"عيد الجهاد".. 101 عام على أول مواجهة بين الشعب المصري والاحتلال البريطاني

الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٩ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

عيد الجهاد هو عيد تاريخي كان يتم الاحتفال به كل عام في 13 فبراير حتى تم إلغائه عام 1952، ولكن ظل حزب الوفد يُحيي ذكراه لاقترانه باسم زعيمه سعد زغلول، الذي ظل يحتفل به حتى عام 1926 العام السابق لوفاته.

العالم - مصر

يعود عيد الجهاد لعام 1918، عندما ذهب سعد زغلول رفقة عبد العزيز فهمي وعلي شعراوي إلى المعتمد البريطاني السير ريجينا لدونجت يوم 13 نوفمبر، للمطالبة بالسماح لهم بالسفر للاشتراك في مؤتمر السلام بفرساي في فرنسا، لعرض القضية المصرية، وإنهاء الحماية البريطانية المفروضة على مصر منذ ديسمبر عام 1914، استناداً إلى مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها الذي أعلنه الرئيس الأمريكي ويلسون.

مطالبة "سعد" ورفيقاه استقلال مصر من الإنجليز، كان إعلان التحدي للأحكام العرفية والمحاكم العسكرية التي كانت تقف بالمرصاد لكل من يحاول مقاومة أو مكافحة مطامع الاستعمار، فقوبل طلبهم في ذلك بالرفض، وقيل إنهم لا يمثلون إلا أنفسهم.

الرفض البريطاني لطلب "سعد"، كان شرارة لانتقاضة الشعب المصري بكل طوائفه وفئاته ضد الاحتلال، ليبدأ في جمع التوكيلات لسعد زغلول، لتفويضهم للسفر لباريس وعرض القضية والمطالبة بالحصول على الاستقلال الوطني.

وفي أعقاب النضال من أجل الحصول على الاستقلال الوطنى، تم سجن "سعد" ورفاقه فى 8 مارس 1919، ليبدأ فصل جديد في مواجهة الشعب المصري للاحتلال، وتندلع معه الثورة الشعبية عام 1919، وتشكيل حزب الوفد.

بعد تحرير محضر المقابلة مع سير وينجت، بحضور أعضاء الوفد المقترح، فى 13 نوفمبر 1918، أجمع الجميع على رئاسة سعد زغلول للوفد، وتم الاتفاق على تكوين وفد المفاوضات، وتم وضع قانون للسير عليه، وتعيين لجنة تسمى باللجنة المركزية لجمع التبرعات ومراسلة الوفد بما يهم من شؤونه.

ونصت مواده على تأليف وفد من سعد زغلول باشا، رئيسًا، وعلي شعراوي باشا، وعبدالعزيز بك فهمي، ومحمد علي علوبة، وعبداللطيف المكباتي، ومحمد محمود، وأحمد لطفي السيد، وإسماعيل صدقي، وسنيوت حنا، وحمد الباسل، وجورج خياط، ومحمد أبوالنصر، ومصطفى النحاس، والدكتور حافظ عفيفي، ومهمة هذا الوفد هي السعي بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلا في استقلال مصر استقلالًا تامًا، ويستمد الوفد قوته من رغبة أهالي مصر التي يعبرون عنها رأسًا أو بواسطته أو من بينهم بالهيئات النيابية.

وانهالت على الوفد التوكيلات، وكانت أيام التوقيع أيامًا مشهودة رفعت من معنويات الشعب المصري، وكانت مظاهرات وحركة دائمة أيقظت الروح الوطنية الكامنة بعد طول انتظار، وتطوع الكثيرون للذهاب لجمع التوقيعات.

واستمرت المقاومة الشعبية للاحتلال قرابة 4 سنوات حتى اعترفت بريطانيا بمصر دولة حرة ذات سيادة بموجب تصريح صدر من طرف واحد في 28 فبراير 1922، ودستور صدر في 19 أبريل 1923، وبرلمان تم انتخابه، واجتمع يوم 12 يناير 1924، وحكومة تمثل الأغلبية البرلمانية شكلها سعد زغلول يوم 28 يناير 1924.

وظل عيد الجهاد عيداً كانت مصر تحتفل به منذ سنة 1922 أي منذ أن نالت استقلالها إلى سنة 1952، وكان يعتبر يوماً قوميًا في عهد المملكة المصرية، ويقترن هذا العيد باسم سعد زغلول، وكان الشعب المصري، يتوجه في هذا اليوم بكل طوائفه إلى ضريح سعد، حيث يخطب فيه الزعماء ويضعون الزهور ترحماً عليه.

ويحيي حزب الوفد، مساء اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار بهاء أبوشقة، الذكرى 101 لعيد الجهاد، بمقرَّه في منطقة الدقي، بمشاركة قيادات الحزب من أعضاء الهيئة العليا والهيئة البرلمانية.

ويقول "أبوشقة"، لـموقع "الوطن"، إن الوفد سيظل يحتفل بهذا العيد الوطني لما يرسخه من مبادئ وثوابت وطنية، مطالباً المسؤولين بالدولة بإعادة جعل هذا اليوم عيداً وطنياً.