هل حان موعد الهجوم الترکي علی شمال سوريا؟

هل حان موعد الهجوم الترکي علی شمال سوريا؟
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

جدّد الرئيس الترکي رجب طيب اردوغان، تهديداته بشن هجوم وشيك علی مناطق تقطنها الاكراد في شمال سوريا.

التحليل:

يبدو أن أردوغان لا يزال ينتهج سياسة غير واضحة بشأن العملية العسكرية في شمال سوريا، ويبدو أنه غير واثق بمدی نجاحها والمكاسب التي يمكن أن تحققها له ولبلاده.

أمريکا التي أعطت الضوء الأخضر لتركيا بتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا، تتحدث في الوقت ذاته عن وضعها خطوطا حمراء مزعومة أمام أنقرة من شأنها أن تضرّ بها، في حال تجاوزها من قبل الاتراك.

يبدو أن المشهد الحالي الذي زادته ردود الفعل الامريكية المحتملة ضبابيةً، زاد من تعقيد مشاكل أردوغان بشأن القيام بعمل عسكري في شمال سوريا.

رغم أن معظم الدول المؤثرة في القضية السورية تقريبا قد وجهت تحذيرات إلى تركيا بشأن الهجوم علی سوريا، لکن الأتراك وفي خطوة خطيرة قد تجاهلوا عملية التسوية السياسية في مؤتمري "أستانا" و"سوتشي"، واتخذوا مسارا آخر خلافا لمواقفهم المعلنة والمؤيدة للخطوات التي تتخذها كل من روسيا وإيران لحل القضية السورية. ويبدو أن أردوغان لم يأخذ بعين الاعتبار حساسية الموقف الدولي من جهة، وردود فعل روسيا وايران اللتين طالما اكدتا علی وحدة الاراضي السورية، من جهة أخری.

بالتأکيد ان هناك هواجس تنتاب الأتراك بالاضافة الى أسئلة لا يمتلكون الاجابة عليها، مثل مصير عشرة آلاف عنصر من تنظيم "داعش" الارهابي المحتجزين لدى الأکراد الذين هددوا بصراحة أنهم سيفرجون عنهم لاستخدامهم کسلاح في وجه الهجوم الترکي المحتمل.

إلی جانب ما تقدم، فإن تركيا تأخذ بنظر الاعتبار حتما قضية "بسالة الأکراد" كما أنها تدرك أن الحرب في أرض العدو هي أصعب بكثير وأشد تعقيدا من الحروب التي تقع دفاعا عن النفس كما ان الطرف الذي ستحاربه تركيا في شمال سوريا لا يملك من خيار سوی المقاومة. وبالتالي ستكون نتيجة هذه الحرب إما الاستسلام أو المقاومة حتى الموت، كما لا نستبعد خيارا ثالثا وهو خيار التحالف بين الأکراد والحکومة السورية للتصدي للهجوم التركي.

واخيرا، السؤال المهم الذي لا يمكن لأردوغان الإجابة عنه، هو انه لو افترضنا ان كل الامور ستسير وفق الرؤية التركية على ارض الميدان بسقوط الشمال السوري على يد القوات التركية ورضوخ الجميع لهذا الاحتلال، فعندها هل يتمكن الاتراك في هذه الحالة، من إدارة المناطق التي يقطنها المواطنون العرب والتركمان والعشائر والأكراد في الشمال السوري؟

هذه الأسئلة والعديد من الاسئلة الأخرى تبقى بدون إجابة، مع قرب تنفيذ مخطط "الامبراطورية العثمانية في القرن الواحد والعشرين" في الشمال السوري.