هل روسيا سعيدة بتصاعد النزاع الصيني الأمريكي؟

هل روسيا سعيدة بتصاعد النزاع الصيني الأمريكي؟
الجمعة ٠٨ مايو ٢٠٢٠ - ٠٧:٥٠ بتوقيت غرينتش

هل تستفيد روسيا من الصراع الصيني الأمريكي الذي تفاقم بعد أزمة كورونا، أم أنها ستكون ضحية لهذا الصراع، حتى لو بدا في مصلحتها للوهلة الأولى.

العالم _ اسيا والباسيفيك

تناول موقع "عربي بوست" هذا الموضوع واعتبر ان فلاديمير بوتين واحداً من أبرز قادة العالم دفاعاً عن الصين في أزمة كورونا، بل إن وسائل الإعلام الروسية كانت تروج لنظريات المؤامرة التي تتحدث عن دور أمريكي في نشر الفيروس، لتنضم لبكين في مواجهة واشنطن في الحرب الكلامية حول منشأ الفيروس.

ويبدو أن أزمة فيروس كورونا ستكون محطةً مهمةً للغاية في تاريخ العلاقات الصينية الروسية المتقلبة، والتي تاريخها مختلف كثيراً عن حاضرها.

عداء تاريخي بين روسيا والصين

وبحسب الموقع لم تكن العلاقات الصينية الروسية دوماً على ما يرام كما هي الآن، فتاريخياً كان هناك عداء بين البلدين، نابع من التوسع الروسي في شرق آسيا، تحرك الروس بأسلحتهم النارية ومدافعهم مزيحين الصينيين بحضارتهم العتيقة عن مكانة القوة الأولى في الشرق الأقصى.

وحتى عندما أصبحت الصين شيوعية وجزءاً من المعسكر الشرقي لم يلبث أن تصارع البلدان وحدث انفصال أليم بين قطبي الشيوعية، وصل لاشتباكات عسكرية محدودة.

ولكن أزمة سابقة وثّقت العلاقة بين البلدين

وجدت الصين نفسَها وحيدة في الساحة الدولية، بعد قمعها للاحتجاجات الطلابية بساحة تيانانمن 1989، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

أثار القمع العنيف إدانة واسعة النطاق من الغرب، وبعد ذلك بوقت قصير فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حظراً على توريد الأسلحة للصين، لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.

ويتابع الموقع: في السنوات اللاحقة وجدت بكين شريكاً غير متوقع في روسيا ما بعد الشيوعية. لقد دمر انهيار الاتحاد السوفييتي صناعة الأسلحة الروسية مالياً، وهو ما جعلها حريصة جداً على القيام بأعمال تجارية مع الصين الصاعدة اقتصادياً. خلال العقد التالي اشترت الصين طائرات مقاتلة وأنظمة صواريخ روسية كجزء من سعيها للتحديث العسكري، وظهرت كأكبر عميل لروسيا في هذه العملية.

والآن أزمة فيروس كورونا تقرب بينهما أكثر

بعد أكثر من ثلاثين عاماً يمكن لأزمة جديدة أن تقرّب مرة أخرى الصين وروسيا من بعضهما البعض.

أدى تفشي فيروس كورونا خلال الأشهر القليلة الماضية إلى ردة فعل دولية، أو بالأحرى غربية ضد الصين.

وسط هذه الأزمة كانت روسيا من بين الدول القليلة التي انحازت إلى جانب الصين ضد منتقديها.

مع تحول الأزمة الصحية العالمية الحالية إلى منعطف جيوسياسي متزايد، تتطلع موسكو وبكين إلى بعضهما البعض للحصول على الدعم.

لقد ألقت الجائحة بظلالها على صورة الصين العالمية في الأشهر الأخيرة، فضلاً عن مصالحها التجارية في الخارج. وقادت الولايات المتحدة موجة الاتهام ضد بكين، حيث ألقت إدارة ترامب باللوم على الصين في تفشي المرض، وهدد عدد متزايد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين باعتماد تشريع عقابي ضد بكين.

اتهمت العديد من الحكومات الأوروبية الصين بالسعي إلى استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية وإرسال معدات اختبار خاطئة لها.

حتى إن العديد من شركاء الصين الأفارقة المقربين انتقدوا بكين بسبب تقارير تفيد بالتمييز ضد مواطنيهم كجزء من قيود الصحة العامة.

كما تحركت العديد من الدول ذات الوزن الثقيل في آسيا لتقليل اعتمادها على الصين. أعلنت اليابان في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستقدم حوافز مالية للشركات المحلية لنقل إنتاجها في الصين إلى الوطن.

أما الهند فقد أدخلت قيوداً جديدة على الاستثمار الأجنبي لمنع ما يوصف بـ”الاستيلاء الانتهازي” لشركاتها من قِبل المشترين الصينيين.

الصوت الأعلى في الدفاع عن الصين

برزت روسيا كواحدة من المدافعين القلائل عن الصين، والصوت الأعلى في هذا الصدد على المسرح العالمي.

فقد استنكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المطالبات الموجهة للصين، لدفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن جائحة الفيروس التاجي ووصفه بأنه “غير مقبول” وصادم.

وبالمثل، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانتقادات بأن الصين لم تتصرف بسرعة كافية لاحتواء الوباء خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في 16 أبريل/نيسان.

ونوه بما وصفه بـ”الإجراءات الفعالة” التي اتخذتها السلطات الصينية لمكافحة الفيروس.

واعتبر أن الأزمة كانت بمثابة “دليل إضافي على الطبيعة الخاصة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا”.

هل تستفيد روسيا من الصراع الصيني الأمريكي الذي تفاقم بعد أزمة كورونا؟

بينما تفكر العديد من الدول في تخفيض علاقاتها الاقتصادية مع بكين مؤخراً، فقد تحركت موسكو لتعزيزها.

وأعلن الكرملين مؤخراً أنه يمنح الإذن لصندوق الرفاه القومي الروسي لبدء الاستثمار في اليوان الصيني وسندات الدولة الصينية.

وتتطلع الحكومة الروسية أيضاً إلى مشاريع كبيرة جديدة مع الصين بمجرد أن تتراجع حدة الوباء، بما في ذلك خط أنابيب غاز جديد إلى الصين وخط سكة حديد جديد طموح يربط موانئ القطب الشمالي والمحيط الهندي.

من جانبها، تحركت بكين لشراء المزيد من النفط الروسي مع انخفاض الأسعار العالمية.

وأفادت رويترز أن واردات الصين من النفط الخام الروسي زادت في مارس بنسبة 31% عن العام السابق. وساعدت مشتريات النفط المتزايدة من الصين شركات النفط الروسية على البقاء على قيد الحياة، وسط انخفاض الطلب في أوروبا بسبب الفيروسات التاجية، والتي أضيف لها المنافسة السعودية.