من طهران

خاص العالم.. أسرار وخفايا اتفاق أمريكا - طالبان

الأحد ٠١ مارس ٢٠٢٠ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

اكد السفير الايراني السابق في افغانستان " ابو الفضل ظهره وند " في حوار مع قناة العالم ببرنامج "من طهران" ان افغانستان ستدخل في ازمات سياسية جديدة بعد الاتفاق مع امريكا .

العالم - خاص بالعالم

واشار ابو الفضل ظهره وند الى ان ايران قد أيدت اي خطوة تؤدي الى السلام المستدام في افغانستان وان طهران ترحب به وان اي اتفاق يجب ان يكون هنالك دولة وحكومة تمثل الشعب الافغاني .

وفيما يلي نص المقابلة كاملة :

س – حول قراءة ماهية هذا الاتفاق وما بعد الاتفاق وموقف ايران منه على الرغم من متابعتنا موقف وزارة الخارجية الايرانية في هذا الاطار ، فما هو السبب وراء اصرار الولايات المتحدة الامريكية على هذه الصفقة او الاتفاق مع طالبان ؟

ج – نلاحظ من وجهة نظري ان طهران أيدت اي خطوة تؤدي الى السلام المستدام في افغانستان وان طهران ترحب به وبالطبع فان الشعب الافغاني وخلال العقود الماضية تحمل الكثير من المشاكل والمصاعب وكان من الضروري ان يكون هنالك وضع حد للمصاعب والمشاكل لكن ما يثير الشك لدينا هو نظرة واشنطن الى هذه اتفاقية السلام مع طالبان وايضا ما يهدفون اليه وتوقيت التوقيع على هذا الاتفاق ولاحظوا ان الرئيس الافغاني لم يستلم بعد الفترة الرئاسية الثانية وكان على واشنطن ان تصبر قليلا ليستلم الرئيس اشرف غني ولايته الثانية واما النقطة الثانية فانه في اي اتفاق يجب ان يكون هنالك دولة وحكومة تمثل الشعب اي حكومة الافغانية لكن نحن لم نرى وجود للحكومة الافغانية في مراسم توقيع هذا الاتفاق وايضا المستقبل غامض وانني كخبير لدي الكثير من التساؤلات حولها .

س – مع هذه المخاوف والتساؤلات ماهدف الولايات المتحدة في هذا التوقيت ، ماالذي تريد ان تحصل عليه امريكا من وراء هذا الاتفاق ؟

ج – لاحظوا ان الامريكيين ليس لديهم اي انجاز في افغانستان قبل 19 عاما كانوا قد غزوا افغانستان بذريعة مكافحة الارهاب، وبعد 19 عاما الكثير من حلفاء الولايات المتحدة يقومون بأعمال كثيرة، فهم يقولون نحن نريد ترسيخ الحكومة، ونريد الترسيخ الامني والاستتباب الامني، هناك، وفيما يتعلق بالانتخابات في افغانستان، 5 اشهر كانت قد اعلنت في نهاية المطاف نتائج الانتخابات، ولم يكن هنالك مشاركة واسعة، والرئيس قال ان الولايات المتحدة قد صرفت تريليون دولار لكن لم يحققوا اي شيء، وان الولايات المتحدة كانت قد سرقت هذه الاموال الهائلة من اجل اعادة اعمار افغانستان لكان افضل اليها وان امريكا كانت تعتبر طالبان جماعة ارهابية لكن اليوم واشنطن تجلس على طاولة واحدة وتوقع اتفاق السلام مع طالبان وهذا يثير الشك ، وببرأي ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الامريكية يريد ان يقول انني حققت انجازا وانهيت أزمة افغانستان .

س – سوف نتحدث بالانتخابات الرئاسية الامريكية، ولكن ماذا حققت الولايات المتحدة من افغانستان حتى تصل الى هكذا اتفاق ، هل من وراء الاتفاق يريد ترامب -كونه لم يحقق اي هدف - المحافظة على ماء وجهه في افغانستان ؟ هل من وراء هذا الاتفاق يريد ربما اطفاء الشرعية لوجوده في افغانستان ام هذا الاتفاق سيمهد لخروج القوات الامريكية من افغانستان ؟

ج – لاحظوا انني شخصيا اتابع الاوضاع لاكثر من 33 عاما في افغانستان لا اتصور ان الامريكيين يريدون الخروج من افغانستان وفي هذا الاتفاق في الدوحة وعلى اساس ان يتم اطلاق سراح 5000 الاف من الاسرى لطالبان هذا الاتفاق ايضا كان قد تم التوصل اليه سابقا في عهد الرئيس اوباما ، واكثر من ذلك لاحظوا ان هذا الاتفاق لم يوقع عليه حتى وزير الخارجية الامريكية واذا ماوقع عليه بومبيو كان يجب ان يوقع عليه ترامب وبعده يصادق عليه الكونغرس ، ولكن في هذا الاتفاق قالوا عنه في الاشهر الاولى اذا ما تم تنفيذ كافة بنوده خلال 14 شهرا على الولايات المتحدة ان تخرج من افغانستان، وانا برأيي بانهم سيشترون الوقت خلال 4 أشهرالقادمة من اجل التشبث بالذرائع للبقاء في افغانستان ، خاصة لاهمية تلك المنطقة ومن قربها من ايران وسوريا وهم يهدفون الى اهداف استراتيجية لم يعلنون عنها .

س – ذكرتم ان الرئيس ترامب يريد ان يحقق شيئا ما في الانتخابات الرئاسية ، فأي انعكاس ستحمله الاتفاقية اليوم في موضوع الانتخابات، فهل ستكون تلك الاتفاقية ذات وزن في الانتخابات والحسابات الرئاسية الامريكية ؟

ج – هنالك مثل يقول ان " الغريق يتشبث بأي حشيش "، نلاحظ بان الرئيس ترامب سعى بان يصل الى التقاط الصور على النقطة الحدودية بين الكوريتين ويعرضها كأنجاز للشعب الامريكي ولكنه لم يصل لاي نتيجة وفي غرب اسيا لم يحصل على شيء وفي موضوع الاتفاق النووي ايضا رغم ان هذا الاتفاق النووي محل فخر للاوروبيين لكنه انسحب من هذا الاتفاق وانتم ترون الاوضاع في العراق وبرأيي فان موضوع افغانستان آخر ورقة كانت بيد ترامب لعرضها كأنجاز في الانتخابات الامريكية وعندما تبدأ حملات الانتخابات الامريكية سيناور كثيرا حول هذا الموضوع .

س – ليس فقط موضوع العراق او سوريا بل موضوع ايران وكوريا الشمالية لم يحقق اي شيء من هدفه معهما وبالتالي وجدوا المنفذ الوحيد امامه هو موضوع طالبان ؟

ج – اريد ان اقول بان امريكا كبلد قوي وكقوة عالمية فهي تعاني كثيرا من المشاكل ولكن في الحقيقة ليس لديها اوراقا تناور بل ، فهي انسحبت من الاتفاقية المناخ في باريس عندما ننظر الى الساحة الدولية فانها ليست في وضع يحسد عليه في علاقتاه مع المانيا وفرنسا واريد القول بان هنالك مشاكل بنيوية تعاني منها الولايات المتحدة جعلته وارغمته ان يقدم على هذه الخطوة فلاحظوا العلاقات الامريكية الصينية و العلاقات الاوروبية و العلاقات الروسية الامريكية وفيما يتعلق بخط الغاز "نورد ستريم2 "فقد عرقل هذا الخط الذي ينقل الغاز من روسيا الى اوروبا لكن لم يصل في نهاية المطاف الى نتيجة في هذا الاتفاق وان امريكا اليوم تقوم بالسياسات الحمائية تجاه منتجاتها وهذا يظهر بان افغانستان ازمة عالمية وان حلحلت الازمة مهمة جدا وبالتالي يريد ترامب ان يحصل على انجاز وما اعلن عنه ترامب قبل شهرين حول "صفقة ترامب " ارغم ترامب ان يتفاوض مع الارهابيين من طالبان وبالتالي لم يصل ترامب للنتائج المرجوة.

س – هذا بالنسبة للولايات المتحدة ، ماذا عن حركة طالبان اين موقعهم في افغانستان وما هدفهم من الاتفاق مع واشنطن ؟

ج – اعتقد بان جماعة طالبان هي تيار الجميع يعرفون سلبياتها كداعش ، وما يتعلق بطالبان ما هو المستقبل الذي تطمح اليه طالبان وهذا المهم ويجب ان ننتبه بان المجتمع الافغاني قد تغير مقارنة قبل 10- 20 عاما ، واليوم الطاقات المدنية قد نمت في افغانستان وجماعة طالبان ليست لديها رؤية واضحة او مستقبل واضح بامكان جماعة جماعة طالبان ان تقول للشعب الافغاني بانني لديي هذه الرؤية الجيدة لكم وكما ان طالبان ليست لدجيها حقيقة من الناحية الايجابية اي انجاز للشعب الافغاني .

س – بالتالي اليوم اذا كانت لا تملك رؤية هل تخلت طالبان عن اهدافها المعادية لامريكا ايضا ؟

ج – لا اتصور بانهم رغم توقيع الاتفاق بين طالبان وواشنطن اريد ان اقول بانه قبل 19 عاما فان المجتمع الدولي تدخل في افغانستان واوجد نظاما سياسيا جديدا وادارة جديدة في افغانستان وطالبان اليوم تقول اليوم ابحث واسعى وراء تشكيل امارة اسلامية واحد قادة طالبان قد قال في الدوحة قبل هذه المراسم بانه لا يقبلون بالحكومة الافغانية واظن ان جماعة طالبان لا تختلف عن النظام السياسي الراهن في افغانستان فكيف ستتعامل مستقبلا مع هذا النظام السياسي وهذه مشكلة وحتى انهم لا يعترفون بالرئيس اشرف غني الرئيس وان طالبان تقول بشكل واضح نحن لا نعترف بالحكومة الافغانية .

س – اين الحكومة الافغانية من هذا الاتفاق ، ويبدو انها غير راضية عن بنود هذا الاتفاق ويبدو انه لن يكون هنالك تعاونا وبالتالي اين هو موقع وموقف الحكومة الافغانية منه ؟

ج – لاحظوا بان الرئيس الافغاني اشرف لم يجري بعد مراسم اليمين الدستورية لاستلام الرئاسة الثانية فانتم بامكانكم معرفة ماهية الاوضاع وان السيد اشرف غني لم يعترف به من قبل المنافسين السياسيين ويقول السيد عبد الله بانهم اذا قام السيد اشرف غني باقامة مراسم التحليف الرئاسية اقوم انا ايضا بهذه الخطوة اذا فان هذه الحكومة وضعها متزلزل في الوقت الذي فيه واشنطن منحت الفرصة المثالية لطالبان وهي ضاعفت من موقف الحكومة الافغانية ويجب ان نعلم بانه يجب ان تكون هنالك مفاوضات بين الحكومة الافغانية وطالبان في اوسلو .

س – لم يوافق الرئيس اشرف غني على هذا الموضوع ؟

ج – ان الرئيس اشرف غني يقول انه لن يوافق عن الافراج عن سجناء طالبان ولكن في حقيقة الامر على ان تكون الحكومة الافغانية هي المسؤولة عن سجناء جماعة طالبان ومن اجل ذلك لا يجب ان تعترف جماعة طالبان في البداية بالحكومة الافغانية ومن ثم تطلب من الحكومة بالافراج عن مقاتليها السجناء وبالتالي من هذا المنطلق نقول بان المستقبل يعتبر ضبابي وغامض وان الموضوع الاخر الذي اريد الاشارة اليه هو انه كان بإمكان الادارة الامريكية ان تقول بانه على جماعة طالبان ان تنزع اسلحتها وتدخل في مفاوضات مع واشنطن كجماعة حكمت يار وهي موجودة الان وشاركت في الانتخابات الرئاسية الافغانية

والسؤال المطروح هو ان جماعة طالبان لم تنزع سلاحها ولم تتخل عنه وترفض العملية السياسية الراهنة

وانما تريد استحداث عملية سياسية جديدة وتسعى امام امارة اسلاميةوهذا حقيقة لا يصب في مصلحة الشعب الافغاني ولكن الشعب الافغاني يريد ان يحافظ على الرئاسة وعلى البرلمان وان جماعة طالبان تشارك في هذا الاطار ولكن ما يبدو واضحا بان جماعة طالبان تفرض العملية السياسية برمتها واذا ما رفضت جماعة طالبان العملية السياسية فسوف تبدأ المشاكل كما بدأت في يومها الاول .

س – لاي حد اليوم يعزز هذا الاتفاق من الانقسام اكثر على مستوى الساحة الداخلية السياسية بافغانستان؟

ج – الاعتبارات والملاحظات التي اتحدث عنها لم تراعى بالتأكيد فسوف يكون هناك مشاكل موقف الادارة الامريكية قد تسبب في وجود حكومتين حكومة طالبان وحكومة اشرف غني وهنالك 3 جهات رئاسية تتنافس وليس بينها اي اتفاق فيجب قبل مفاوضات اوسلو المستقبلية ان تتشكل في افغانستان حكومة قوية وان يكون هناك وفد عنها هي التي تدخل في المفاوضات مع جماعة طالبان ، لكن في حال وجود عدة وفود افغانية مقابل وفد موحد من طالبان فهذا سيصب في مصلحة جماعة طالبان ولا يصب في مصلحة الشعب الافغاني ولا العملية السياسية واقول مؤكدا ان افغانستان ستدخل في ازمات سياسية جديدة وربما سيقوم ترامب باستغلال هذه الازمة في الاشهر القادمة من اجل الانتخابات الرئاسية .

س - لذلك لأن إيران دعت بأن يكون هناك سلام مستدام ويكون عبر حوار الداخلي الأفغاني – الأفغاني إن كان فعلا تريد الولايات المتحدة الخير لهذا البلد ولمصلحة هذا البلد ولشعب الأفغاني ان يكون هناك حوار أفغاني – أفغاني وأكدت عليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية

ج - نعم هذا هو الواقع إيران كبلد جار لأفغانستان وأكبر مضيف للاجئين الأفغانيين ونحن نعتبر الأفغانيين جزء من الشعب الإيراني وهم لهم لغة مشتركة وتاريخ مشترك وثقافة مشتركة، نحن لا نتدخل في أفغانستان لكن نراقب الأوضاع هناك لاننا نعتقد بشكل جازم بأن الشعب الأفغاني هم الأساس في إتخاذ القرار ونحن نعتبر جماعة طالبان كتيار وليس كممثل لشعب الأفغاني لكن ما هو الواقع على الأرض بأن جماعة طالبان هي التي تتخذ القرار نيابة عن الشعب الأفغاني ولا دور لبرلمان الأفغاني والرئاسة الأفغانية.

لاحظوا الى الإنتخابات الأفغانية بعد خمسة أشهر لم يتمكنوا من إعلان النتائج وهذا أمر محزن ومعيب، كانن الإدارة الأمريكية امرت الحكومة الأفغانية ان تؤجل مراسم التحليف الرئاسي وحقيقة هذا التعامل سيئ وليس مقبولاً من الشعب الأفغاني بكل تأكيد.

س - اليوم أمام هكذا اتفاقية سعادة السفير ما هي الخيارات أمام إيران؟

ج - إيران قالت وأنا قد شاركت في عملية السلام في أفغانستان كسفير إيراني سابق هناك ونحن ساعدنا على التقارب بين الجهات الأفغانية والتيارات السياسية الأفغانية، نحن نعرف الثقافة الأفغانية والحل الصحيح هو أن نمهد الأرضية لتجتمع التيارات السياسية الأفغانية في ما بينها، حقيقة التحديات في أفغانستان لم تكن تحديات طائفية وإنما هناك تحديات قومية وكانوا يقولون بأن هذه القومية ما هي حصتها من الحكومة وهذا يمكن ان نحلها ولكن ما كنا نتخذ كإيران القرار لتيارات السياسية في أفغانستان وايضا الشعب الأفغاني لا يقبل بهذا وبرايي ما حصل من إتفاق للسلام بين واشنطن وطالبان ليس لها مستقبل واضح و الأفضل للأمريكيين ان يخرجوا من أفغانستان وأن يسمحوا للأفغانيين ان يديروا شؤونهم بأنفسهم وهم يقررون كيفية العملية السياسية وبالتأكيد سيصلون الى نتيجة وهذه تجربتي الشخصية التي اقولها بكل وضوح وصراحة بأننا إذا ما مهدنا الأرضية للأفغان هم سيصلون الى نتائج.

س - السؤال الأخير سعادة السفير، ماذا بعد هذه الصفقة على مستوى أفغانستان ودول الجوار؟

ج - حسب تقييمي للقرارت الأمريكية فيما يتعلق بتأسيس طالبان ومكافحة طالبان الأهداف الأمريكية لا تأخذ بعين الإعتبار مصالح الشعب الأمريكي وهم عينهم على الصين وروسيا وإيران ويريدون تغيير خارطة المنطقة ونحن نعرف الى ماذا يطمحون لكنهم لن يحصلوا على هذه النتائج لأن ترامب اضعف من أوباما وأوباما كان اضعف من جورج بوش وهم يذهبون نحو المنحدرات وافضل لهم ان يغادروا هذه المنطقة.

التفاصيل في الفيديو المرفق على الرابط التالي :

https://www.alalamtv.net/news/4767916/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%88%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86