تقرير إسرائيلي: 

تل أبيب اخبرت واشنطن بهجماتها على العراق

تل أبيب اخبرت واشنطن بهجماتها على العراق
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٩:٣٨ بتوقيت غرينتش

كشف تحليل نشره مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عن قيام الكيان الاسرائيلي باطلاع الولايات المتحدة الامريكية على هجماتها في العراق، مشيرا الى ان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قام باطلاع رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، في زيارته المفاجئة للعراق في أيار الماضي، على صور للاقمار الصناعية (سلمتها اسرائيل لامريكا على ما يبدو) حول "مخازن ومصانع للسلاح إيرانية في العراق"، حسب الزعم الأميركي.

العالم- فلسطين المحتلة

وحاول التقرير، الذي نشره المعهد أول من أمس، على إثر العدوان الاسرائيلي على قرية عقربا السورية، التهرب من الإقرار بشكل مؤكد بالضربات الإسرائيلية في العراق، بحجة عدم وجود إقرار رسمي من قبل "إسرائيل"، أو معلومات أكيدة. ومع ذلك، لفت التقرير إلى تسريبات المسؤولين الأميركيين لصحيفة "نيويورك تايمز" بشأن هذه الضربات، والتصريحات المتكررة التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول هذه الهجمات، لا سيما تكرار تعبير أنه "لا توجد لإيران حصانة في أي مكان"، للقول إن العملية التي يدعي الاحتلال أن "فيلق القدس" كان يعتزم إطلاقها، الخميس الماضي، وتم إحباطها في ضربات مساء السبت الماضي، كانت على ما يبدو محاولة إيرانية للرد على الضربات التي نفذتها إسرائيل ضد مواقع لها في العراق. واعتبر التقرير أن هذه التطورات، وتصريحات نتنياهو، تشير إلى أن إسرائيل وسعت على ما يبدو نطاق المواجهة العسكرية ضد تموضع إيران في سورية، من ميادين سورية ولبنان إلى العراق"، بحسب مزاعم التقرير.

وحاول التقرير، الذي وضعته أورت فارلوف مع الجنرال المتقاعد ومدير المركز أودي ديكل، تحديد أسباب هذا التطور في النشاط الإسرائيلي في قلب العراق، مستذكراً أن "إسرائيل" ركزت خلال سنوات الأزمة السورية على "ضرب وإحباط محاولات التموضع الإيراني في سورية نفسها، ومن خلال استهداف قوافل السلاح المعدة إلى حزب الله".

وأعاد التقرير "التحول في الموقف الإسرائيلي، والتوجه لضرب إيران في العمق العراقي، إلى تقارير من العام الماضي أشارت إلى هجمات إسرائيلية ضد قوافل نقل السلاح في المنطقة الحدودية بين سورية والعراق في البوكمال ودير الزور، لكنها توقفت عن هذا النشاط في تلك المنطقة، بفعل تحفظ قيادة القوات الأميركية في تلك المنطقة الحدودية بين سورية والعراق، خوفاً من تبعات ذلك على القوات الأميركية في العراق. مع ذلك، لم يستبعد واضعا التقرير أن تكون الضربات الإسرائيلية لمواقع في العراق تمت بتنسيق معين مع القوات الأميركية".

في حال واصلت إسرائيل عملياتها في العراق فقد يرفع ذلك من احتمالات المس بأهداف ومصالح أميركية هناك.

ووفقاً للكاتبين، فإنه "في حال واصلت إسرائيل عملياتها في العراق فقد يرفع ذلك من احتمالات المس بأهداف ومصالح أميركية هناك، وهذا يعني أن استمرار مثل هذه السياسة قد يُسرع عملية سحب القوات الأميركية من العراق، بفعل ضغوط داخلية، سواء كانت هذه الضغوط من العراق نفسه أم ضغوط داخلية أميركية. وهي احتمالات تضاف إلى نوايا معلنة لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسحب قواته من الشرق الأوسط ككل.

ويرى الكاتبان أنه في حال تحقق سيناريو من هذا النوع، فإنه سيكون من المهم أن تشترط الولايات المتحدة لخروجها من العراق والمنطقة تفكيك "الحشد الشعبي"، مع حصر القوة العسكرية بأيدي الحكومة العراقية. ومثل هذه الخطوة ستكون سابقة يمكن المطالبة بتطبيقها أيضاً في لبنان بمواجهة "حزب الله"، وفي المنطقة ككل.

ويرى الكاتبان أن "حسابات الربح والخسارة، بالنسبة لإسرائيل، تكشف حالياً عن فوائد كامنة في توسيع نطاق ومدى العمليات الإسرائيلية ضد إيران على امتداد المحور شرقاً وصولاً إلى العراق، مع التلويح بتهديد إيران نفسها. لكن عند إدخال المُركب الأميركي في المعادلة، فإن الأثمان التي قد تتكبدها إسرائيل أعلى بكثير من الفائدة المرجوة، مع خروج القوات الأميركية من العراق وسورية وإبقاء إسرائيل وحدها في المعركة ضد التموضع الإيراني في المنطقة، مع استمرار الإصرار الإيراني ومثابرة طهران لتثبيت أقدامها وتكريس "الهلال الشيعي" وسط استعداد إيراني للمخاطرة أكثر".