مجلس الأمن ونقطة الرهان في إعادة النظر بقرار 2231

الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٧:٥٨ بتوقيت غرينتش

أكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية د.وسام إسماعيل أن الإدانة الأوروبية للولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي تعد نقطة رهان بأن المجتمع الدولي بدأ يتحرر من الولايات المتحدة، خاصة وأن رفع الحظر عن إيران قد أقر بقرار صادر عن مجلس الأمن.

أشار وسام إسماعيل إلى أن مجرد انعقاد جلسة لمناقشة تطبيق قرار 2231 سيضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك، إذ من المقرر أن يرفع هذا الحظر في أكتوبر المقبل.
وأضاف قائلا: ولكن ما ظهر من كلمات الزعماء الأوروبيين هو أن هناك نوع من الإدانة للولايات المتحدة الأميركية، وهي نقطة يجب المراهنة عليها بأن المجتمع الدولي بدأ يتحرر قليلا من الولايات المتحدة.
ولفت وسام إسماعيل إلى أن هناك نوع من الانقسام حتى ما بين الحلفاء الأربعة الباقين، كما أن هناك روسيا والصين اللذان سيرفعان الحظر ويتعاونان.
وفي جانب آخر من الحوار نوه إلى أن طلب وزير الخارجية الإيرانية محمدجواد ظريف عقد اجتماع شخصي مع الدول الأوروبية لبحث تطورات الموضوع إنما جاء لإحراج الجانب الأوروبي.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وفي هذا المجال لم يستطع سوى تجييش الدول التي تكون عادة بمثابة جنود لأميركا كالمملكة العربية السعودية أو البحرين أو حتى الشريك الاستراتيجي في المنطقة الكيان الإسرائيلي.
ونوه إلى أن الدول الأطراف في الملف النووي من غير السهل إقناعها بهذا الأمر، خصوصا أن رفع الحظر قد أقر بقرار صادر عن مجلس الأمن، مبينا أن هذه: هي الفكرة الأساس التي يعاني منها الأوروبي في هذه المرحلة.. أي كيف له أن يوافق الآن على قرار يعارض قرار سبق ووافقوا عليه في السابق؟
وخلص وسام إسماعيل إلى أن الجانب الأميركي مصر على تبني سياسة القوة حتى في اجتماعه في مجلس الأمن حيث كان المطلق الفكري للاجتماع هو اعتبار مجلس الأمن كأداة من أدوات القوة فقط وليس لأنه ملتزم بمبادىء الشرعية الدولية وما إلى ذلك، وهذا الأمر هو ما ترفضه إيران ولا يجرؤ الأوروبي على رفضه.


دعا العضو في حزب المحافظين البريطاني د.وفيق مصطفى وزير الخارجية الإيراني محمدجواد ظريف إلى "تحسين العلاقات الإيرانية الأوروبية" ما يعطي قوة للأوروبيين من أجل للضغط على الولايات المتحدة الأميركية لتغير سياستها في مجال الاتفاق النووي.
لفت وفيق مصطفى إلى أن: مجلس الأمن كما نعرف هو مجلس سياسي، والدول تستخدم حق الفيتو فيه، وبالتالي النتيجة النهائية ستكون بصالح الولايات المتحدة، رغم تحفظ الصين وروسيا.
وأضاف أن: مجلس الأمن كما نعرف منقسم، ولكن هذا لن يفيد إيران استراتيجيا وعلى المدى الطويل، لأنها تريد في النهاية رفع الحظر حتى تتنفس وتنمو كدولة اقتصادية، فبرأيي يجب أن تتخذ إيران خطوات أخرى للتعامل.. والدول الأوروبية هي في النهاية حلفاء الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار إلى أن: المسألة الهامة على الوزير ظريف أن يحسن العلاقات بحيث يعطي قوة للأوروبيين قوة للضغط على الولايات المتحدة الأميركية لتغير سياستها.
وأشار إلى أن: لدى ظريف فرصة ذهبية في نيويورك بأن يقدم مشروعه وبعيدا عن سياسة المايكروفونات، وأن يتكلم مع الدول ويوضح ويقول إن إيران تريد تقوية البنية التحتية وهي ليست دولة حرب أو مساعدة للإرهاب وليس هناك دليل على ذلك.
وخلص إلى القول: أعتقد أن هذا هو ما تريده الدول الأوروبية الكبرى، والدول الصغيرة ليست لها أهمية أن تقف مع إيران أم لا.


أكد العضو السابق في البرلمان الإيراني د.نوذر شفيعي أن على الدول الأعضاء بمجلس الأمن إعادة النظر بقرار 2231 لو كان انتهاء الحظر التسليحي على إيران يعد نقضا للسلام، مشددا على أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي هو الذي مهد الطريق لاعتبار القوة العسكرية الإيرانية تهديدا للسلام.
ولفت نوذر شفيعي إلى أن مجلس الأمن و وفق المادة 31 من ميثاق الأمم المتحدة في وقت بإمكانه أن يتخذ قرارا أو يصوت على مشروع قرار بأن يكون الموضوع تهديدا للسلام.
وبين أنه عندما فرض السلاح على إيران وفق قرارات مجلس الأمن كان التفسير الغالب بأن القوة العسكرية الإيرانية هي اعتداء على السلام، متسائلا: لكن اليوم ماذا تغير؟ حيث أن القرار 2231 المرتبط بشكل وثيق بالاتفاق النووي قد نقض كافة القرارت المتعلقة بإيران قبل التوصل إلى الاتفاق النووي.
وأضاف: إذا ما يريدون نقض هذا القرار فيجب أن يكون هناك قرارا جديدا في مجلس الأمن.. فانتهاء الحظر على إيران هل يعد نقضا للسلام؟ فلو توصل أعضاء مجلس الأمن الـ15 لهذا يتعين آنذاك إعادة النظر بقرار 2231.
ونوه إلى أن هذا يأتي في حين أن القدرة العسكرية الإيرانية لا تعد تهديدا للسلام من وجهة النظر الأوروبية وروسيا والصين.
وشدد شفيعي على أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي هو الذي مهد الطريق لاعتبار القوة العسكرية الإيرانية تهديدا للسلام.
وأضاف: وهذا غيرمقبول من قبل الدول الأخرى، ومن هذا المنطلق تتهم الدول الأووربية الولايات المتحدة بأن أميركا لا تسلك الطريق القانوني والحقوقي وإنما تعتمد الطرق والأساليب السياسية.
كما لفت إلى أن اجتماع مجلس الأمن قد واجه نقدا غيرمعلن من قبل الدول الأخرى الأعضاء في المجلس.
وأكد نوذري أنه وحسب المعطيات الدولية فإن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تحصل في الأطر القانونية والمنظمات الدولية على موقف موحد ضد إيران، وبإمكانها فقط أن تستخدم الضغوط خارج المنظمات الدولية.
وقال إن: هناك اختلاف رأي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فيما يتعلق بالقدرات العسكرية الإيرانية، لأن الاتحاد الأوروبي وصل إلى هذه القناعة أن إيران تعيش في منطقة غيرآمنة ومن الطبيعي أن تبحث إيران للحصول على أجهزة متطورة.
وخلص إلى أن الاتحاد الأوروبي يعترف بحق إيران بأن تمتلك القدرات العسكرية الحديثة، لكن الأميركان يخوفون الدول الأوروبية ودول المنطقة، وذلك فقط من أجل فرض العزلة ومزيد من الضغوط على إيران.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5024106