ماذا يعني اعلان فك ارتباط 4 ألوية في الحشد الشعبي؟

ماذا يعني اعلان فك ارتباط 4 ألوية في الحشد الشعبي؟
الخميس ٢٣ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

الخبرواعرابه

الخبر:

أمر رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، أمس، بإلحاق أربعة ألوية قتالية تابعة للحشد الشعبي بالقائد العام للقوات المسلحة وفك ارتباطها إدارياً وعملياتياً بهيئة الحشد الشعبي.

التحلیل:

- رغم ان جهودا كثيرة بذلت لخلق الانقسام في صفوف الحشد الشعبي المخلص ولتهميش مهمته من أجل حماية الوطن منذ بداية تشكيله بدعوة من المرجعية العراقية بهدف الدفاع عن العراق، لكن هذه القوة التي يبلغ قوامها 130 الف جندي لا تزال همها الرئيسي هو اخراج المحتل من البلاد.

وفی الوقت الراهن، لا تزال وسائل الاعلام تنشر بشكل يومي أخبار اشتباكات هذه القوة مع عناصر داعش الارهابي في العراق. منذ بداية تشكيل الحشد الشعبي، كانت هناك جهود مستمرة لالقاء وجود الانقسام فيه وادعاءات حول ولاء قسم منها لايران والقسم الآخر للمرجعية العراقية، لكن هذه المساعي باءت بالفشل.

- باستشهاد أبو مهدي المهندس، اتیحت فرصة جديدة لمعارضي الحشد الشعبي لإنجاز خطتهم السابقة عبر التاكيد على بعض الخلافات حول تعيين القائد الجديد، وتنفيذ مشروعهم لاضعاف وتفكيك الحشد الذي يعتبر ابنا للمرجعية ومدافعا عن الشعب العراقي. وقبل ذلك خلال الاضطرابات السابقة في العراق، بذلت الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لتقديم الحشد الشعبي على أنه من يقف في وجه المحتجين ويقتلهم. ومما لا شك فيه ان الحشد الشعبي كان إحدى المجموعات التي أثبتت ولاءها للمرجعية والشعب العراقي في تلك الاحداث.

وفي قضية الحاق4 ألوية قتالية من الحشد الشعبي بالقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ، هناك جهود تبذل لوضع هذه الألوية الأربعة الموالية للمرجعية أمام القوات الأخرى التابعة للحشد. لکن في الواقع ولاء قوات الحشد الشعبي للعتبات المقدسة وليس للمرجعية العراقية فقط، مما يعني أن المرجعية لا تزال الأب الروحي للحشد الشعبي، ومثل هذه الجهود محكوم عليها بالفشل.

- من منظور أوسع، فإن الانتباه الى موضوع تكثيف الهجمات على الحشد الشعبي خاصة في الأيام الأخيرة، وبعد استشهاد أبو مهدي المهندس، تساعدنا في كشف اهداف هذه العملية النفسية المعقدة.

ان الهجمات المتكررة على كتائب حزب الله من الناحية العسكرية من جهة وشن الحرب الناعمة عليها من جهة اخرى وتقديمها من عوامل انعدام الأمن في العراق ، مشروع تتم متابعته بشكل مكثف في الأشهر والأيام الأخيرة.

ومن المثير للاهتمام، انه في الأيام الأخيرة تتزامن هذه الهجمات مع ترويج شائعة وتقويتها وهي متفق عليها من قبل جميع معارضي واعداء العراق واستقلاله. هذه الشائعة التي تعتبر استكمالا لمشروع "مكافحة الحشد الشعبي" اتخذت ماهيتها من وضع كتائب حزب الله العراقية يدها على قطعة أرض ثمينة مقابل البرلمان العراقي وسط بغداد لتوسيع الحرب النفسية على الحشد الشعبي.

ان التامل في هذه المسألة وارتباطها مع الهجمات الأخرى ضد الحشد الشعبي لا يترك أدنى شك حول مرتكبي هذا الهجوم وقواتهم في الحرب ضد الحشد الشعبي.

- من الطبيعي جدا وجود خلافات حول القضايا الإدارية والتنفيذية وغيرها في كل مجموعة، ولكن عندما ننظر إلى أحدث خريطة طريق مصممة في المعهد الأمريكي بواشنطن وخطته الخطيرة لمستقبل الحشد الشعبي (التي تم نشرها مؤخرًا في الاعلام) ، علينا ان نكون يقظين اكثر من السابق. فهذا المشروع طويل الامد يوصي بان يتم تكريم الحشد الشعبي الى جانب التاكيد على تجريده من الاحتواء.

ويوصي مؤلفو هذا المشروع بسحب المهمة الرئيسية للحشد الشعبي منه من خلال خلق الانقسام بين قواتها من جهة ، وخفض ميزانيتها من جانب آخر، ودمجها مع المؤسسات العسكرية الأخرى ، في عملية تستغرق 5 إلى 10 سنوات وتحویلها الى قوات عاجزة تماما من خلال تشغيلهم بالامور الدنيوية.

من الطبيعي أن تحقيق هذا الهدف يعني تمهيد الطريق لاستمرار وجود المحتلين في العراق. ومما لا شك فيه أن التركيز على دراسة كيفية التعرف على الاعداء يمثل الأولوية القصوى بالنسبة للشعب العراقي وحكامه.


للتعرف على سياسة الحكومة الامريكية حول الحشد الشعبي اضغط على الرابط ادناه:

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/honored-not-contained-the-future-of-iraqs-popular-mobilization-forces