السودان يسدل ستار الظلم

السودان يسدل ستار الظلم
الأحد ١٨ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٩:١٦ بتوقيت غرينتش

اسدل السودان الستار عن صفحة مظلمة من تاريخه الحديث وفتح اخرى جديدة عقب التوقيع النهائي على وثائق المرحلة الانتقالية، التي تمثل بداية جديدة في تاريخ البلاد الحديث. ووقع الاتفاق نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو، إلى جانب أحمد ربيع عن قوى الحرية والتغيير.

العالم - قضية اليوم

وحضرت وفود افريقية وعربية ودولية رفيعة المستوى مراسم التوقيع التاريخي على الإعلان الدستوري، الذي يمهد لتشكيل الحكومة وبدء الفترة الانتقالية. ومن شأن التوقيع، الذي جرى خلال حفل أطلق عليه "فرح السودان"، أن يشكل بداية المرحلة الانتقالية، التي ستستمر تسعة وثلاثون شهرا. ويأتي التوقيع النهائي على وثائق المرحلة الانتقالية بعد أسابيع من المفاوضات المتواصلة بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى الحرية والتغيير. وكان الطرفان وقعا بالأحرف الأولى، في الرابع من أغسطس اب الجاري ، على الإعلان الدستوري الذي طال انتظاره في السودان. ويتوج التوقيع التاريخي ثمانية أشهر من الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

هذا وخرج آلاف السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية؛ ابتهاجا بالتوقيع النهائي من قبل المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير على الوثيقة الدستورية والإعلان السياسي للفترة الانتقالية؛ مما يمهد الطريق للانتقال نحو الدولة المدنية. ويتوقع أن تستمر التجمعات الاحتفالية ومظاهر الاحتفاء في الشوارع والميادين في أرجاء السودان حتى تشكيل الحكومة المرتقب خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

ودعا رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان في كلمته خلال الاحتفال إلى جعل هذا اليوم محطة لتجاوز مرارة الماضي، وقال إن سلمية الشعب السوداني ستبقى محفوظة في وجدان العالم خلال هذه الثورة. وخلص إلى أن المؤسسة العسكرية وقوى الحرية والتغيير توجها معا إلى مرحلة البناء "بفضل الترتيبات التي توصلا إليها خلال الفترة الانتقالية".

اما ممثل الحرية والتغيير فقد اكد في كلمته على ضرورة تطبيق العدالة خلال الفترة الانتقالية ،واجراء تحقيق عادل في قضية فض اعتصام القيادة العامة.كما دعا لمكافحة الفساد ومحاسبة المجرمين واعادة السودان الى موقعه الطبيعي. ووجه رسائل للخارج مفادها ان السودان يطمح الى العودة للعب دورا ايجابي في محيطه العربي والاقليمي والمح الى المؤامرات والدسائس التي حاولت عرقلة حركة الثورة السودانية ولعله هنا قصد المحور السعودي المصري الاماراتي مؤكدا ان الشعب السوداني مازارته الذلة والمهانة إلا لأن النظام البائد، نظام البشير، كان يقدم كرامته قربانا مقابل بقاء واستمرار حكمه واليوم هذا الشعب لم يعد في حاجة لتقديم القرابين "فياك اعني واسمعي يا جارة"

فاذا صدق حدسنا والتزمت قوى الحرية والتغيير بميثاقها وما قطعته على نفسها امام جماهيرها فان المرحلة المقبلة ستشهد مراجعة حسابات لاسيما على صعيد العلاقات الخارجية والتحالفات تبني في الاساس على قاعدة المصالح المشتركة للبلدان لا مصالح الافراد والقيادات هنا وهناك وهذا بطبيعة الحال سينعكس على شكل العلاقة والتحالف مع تلك الدول فقد نشهد خلال المرحلة الانتقالية عودة الجنود السودانيين من اليمن لاسيما ان هذا الموضوع جرى تداوله بشكل كبير ابان ايام الثورة وطرح على عدة منابر .

ومن ضمن الرسائل تلك التي وجهت الى شعوب وقادة القارة السمراء والحفاوة التي قوبل بها قادة تلك الدول الذين شاركوا في الاحتفالية ،رسائل واضحة تؤكد ان السودان عائد وبقوة الى عمقه الافريقي.

اسامة الشيخ