انتخابات الكنيست.. مصير نتنياهو السياسي في خطر

انتخابات الكنيست.. مصير نتنياهو السياسي في خطر
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

فتحت صناديق الاقتراع في الكيان الاسرائيلي ابوابها في انتخابات الكنيست التي وصفت بالاكثر حساسية والاكثر مصيرية، لما لها من تأثير مباشر وكبير على قضايا ومسارات عدة تتعلق بسياسات كيان الاحتلال داخليا وخارجيا وعلى مستقبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. في وقت يسعى الأخير إلى تمديد فترة ولايته كرئيس للوزراء في الحكومة المقبلة.

العالم- تقارير

يتوجه الناخبون الإسرائيليون الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للمرة الثانية خلال خمسة أشهر للتصويت في الانتخابات التشريعية التي ستحدد ان كان سيتم التمديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه على الرغم من اتهامات الفساد ضده.

ويواجه نتنياهو (69 عاما) تحديا هو الأكبر في مسيرته لإعادة انتخابه، وإن كان خصمه هو نفسه كما في انتخابات نيسان/أبريل رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أبيض أزرق.

ومع أن الخصمين نتنياهو وغانتس هما اللاعبان الأساسيان، الا أن أفيغدور ليبرمان، الذي شغل سابقا منصب وزير الحرب وكان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحول الى منافس له، قد يلعب دور صانع الملوك في حملته التي اعتمدت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد".

ولم تسفر الانتخابات السابقة التي اجريت في التاسع من ابريل/نيسان المنصرم عن بلورة كتلة قادرة على تشكيل حكومة الاحتلال.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى سباق انتخابي شديد التقارب، حيث حصل كل من الليكود بزعامة نتنياهو وأبيض أزرق بزعامة غانتس على 32 مقعداً بالتساوي في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً.

ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع حوالي ستة ملايين و340 ألفا، فيما يبلغ عدد صناديق الاقتراع في الكيان الاسرائيلي 10720.

وكانت سلطات الاحتلال، أعلنت فرض طوق شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة، في يوم الانتخابات.

وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الخروج بعد إغلاق صناديق الاقتراع مباشرة، بينما تعلن النتائج الرسمية الأربعاء.

وبعد فوز نتنياهو وحلفائه في الانتخابات الماضية، كلف رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين نتنياهو بتشكيل الحكومة، لكنه فشل في مهمته.

ويعتبر فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي عقب انتخابات نيسان/أبريل كأكبر الهزائم في حياته السياسية.

وفضل نتنياهو بعد أسابيع من المناقشات التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلا من المجازفة بطلب ريفلين من شخص آخر محاولة تشكيل الحكومة.

حصانة؟

والخطر الذي يواجهه نتنياهو يتعدى البقاء رئيسا للوزراء، وهو منصب شغله لأول مرة ما بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه عام 2009 ليبقى على رأس الحكومة مدة 13 عاما، وهي أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في الكيان الإسرائيلي.

ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى إلى أن يمنحه البرلمان حصانة من المحاكمة، في الوقت الذي يواجه فيه احتمال توجيه اتهام اليه في قضايا فساد في الأسابيع المقبلة.

وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم أن يوجه تهما بالاحتيال والرشوة وخرق الثقة لرئيس الوزراء الذي ينتظر جلسة الاستماع في أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر بعد أيام فقط من الانتخابات.

وإدراكا للمخاطر، قضى نتنياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في محاولة لجذب اليمينيين المتطرفين -- الذي يمثلون مفتاحا لإعادة انتخابه -- لتعزيز الإقبال على التصويت بين صفوف قاعدته الانتخابية.

وشملت محاولات نتنياهو إعلانه تعهدا مثيرا للجدل بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة والذي يمثل ثلث مساحتها.

وأطلق مزاعم عنصرية لا أساس لها حول سرقة الانتخابات عن طريق عمليات التزوير في صناديق الاقتراع في القرى والبلدات العربية.

أكاذيب وقحة

أما خصمه غانتس الذي شغل في السابق منصب رئيس هيئة الأركان، فقد قدم نفسه في حملته الانتخابية كبديل مشرّف لنتنياهو، وتحدث مرارا عن رغبة نتنياهو في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متطرفة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان.

ويقول غانتس إنه وائتلافه الوسطي أزرق أبيض الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، يريد تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الناخبين.

وقال غانتس الإثنين "نتنياهو يواصل نشر الاكاذيب الوقحة في محاولة يائسة لإنقاذ حكومته". وأضاف "إنه يكذب ويوبخ ويراوغ ويبث الفرقة".

وتظهر استطلاعات الرأي اكتساب ليبرمان شعبية كبيرة بسبب حملته ضد الاحزاب المتطرفة التي تعتبر جزءاً مهماً من ائتلاف نتنياهو المخطط له.

وحال ليبرمان دون تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات نيسان/أبريل، بعدما رفض التخلي عن مطلبه المتعلق بالخدمة العسكرية لليهود المتطرفين.

وتشير التوقعات وسط عدم وضوح الرؤية بالنسبة للنتائج وتخوف كبير في اوساط نتنياهو من الخسارة، الى رفض ليبرمان المصادقة على نتنياهو رئيسا للوزراء مرة أخرى، وهو ما يكون كافيا لرئيس الكيان الإسرائيلي ليطلب من غانتس تشكيل الحكومة المقبلة.