العرس الانتخابي الايراني.. حق مدني ونجاح وطني

العرس الانتخابي الايراني.. حق مدني ونجاح وطني
الجمعة ٢١ فبراير ٢٠٢٠ - ١١:٣٨ بتوقيت غرينتش

شهدت مراكز الاقتراع في إيران إقبالا كثيفا على عملية الاقتراع بعد فتحها امام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشورى الاسلامي في نسختها الحادية عشرة. ووصف قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بعد الادلاء بصوته في الدقائق الاولى من فتح صناديق الاقتراع، وصف يوم الانتخابات بالعرس الوطني مؤكدا أن الانتخابات التشريعية تضمن المصالح الوطنية للبلاد. 

العالم- تقارير

انطلقت صباح اليوم الجمعة انتخابات مجلس الشورى الاسلامي في دورتها الحادية عشرة بالتزامن مع الانتخابات النصفية لمجلس خبراء القيادة في دورتها الخامسة في خمس محافظات بالبلاد.

وشهدت صناديق الاقتراع في المحافظات الايرانية، تشكيل طوابير طويلة للمواطنين من مختلف الاعمار والفئات للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات في الدقائق الاولى من بدء عملية الاقتراع التي انطلقت عند الساعة الثامنة من صباح الجمعة (4,30 ت غ).

واكد الناخبون أن التصويت واجب شرعي، معتبرين مشاركتهم الواسعة في الاستحقاق الانتخابي بمثابة صفعة لامريكا ولاعداء ايران.

ويناهز عدد الناخبين 58 مليون ناخب، وسيتنافس في الاقتراع 7148 مرشحاً على 290 مقعداً في البرلمان في 208 دوائر انتخابية تضم قرابة 55 ألف مركز. وبالإضافة إلى ممثليهم في مجلس الشورى سيختار المواطنون الإيرانيون أعضاء في مجلس خبراء القيادة، لملء مراكز شاغرة.

وأكد وزير الداخلية الايراني عبدالرضا رحماني فضلي، أن الانتخابات التشريعية في دورتها الحادية عشرة والانتخابات النصفية لمجلس خبراء القيادة تجري بكامل الشفافية والنزاهة وفي ظروف أمنية ممتازة.

وفي حديثه للصحفيين خلال زيارته التفقدية يوم الجمعة لمقر اللجنة الانتخابية، أعرب رحماني فضلي عن أمله بأن يصنع الشعب الايراني من خلال حضوره الواسع في الانتخابات، ملحمة جديدة في تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأدلى قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بصوته ما أن فتحت صناديق الاقتراع، حيث ناشد المواطنين الاسراع في التوجه إلى صناديق الاقتراع وبكثافة لاختيار ممثليهم في مجلس الشورى الاسلامي، معتبرا أن يوم الانتخابات هو يوم احتفال وطني، مباركا للشعب الإيراني هذه المناسبة.

واعتبر سماحته أن العملية الانتخابية هي فرصة للمواطنين لممارسة حقهم المدني في ادارة شؤون البلاد وبالتالي عليهم المشاركة في الانتخابات لممارسة هذا الحق.

واضاف قائد الثورة الاسلامية ان الميزة الثالثة للانتخابات هی انها واجب شرعي، وفي الحقيقة فان الانتخابات تضمن المصالح الوطنية للبلاد وكل من يحرص على المصالح الوطنية عليه المشاركة في هذه الانتخابات.

كما دعا آية الله خامنئي المواطنين الى التصویت على عدد المرشحين في كل مدينة، وعلى سبيل المثال اختيار 30 نائبا في طهران وهو عدد المقاعد المخصصة للعاصمة.

بدوره اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية حسن روحاني ان يوم اجراء الانتخابات في البلاد هو يوم فخر آخر في تاريخ الثورة الاسلامية المجيدة.

وخلال الادلاء بصوته في الانتخابات في المركز الانتخابي بوزارة الداخلية، قال الرئيس روحاني: اليوم يوم تاريخي حيث يسجل الشعب الايراني فيه انجازا كبيرا يضاف الى انجازاته خلال مسيرة الثورة الاسلامية.

وناشد رئيس الجمهورية وزير الداخلية والقائمين على الانتخابات تكثيف جهودهم ليتم اجراء الانتخابات المقبلة في العام 2021 بشكل الكتروني وبشكل كامل.

واعرب روحاني ان يحقق المجلس الحادي عشر مطالب الشعب وان يكون نشطا في حل المشاكل وان يتمكن من تحقيق الرفاه والازدهار للوطن والشعب اكثر فأكثر.

من جهته أكد رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، ان الشعب الايراني بمشاركته الواسعة الملحمية في الانتخابات، سيحبط مساعي الأعداء كما فعل ذلك مرارا.

وقال بعد الادلاء بصوته ان مجلس الشورى الاسلامي هو احد اركان اتخاذ القرار في النظام الاسلامي وانه اساس سيادة الشعب الدينية.

وفي سياق متصل اكد وزير الخارجية الايراني محمدجواد ظريف ان المشاركة في الانتخابات هي افضل السبل لتعزيز قوة البلاد، مؤكدا انها تجعل ايران اكثر قوة وصلابة في الساحة الدولية.

وقال ظريف على هامش مشاركته في الانتخابات ان الشعب هو الداعم الرئيسي للثورة الاسلامية وباعتباري رئيس الدبلوماسية فالشعب هو الداعم الرئيس لنا.

واضاف ان الشعب لن يسمح لشخص ما في واشنطن ان يتخذ القرار بشأنهم، شخص يده ملطخة بدماء عظماء امثال الفريق قاسم سليماني، مؤكدا ان الشعب اثبت في استفتاء شعبي خلال مراسم تشييع الشهيد سليماني انه يقف بقوة في وجه الارهاب الدولي والاستكبار.

كما صرح رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي إن كل صوت في الانتخابات يشكل صفعة للأعداء، لافتا إلى أن الشعب الإيراني يريد لنظامه السياسي أن يكون قويا.

وقال آية الله جنتي ان المشاركة في الانتخابات واجب شرعي وهي لصالح الوطن وتصب في ضرر الاعداء، داعيا الشعب الايراني الى ان يختار برلمانا قويا.

ويتولى مجلس الشورى الاسلامي وفقا للدستور الايراني ممارسة السلطة التشريعية وسن القوانين من قبل النواب الذين يختارهم الشعب عبر الاقتراع المباشر لدورات تمتد لاربع سنوات، وكل القوانين والتشريعات التي تصدر عن هذا المجلس يجب أن تكون موافقة لاحكام الشريعة الاسلامية.

ومنذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 شارك الناخبون الايرانيون في 37 عملية اقتراع (فضلا عن الانتخابات المحلية) جرت بمقاييس قانونية ودستورية وديمقراطية، وبمشاركتهم المكثفة في الانتخابات التشريعية الحادية عشرة يمارسون مرة اخرى حقهم المدني والقانوني في اختيار ممثليهم في السلطة التشريعية، ما يعتبر نجاحا وطنيا آخر للمواطنين في فرض رؤيتهم التي يكفلها لهم الدستور في ادارة البلاد.