البحرين ترعى "زواجاً شيطانياً" مع 'اسرائيل'

البحرين ترعى
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٧:١٣ بتوقيت غرينتش

تتجه الأنظار إلى العاصمة البحرينية المنامة حيث من المنتظر انطلاق مؤتمر مناهض لايران تحت عنوان "حماية الملاحة البحرية" في الخليج الفارسي، الذي ترعاه الولايات المتحدة وبولندا، وتشارك فيه "إسرائيل"وذلك في إطار التطبيع العلني.

العالم - البحرين

وأعلنت "إسرائيل" مشاركتها في المؤتمر، حيث كشفت وسائل إعلام عبرية، السبت، أن وفدا برئاسة وزير الخارجية "يسرائيل كاتس" سيتوجه الأحد إلى البحرين؛ للمشاركة في المؤتمر.

ويعد اجتماع المنامة استمرارا لمؤتمر العاصمة البولندية، وارسو المناهض لإيران، الذي عقد في فبراير الماضي، بمشاركة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ويعقد بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا، ومن المقرر أن تشارك فيه 60 دولة، أبرزها السعودية والإمارات وأستراليا وبريطانيا.

وكان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة قال في تصريحات سابقة، إن «إسرائيل جزء أساسي وشرعي من الشرق الأوسط والشعب اليهودي جزء من تراث المنطقة»، بحسب تعبيره.

وفي أغسطس الماضي، أعلن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل ستشارك في المهمة الأمنية والاستخباراتية البحرية في الخليج الفارسي.

وقال حينها إن الحكومة «تساهم» في الجوانب الاستخباراتية وغيرها من المجالات «حيث تملك القدرات والأفضلية النسبية».

وفي يوليو الماضي، أعلنت واشنطن أنها تسعى إلى تشكيل تحالف عسكري «في غضون أسابيع» بادعاء حماية المياه الاستراتيجية في الخليج الفارسي، وستوفر الولايات المتحدة بموجب الخطة، سفن قيادة للتحالف العسكري وستقود جهوده للمراقبة والاستطلاع.

وفي سياق ردود الفعل على مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر المنامة، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم: إن مشاركة وفد من حكومة الاحتلال في مؤتمر أمني في البحرين هو فعل مدان، ويتعارض مع ضمير الأمة العربية.

وحمّل قاسم الجهات التي تُطبع مع الاحتلال، جزء من المسؤولية عن الإعتداء على الإنسان الفلسطيني، وإستباحة المسجد الأقصى من قطعان المستوطنين.

وأكد قاسم: أنه "لن تنجح كل محاولات البعض لدمج دولة الاحتلال في المنطقة العربية"، مشدداً أن "الأمة ستظل تعتبرها عدوها المركزي، ولن تغفر لها جرائمها المتواصلة ضد كل مكونات الأمة".

لجان المقاومة الفلسطينية إعتبرت من جهتها أن إستقبال البحرين لوفد أمني صهيوني "طعنة مسمومة في خاصرة شعبنا الفلسطيني، ومحاولة يائسة لشرعنة العدو في المنطقة العربية".

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دانت بدورها دعوة وفد إسرائيلي إلى البحرين، وطالبت السلطة بالدعوة لاجتماع عاجل للجامعة العربية لوضع حد للتطبيع مع "إسرائيل".

واعتبر المحلل السياسي والمراسل في هيئة البث الإسرائيلية شمعون آران في تغريدة له عبر حسابه بموقع “تويتر” أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في المؤتمر تعتبر خطوة أخرى في تعزيز العلاقات والتعاون بين الاحتلال الإسرائيلي والدول الخليجية.

كما كشف آران عن قيام وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس بعقد لقاءات مؤخرًا في مدينة نيويورك الأمريكية مع وزراء خارجية من دول عربية وخليجية، وبحث معهم سبل التعاون.

في هذا الصدد ذكر باراك رافيد المحلل السياسي للقناة الإسرائيلية ال13 أن “مؤتمر البحرين سينعقد استكمالا لقمة وارسو التي حدثت في فبراير الماضي، وتركزت في حينه في إيجاد تحالف عدائي ضد إيران، وقد شاركت فيه عشرات الوفود، من بينها الكيان الصهيوني ودول الخليج الفارسي”.

وأوضح أن “مؤتمر البحرين غدا سيتم كما حصل مع مؤتمر وارسو، بدعوة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإن إسرائيل تشارك فيه امتدادا لمشاركتها في مؤتمر وارسو الأخير.

ومن هذا المنطلق، يتوقع العديد من مراقبي الشأن البحريني أن تكون المنامة أولى العواصم الخليجية استضافة لسفارة إسرائيلية، وهو ما عبر عنه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق "يعكوف ناغال" قائلا: "ربما تقوم البحرين بدور قصاص الأثر في إقامة علاقات دبلوماسية لمعاينة ردود الفعل العربية، وبعدها تختبر تلك الدول استمرار علاقاتها مع (إسرائيل) أم لا".

ولا يستند هذا التوقع إلى نشاط مسار العلاقة بين البحرين و(إسرائيل) فحسب، بل إلى دوافع انتخابية ملحة بالنسبة لـ"نتنياهو" الذي يقدم ملف التطبيع للجمهور الإسرائيلي باعتباره أحد انجازاته المهمة في اختراق العالمين العربي والإسلامي.

ويضع "نتنياهو" البحرين على رأس أجندته ويعمل على إنجاح زيارة لها مع مستشاريه منذ أشهر طويلة"، حسب "ناغال".. فهل يمنحه ملك البحرين جائزة بطابع انتخابي؟ في الأيام المقبلة الخبر اليقين.