قبيل مؤتمر البحرين.. رفض فلسطيني قاطع لصفقة ترامب

قبيل مؤتمر البحرين.. رفض فلسطيني قاطع لصفقة ترامب
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٩ - ٠١:٤٥ بتوقيت غرينتش

قبيل بضعة أيام من انطلاق مؤتمر المنامة الاقتصادي، كشف مستشار البيت الابيض جاريد كوشنر، عن أبرز مضامين وأهداف الشق الاقتصادي ممّا يسمى صفقة القرن الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية. ورفض الفلسطينيون بشكل قاطع الخطة الاقتصادية التي وضعتها إدارة ترامب مشددين على أن الأولوية للسيادة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

العالم - تقارير

كشفت الإدارة الأمريكية بعض تفاصيل ما وصفته بمبادرة الشرق الأوسط للسلام التي تعرف أيضا بـ"صفقة القرن". وستتضمن الخطة المثيرة للجدل إنشاء ممر يربط المناطق الفلسطينية، وكذلك إنشاء صندوق استثماري عالمي لتمويل إصلاح الاقتصاد الفلسطيني.

وسيقوم جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعرض الصفقة على الحاضرين في مؤتمر سيعقد يومي 25 و26 يونيو /حزيران في العاصمة البحرينية المنامة بحضور دول خليجية ومن بينها السعودية.

وادعى كوشنر في مقابلة مع وكالة "رويترز"، "أن أول مرحلة من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للشرق الأوسط، تقترح استثمارات قدرها 50 مليار دولار بالأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان".

وأضاف كوشنر، "أن الخطة ستوفر مليون فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما ستقلل معدل البطالة الذي يبلغ نحو 30 % إلى أرقام أحادية، كما ستقلل معدل الفقر لديهم بمقدار النصف، إذا نفذت بنجاح وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي".

رفض فلسطيني قاطع لصفقة ترامب

ورفض الفلسطينيون الخطة الاقتصادية التي وضعتها الإدارة الأمريكية، وشددوا على أولوية الحرية والسيادة وإنهاء الاحتلال الصهيوني والحصار على قطاع غزة.

واتفق قياديون في فصائل فلسطينية على أن مؤتمر المنامة، يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وبمثابة "طعنة" في ظهر الشعب الفلسطيني.

ودعا القياديون الدول العربية، إلى مقاطعة المؤتمر الذي "يهدف لمقايضة حقوق الشعب الفلسطيني بالمال، وتعزيز التطبيع العربي مع إسرائيل".

ورفضت حركة فتح ما أعلنه البيت الأبيض في بيان مصور عن الشق الاقتصادي من "صفقة القرن" والذي سيتم الإعلان عنه، هذا الأسبوع، في مؤتمر البحرين.

وقال "منير الجاغوب"، رئيس المكتب الاعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح: "إن الادارة الأمريكية تقترح حلا قائما على استخدام المال العربي لقتل الطموحات السياسية للشعب الفلسطيني".

ودعا الجاغوب العرب الى "أن لا يسمحوا للولايات المتحدة بابتزازهم بهذا الشكل المهين،وأن يقوموا عوضا عن ذلك بإعادة طرح المبادرة العربية للسلام وتوفير الغطاء المالي اللازم لتنفيذها".

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أكد رفضه مؤتمر البحرين، وقال إن سبب عدم مشاركة السلطة فيه هو أنه لا يجوز بحث الوضع الاقتصادي قبل أن يكون هناك بحث للوضع السياسي.

بدوره أكد المتحدث باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، أن "تصريحات كوشنر ومقترحاته الاقتصادية، تكشف أهداف مؤتمر البحرين لتحويل قضية الشعب الفلسطيني إلى قضية إنسانية واقتصادية، بهدف تمرير صفقة القرن، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يرفضون هذا، وسيواصلون نضالهم لإفشاله".

وأوضح القانوع أن "الإدارة الأمريكية تواصل وهمها بأن الشعب الفلسطيني يمكن أن يقايض حقوقه ومقدساته بأي مشاريع وأموال".

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد قال الخميس الماضي إن حركته ترفض مؤتمر المنامة وتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية، كما أنها ترفض أن يكون هذا المؤتمر بوابة للتطبيع مع الاحتلال.

ومن ناحيته، دعا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، الشعب البحريني إلى أن يقف في وجه انعقاد مؤتمر المنامة "المفروض من جميع الأطراف الفلسطينية".

ورأى المدلل أن "المؤتمر أحد فصول صفقة القرن التي تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية".

ومن جانبها، رأت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، أن "ورشة المنامة الاقتصادية ترمي لتعزيز التطبيع العربي مع إسرائيل".

وقالت أبو دقة إن "هناك إجماع فلسطيني على رفض هذا المؤتمر الذي تحاول الولايات المتحدة من خلاله مقايضة الحق الفلسطيني بالمال".

وشددت على أن "مؤتمر المنامة يستهدف تدمير كل الأمة العربية وليس فقط فلسطين، والمشاركة فيه طعنة بظهر الشعب الفلسطيني".

ودعت الدول العربية التي تعتزم المشاركة بالمؤتمر إلى "مراجعة مواقفها ومقاطعته".

على ذات الصعيد، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن "ورشة المنامة منصة انطلاق لتمرير صفقة القرن التي تشكل عدوانا على الحقوق الفلسطينية".

وقال أبو ظريفة: "يجب على الدول العربية مقاطعة هذه الورشة لما تحمله من مخاطر على الحقوق الفلسطينية".

وأكد أن أحد أهم وظائف مؤتمر المنامة "التغطية على الجرائم الأمريكية والإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وتحويل إسرائيل لصديق بدلا من أن تكون عدوا".

تظاهرات رافضة في الكويت والاردن وتونس والمغرب

وشهدت الكويت والاردن وتونس والمغرب نشاطات ومواقف احتجاجية غاضبة، في الايام الاخيرة، ضد ما يعرف بورشة البحرين التي ستعقد في المنامة خلال الايام القليلة القادمة.

واستنكرت قوى المجتمع المدني في الكويت، "اقامة هذه الورشة في دولة عربية"، مؤكدة "رفضها القاطع لصفقة القرن، التي تعتبر القطعة الأخيرة في أحجية طويلة تضمنت العديد من مشاريع لم تخلق إلا مزيدا من الاستيطان والتهجير والاستيلاء والتنازل".

وأشارت القوى في بيان، إلى أن "الكويت أكدت رسميا، وفي المحافل الدولية كافة، تمسكها بالقضية الفلسطينية العربية، وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه واستعادة أرضه".

كذلك، خرج آلاف الأردنيين، في تظاهرات حاشدة ضد "صفقة القرن" ومؤتمر البحرين الاقتصادي.

و"خرجت في العاصمة الأردنية عمان، وغيرها من المدن، حشود من المتظاهرين، معلنة عدم قبول الأردنيين بتنفيذ صفقة القرن"، فيما نددت بـ"المحاولات الامريكية الاسرائيلية لتسوية القضية الفلسطينية والالتفاف عليها في هذا المؤتمر غير الشرعي".

وفي السياق، شهدت "مدينة صفاقس" التونسية مسيرة جماهيرية حاشدة مناهضة بنفس الخصوص.

وجدد المشاركون "إدانتهم لفضيحة التطبيع مع إسرائيل مطالبين بإقالة وزير السياحة التونسيّ رينيه طرابلسي"، فيما رفعوا شعارات كتب عليها "لا للقرارات الامبريالية الداعمة للمشروع الصهيوني الغاصب".

وفي غضون ذلك، أعلنت هيئات وتنسيقيات وطنية في المغرب، تضم تنظيمات سياسية ونقابية وحقوقية، فضلا عن الجمعيات الاخرى، تنظيم مسيرة شعبية في الرباط، صباح اليوم الأحد، وسط العاصمة دعما للقضية الفلسطينية ورفضا لـ"صفقة القرن".