"أشكنازي" فشلٌ وشهامةٌ

الأحد ٢٩ مايو ٢٠١١ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

29/5/2011 د. فايز أبو شمالة fayez@palnet.com

بشهامة ورجولة لا يمتلكها أي رئيس أركان حرب عربي؛ اعترف رئيس الأركان الصهيوني السابق" غابي أشكنازي" بفشل الجيش الصهيوني في امتلاك أي معلومة عن مكان الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط"، فضلاً عن عدم امتلاكه القوة العسكرية التي تمكنه من إطلاق سراحه. وأضاف" أشكنازي" خلال مشاركته في مؤتمر للأعمال في جامعة "بار ايلان" قائلا: لقد استطاعت حماس تخبئته بشكل يستحيل على الكيان الصهيوني العثور عليه!

من المؤكد أن هذه الموضوعية لا يمتلكهاأيقائد سياسي فلسطيني، ولا أي زعيم عربي، ولا أي رئيس تنظيم فلسطيني، حيث لا يتجرأ أيهم ليقول للشعب الحقيقة عن خيبة جيوش العرب في ساحات الوغى، أو يقول: أخطأنا، أو فشلنا سياسياً، أو ضللنا الطريق، أو تم خداعنا، والسبب يرجع إلى أن قادتنا لا يعرفون عن الديمقراطية الحقيقية شيئاً، وإنما صاروا وفق الولاء، والصداقة، والمعرفة، والثقة العمياء، بينما عدو العرب "أشكنازي" تم اختباره رئيساً للأركان وفق الكفاءة، والقدرة، والاختبار الميداني!

فماذا وراء اعتراف "أشكنازي" بالفشل؟

أولاً: هو اعتراف بنجاح كتائب القسام، وتسليم بكفاءة المقاومة الفلسطينية، والإقرار بقدره حركة حماس وأخواتها في أن تكون نداً.

ثانياً: اعتراف الرجل بالفشل هو توصيه للجهات السياسية في دولة الاحتلال بدفع الثمن الذي تطالب فيه المقاومة دون لف أو دوران، وهذه هي أقصر الطرق لتنفيذ صفقة تبادل أسرى.

رئيس أركان حرب جيش دولة الاحتلال السابق " جابي أشكنازي" لم يقف بحديثه عند هذا الحد، وإنما طالب بالانسحاب الإسرائيلي الطوعي من أراضٍ عربيه محتلة، محذراً من وقوع حرب، تفرض على الكيان الصهيوني التسوية، والانسحاب كرها فيما بعد.

        لقد أبدا "أشكنازي" في حديثه ضعفاً عسكرياً لم يعرف عنه من قبل، ولاسيما أن الرجل قد اشتهر بالقوة والصلابة والعناد، والتحدي، ولكنه في هذه المرة لم يقل: إن الجيش الصهيوني لا يقهر، ولم يقل: إن الجيش لقادر على أن يحتل، ويقتلع المقاومة من جذورها، وإن الجيش سيدمر، ويقتل، ولم يقل: إن يد جيش بني صهيون طويلة وعملاقة!.

لقد بات كلام الثقة بالجيش من عالم الماضي، بل زادنا "أشكنازي" عن الواقع الجديد جملة لها كثير معاني، حين قال: :إن حماس لن تحتل النقب، وإن حزب الله لن يحتل الجليل" وما يعكسه هذا الكلام من تخوف عسكري إسرائيلي جدي من التحولات الإستراتيجية التي طرأت على الميدان، فبعد أن كان الجيش الصهيوني ينقل المعركة بعيداً عن حدود الدولة العبرية، ويظل اليهود في مأمن من الحرب، صار قادة دولة الاحتلال يتحسبون من مفاجأة انتقال المقاومة العربية من خط الدفاع إلى خطوة الهجوم.

ذلك هو الخوف الذي تخبئه كلمات "أشكنازي" بين طياتها.

كلمات دليلية :