خالد العبود.. سرّ قانون “قيصر”!

خالد العبود.. سرّ قانون “قيصر”!
الجمعة ١٩ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٦:١٩ بتوقيت غرينتش

-لا نعتقد أنّ قانون “قيصر” كان من أجل تفتيت او تفكيك الدولة السوريّة، كما أنّنا لا نعتقد أنّه كان من أجل عيون بعض السوريين، أولئك الذين صفّقوا وهلّلوا له..

العالم - مقالات وتحليلات

-نحن نرى بأنّ هذا القانون الذي يعتبر وسيلة من وسائل العدوان على سوريّة، تمّ الترتيب له بين أطراف دوليّة واقليميّة معروفة، وتحديداً كان بالتنسيق بين “واشنطن” وكيان الاحتلال..

-أمّا أهدافه فهي مختلفة تماماً عمّا كانت عليه أهداف العدوان في مراحله السابقة، باعتبار أن أطراف العدوان فشلت في تحقيق تلك الاهداف، وهذه الاطراف تدرك تماماً أنّها عاجزة عن تحقيق ذات الأهداف في عدوانها الجديد..

-السؤال هنا، ما هي أهداف أطراف العدوان، من وراء العدوان الجديد، بفضل “قيصر”، خاصة وأنّنا أكدنا على أنّ هذه الأطراف لم تعد تسعى “لاسقاط النظام”، كما كانت تحاول سابقاً؟!!..

-نعتقد أنّ أطراف العدوان لم تعد تمتلك القدرة الكافية على اعادة انتاج معادلة استقرار الاقليم، بالطريقة التي كانت عليها قبل 2011م، بحضور قوى صاعدة جديدة، حققت نجاحاً كبيراً من خلال إسقاطها أهداف العدوان في مراحله الأولى..

-إنّ خارطة الحضور الجديدة لحلف المقاومة، فوق جغرافيا الاقليم، خاصة فوق الجغرافيا السوريّة، أضحت خارطة حضور هامٍ، يشكّل جزء من استراتيجيّة الزحف باتجاه أرض فلسطين، وهو ما يدركه كيان الاحتلال تماماً..

-لم تفلح كلّ الوسائل لتفتيت هذه الخارطة الجديدة، حتى أنّ محاولات التواصل، بشكل غير مباشر، مع الرئيس الأسد، وصولا إلى العودة إلى قواعد فصل القوات السابقة، مع العودة إلى خارطة تواجد قوات محدّدة باتفاق فضّ اشتباك 1974م، أيضاً لم تُفلح..

-الرئيس الأسد يدرك حجم الانجاز الذي حقّقه، بفضل هذا التشبيك الميداني لحلفائه فوق الجغرافيا السوريّة، وهو ما يحاول استثماره لجهة عناوين وطنيّة، تتعلق بملف الجولان المحتل..

-كيان الاحتلال لا يريد أن يمنح الرئيس الأسد هذه الفرصة، وهو يريد الضغط عليه، أملا في تجريده من إمكانيّة تحسين وضع حقوقه في أهم ملفاته الوطنيّة، ونعني به الجولان العربيّ السوريّ المحتل..

-“قيصر” وسيلة عدوان مباشرة، ليست أمريكيّة كما يظنّ كثيرون، وإنّما هي وسيلةٌ مشغولٌ عليها من قبل لوبي صهيونيّ استجاب له “ترامب”، أملاً في دعمه في انتخاباته القادمة..

-يسعى كيان الاحتلال للتضييق والضغط على الرئيس الأسد، بغية الذهاب معه إلى اتفاق جديد، يثبّت اتفاق فصل القوات، الذي حكم مواجهة باردة لعشرات السنوات الماضية، بيننا وبين كيان الاحتلال، هذا الاتفاق الذي جاء بعد حرب تشرين 1973م..

-ويعني ذلك بالضبط، خروج كلّ أطراف حلف المقاومة من سوريّة، والعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل 2011م، وهو ما قاله “فيلتمان” قبل أسابيع قليلة، وما ردّ عليه قادة حلف المقاومة، بأنّ وجودهم الجديد في سوريّة، كان وما زال لمواجهة ومكافحة الارهاب..

-سعير المعركة الآن على هذا العنوان بالضبط، حيث سلّمت قوى العدوان بانتصار الرئيس الأسد، لكنّها تحاول ألا تسلّم بانجازه الجديد، والذي يرونه خطيراً جداً على مستقبل كيان الاحتلال!!..

خالد العبود - شام تايمز