لبنان إلى أين؟

لبنان إلى أين؟
الإثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٩ - ١٠:٥٢ بتوقيت غرينتش

نزل ​اللبنانيون إلى الشارع من أجل مطالب حياتية. فاجأ المتظاهرون الجميع، وقلبوا التوقّعات والصورة التي التصقت بهم لجهة أنّهم لا يتحركون إلا لمطالب سياسية وبإيعاز من رجال ​السياسة​ والأحزاب.

العالم_لبنان

نجح المتظاهرون في إحراج مَن هم في موقع المسؤولية، ودفعوهم إلى التعهّد بالقيام بشيء ما وفي وقت سريع، قد يكون كافياً أو لا يكون، إنما على الأقل أوصلوا رسالة قوية وجديدة.

القوى السياسية لا تنكر في أغلبها عفوية معظم التحركات الشعبية في الشارع التي كانت عادة ما تذهب إلى توجيه الاتهامات بعضها إلى بعض بالوقوف خلف أيّ تحرك مطلبي، لكن هذا لا يلغي أن الشارع بات عليه مسؤولية كبيرة، بعد أن تحول إلى عامل ضغط كبير على الأفرقاء المشاركين في الحكومة.

جريدة "الجمهورية" كتبت تحت عنوان "هل من الممكن الذهاب إلى الآخر؟": "المسألة لم تعد حلولاً اقتصادية لأزمة تخنق كل بيت لبناني. البنود الواردة في الورقة الاقتصادية لرئيس الحكومة سعدالحريري لا بأس بها، وتشكّل مدخلاً معقولاً لإنقاذ البلد من أزمته الاقتصادية والمالية. لكنّ السؤال الأهم: لماذا لم تجترح هذه الحلول خلال السنوات الثلاث الماضية طالما أننا استطعنا وضعها في أقل من ثلاثة أيام؟ بل أكثر، لماذا لم نعتمدها قبل أسبوع فيما كان البحث جارياً عن ضرائب جديدة تفرض على المواطنين؟".

وكتبت صحيفة "الأخبار" " :لليوم السادس تستمر أكبر ثورة شعبية في تاريخ لبنان ضد الحكم من رؤساء ووزراء ونواب ومديرين عامين ومحافظين ومسؤولين أمنيين يحاضرون كلهم بالعفة وهم أكبر سارقين بنسبة 90% منهم وهدروا أموال الشعب اللبناني وحصلت الثورة الشعبية وللأسف لم نسمع إلا خطاب الوزير جبران باسيل وخطاب الرئيس الحريري وخطاب سماحة السيد نصرالله وهو الشخصية الوحيدة الذي وضع حدا للفلتان وانفجار الازمة بشكل عنيف جدا ووضع الأمور في نصابها".

وبانتظار ما قد تتمخض عنه جلسة مجلس الوزراء اللبناني المنعقدة منذ قبل ظهر اليوم الاثنين في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون لبحث ورقة رئيس الحكومةسعد الحريري الإصلاحية، لبنان اليوم أمام مَشهدين واضحين، يسيطر عليهما الغموض والفوضى، الأول تمثله القوى السياسية التي لا تدرك كيفية التعامل مع شارع خرج عن سيطرتها للمرة الأولى منذ إعلان تأسيس دولة لبنان ربما، أما الثاني فيمثله الشارع المنتفض في معظم المناطق، الذي على ما يبدو لن ينسحب قبل تحقيق نتائج مهمة، تكون على الأقل بمثابة رسالة إلى كل المشاركين في الحكم منذ اتفاق الطائف حتى اليوم.