثيرا ما كررتها سائر الجهات الاوروبية . يبدو ان الهدف من هذه الزيارة وقبل كل شيء كان يتمثل في "جس نبض الجانب الايراني" حيال مصير الاتفاق النووي . هذا في حين لم يبق امام الاوروبيين سوى أقل من شهر للوفاء بتعهداتهم . التامل في نتائج هذه الزيارة وصلابة وشفافية مواقف ايران تجعل من السهل التخمين بأن تكون طهران خلال الفترة المقبلة احدى محطات زيارة سائر المسؤولين الاوروبيين .

-طبعا ان تصريح وزير الخارجية الالماني فيما يخص تعميم آلية "اينستيكس" على سائر الدول الاوروبية اضافة الى الدول الثلاث اي المانيا وبريطانيا وفرنسا ، مؤشر على ان هذا المسؤول الالماني ادرك جدية الرسالة الايرانية وعدم تراجعها عن مواقفها .

- وزير الخارجية الالماني ارجأ مسالة دراسة مطالب ايران الى المؤتمر المزمع عقده الاسبوع المقبل في استوكهولم ، ما يعني انه رغم التصريحات التي يطلقها الجانب الاوروبي لم يتوصل الاوروبيون الى آلية عملانية موحدة في خصوص القضية الايرانية، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الاوروبيين لا زالوا يعقدون الامل على الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الياباني الى طهران ، تلك الزيارة التي يستنبط منها الجانب الايراني اي شيء سوى الوساطة بين ايران وامريكا .

-مواقف المسؤولين الاوروبيين خلال العام الماضي لاسيما خلال الاسابيع الاخيرة توهم بانه يتم مطالبتهم باشياء تعجيزية وهذا هو سر اعلان ماس اليوم صراحة من طهران بانه لا يمكن توقع صنع المعجزة من الاوروبيين . هذا في حين ان ايران لا تطلب من اوروبا سوى امر بسيط وبالطبع قانوني وهو " الوفاء بتعهداتها" . معجزة اوروبا قد تتمثل في صمود هذا الاتحاد امام اطماع ترامب الذي استهان بها واذلها حين عرض قبل ايام ومن قلب العاصمة البريطانية لندن نسخة جديدة من نوع اتفاق بريكسيت على بريطانيا من جهة وعلى اوروبا باجمعها من جهة اخرى.

-في الواقع بما ان كرة الحفاظ على الاتفاق النووي الان في ساحة اوروبا ، فان الحماس والتنافس وصل ذروته ، والمتوقع في خضم هذه المنافسة المحتدمة ، الا يرغب سمسار الادارة الامريكية ابدا بان يتكبد فشلا اخر في سياسته الخارجية بعد فشله في كوريا الشمالية وفنزويلا ، مع الاخذ بنظر الاعتبار انه لم يبق الكثير من الوقت لانتخابات الرئاسة الامريكية ، فالوقت حرج جدا .