العالم يدخل مرحلة جديدة بدون امريكا، بسبب ترامب!

العالم يدخل مرحلة جديدة بدون امريكا، بسبب ترامب!
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

أكدت مجلة فورين أفيرز الأميركية ان الولايات المتحدة تدمر نفسها بنفسها وإن هيمنتها انتهت، وذلك بعد تبنيها سياسة خارجية سيئة سرعت بدفع هذه الهيمنة إلى التراجع والانهيار.

العالم - الاميركيتان

ويقول الكاتب فريد زكريا في مقال بمجلة فورين أفيرز إن بداية التراجع مرت بمحطتين مهمتين، الأولى انهيار جدار برلين في 1989، وأما الثانية فتتمثل في غزو العراق في 2003.

ويضيف أن الولايات المتحدة تشهد انهيارا بطيئا منذ ذلك الحين، ويتساءل: هل هذا الوضع غير العادي للولايات المتحدة ناجم عن أسباب خارجية، أو أن واشنطن تسرع زوالها عبر العادات السيئة والسلوك السيئ؟ مضيفا أن هذا هو السؤال الذي سوف يناقشه المؤرخون لسنوات مقبلة.

غير أن الكاتب يقول إنه يبدو أن الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب فقدت الاهتمام، بل إنها فقدت بالفعل إيمانها بالأفكار وبالغرض الذي حفز وجودها الدولي لثلاثة أرباع القرن.

ويشير الكاتب إلى الفترة التي برز فيها فجر الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945 وإلى الحرب الباردة والتنافس مع الاتحاد السوفيتي السابق، غير أنه يقول إن شأن أميركا اختلف في الفترة ما بعد 1989.
تاتشر وكيسنجر

ويضيف زكريا أن مصطلح العالم الثالث مشتق من التقسيم الثلاثي للعالم، حيث تشكل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية العالم الأول، وتشكل الدول الشيوعية العالم الثاني، فيما تشكل بقية الدول العالم الثالث، وكانت كل منها تختار ما بين النفوذ الأميركي والنفوذ السوفيتي.

ويقول الكاتب إن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر اعتبرت في 1990 أن العالم كان ينقسم إلى ثلاثة مجالات سياسية، ويهيمن عليها الدولار والين والعلامة الألمانية.

ويشير إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر تنبأ في 1994 عبر كتابه "الدبلوماسية" ببزوغ فجر عصر جديد متعدد الأقطاب.

ويلفت الكاتب إلى اليابان وألمانيا باعتبارهما "قوتين عظميين إقليميتين ناشئتين" واحتمال اتباعهما سياسات خارجية مستقلة عن سياسة أميركا، ويقول إن صناع القرار رحبوا بتراجع الأحادية الأميركية.

غير أنه يستدرك أن الولايات المتحدة لعبت دورا بارزا في إنهاء حرب البلقان التي بدأت في 1991، وفي تصديها للأزمة الاقتصادية في شرق آسيا نهاية تسعينيات القرن الماضي، حيث نظمت واشنطن خطة إنقاذ دولية بقيمة 120 مليار دولار لصالح الدول الأكثر تضررا.

ويشير إلى أن مجلة تايم الأميركية سبق أن وضعت صور ثلاثة مسؤولين أميركيين على غلافها تحت عنوان "لجنة إنقاذ العالم".

غير أن الكاتب ينوه بصعود الصين في نهاية تسعينيات القرن الماضي، مضيفا أنه يعد من السهل أن يرى العالم أن بكين ستصبح المنافس الجدي الوحيد لواشنطن، لكن ذلك لم يكن واضحا منذ ربع قرن.

ويقول إن الصين أصبحت قوة عظمى جديدة وبكل طموح لمنافسة الولايات المتحدة، كما أن روسيا تحولت من الضعف والهدوء في أوائل التسعينيات إلى أن أصبحت قوة قادرة على الدفاع عن نفسها والانتقام.

ويؤكد الكاتب أن العالم دخل مرحلة ما بعد أميركا، وذلك في ظل وجود لاعبين عالميين رئيسين خارج النظام الدولي الذي شيدته الولايات المتحدة.