ما سر بقاء ترامب ونتنياهو في السلطة رغم فسادهما؟

ما سر بقاء ترامب ونتنياهو في السلطة رغم فسادهما؟
السبت ٠٩ مايو ٢٠٢٠ - ٠٤:١٤ بتوقيت غرينتش

هناك من يسأل كيف يمكن ان تتحمل "الديمقراطية الامريكية" وجود رئيس فاسد مفسد اخلاقيا وسياسيا تطارده الاتهامات والفضائح اينما اتجه، وهي اتهامات موثقة بالصوت والصورة والارقام ، الا انه يبقى رئيسا رغم انف الجميع، بل واكثر من ذلك نراه يهدد كل من يكشف فساده بالويل والثبور وعظائم الامور.

العالم - كشكول

آخر مسرحيات "الديمقراطية" الامريكية كانت انتصار الحزب الجمهوري لعضوها الفاسد والمتهم باستخدام دولة اجنبية وهي اوكرانيا لضرب منافسه الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، وهو اتهام موثق بالصوت والصورة وبشهادة من اعضاء مقربين من ترامب نفسه ورجال عملوا في ادارته، وذلك عندما رفضوا بالاجماع اتهام ترامب وبرأوا ساحته من الاتهام وبقي في منصبه وهو اكثر فسادا وافسادا.

اما في "الديمقراطية الاسرائيلية"!! فهناك شقيق ترامب في الفساد والافساد والاجرام وهو بنيامين نتنياهو، الذي كان العالم ينتظر ان يكون مصيره السجن بسبب جرائمه السياسية والمالية والاخلاقية ، فاذا بالمحكمة العليا في الكيان الاسرائيلي ترفض طعونا من المعارضة وجهات رقابية ضد تولي شخص فاسد لرئاسة الوزراء، وتقضي بتمكين نتنياهو من تشكيل حكومة رغم اتهامات الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة الموجهة إليه!!.

نتنياهو الذي يُنتظر ان يُحاكم في 24 من هذا الشهر (مايو أيار)، فاذا بالمحكمة في "الديمقراطية الاسرائيلية" تعتبر توجيه اتهامات بالفساد إلى نتنياهو لا يمنعه من تشكيل حكومة وقالت المحكمة، في قرارها بشأن الطعون المقدمة من المعارضة، إن اتفاق حكومة الوحدة الذي أبرمه نتنياهو مع منافسه الانتخابي بيني جانتس لا يخالف القانون، رافضة بذلك الجدل الذي أثير حول سعيه للتحصن بالاتفاق ومنع محاكمته بتهمة الفساد بالمخالفة للقانون!!.

اللافت ان المحكمة دعت الى عدم تفسير قرارها على أنه يقلل من خطورة الاتهامات التي يواجهها نتنياهو مثل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، ولا الصعوبة التي يمثلها تنصيب رئيس وزراء متهم بارتكاب جرائم!!.

العارفون بخفايا "الديمقراطيتين الامريكية والاسرائيلية"! لم يفاجأوا كما تفاجأ الاخرون ، ببقاء ترامب ونتنياهو بمنصبهما رغم الكم الهائل من التهم التي تلاحقهما، والتي تكفي واحدة منها للاطاحة بأكبر رأس في الديمقراطيات الحقيقة، لانهم يعلمون ان حدود هذه الديمقراطيات تنتهي عند مصلحة الصهيونية العالمية التي تتحكم باغلب الديمقراطيات الغربية!، فهذه الصهيونية ترى مصلحتها الان في بقاء ترامب ونتنياهو حتى الانتهاء من صفقة القرن، اما الفساد السياسي والمالي والرشاوى والاحتيال وخيانة الامانة و.. فكلها قضايا تتصاغر امام المصلحة الصهيونية، لذلك نرى "الديمقراطيات الغربية" تصاب بالشلل الرباعي اذا ما تعارضت مع مصلحة الصهيونية العالمية.