العراقيون وتجربة شعوب آسيا المرة مع القواعد الأمريكية

العراقيون وتجربة شعوب آسيا المرة مع القواعد الأمريكية
الإثنين ٠٦ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٣:٢٢ بتوقيت غرينتش

اعادت التصرفات الشاذة والسلوكيات غير الاخلاقية التي قام بها الجنود الامريكيون في مدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية، الذين أرعبوا الاهالي واعتدوا عليهم بذريعة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني الامريكي، اعادت قضية القواعد العسكرية في كوريا الجنوبية واليابان الى الواجهة، مرة اخرى بعد ان تحولت الى مصدر لانعدام الامن في المناطق التي تتواجد فيها.

العالم كشكول

وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الرسمية ذكرت نقلا عن مصادر الشرطة، ان الجنود الامريكيين قاموا يوم السبت الماضي باطلاق الالعاب النارية صوب المواطنين والمباني القريبة شاطئ "هيه ون ديه" واستهزأوا بالشرطة، وأثاروا حالة من الفوضى والشغب ما تسبب باستياء لدى المواطنين الذين تقدموا باكثر من 70 شكوى.

واضافت يونهاب ان الشرطة حاولت منع الجنود الامريكيين الذين لم يرتدوا كمامات الوجه رغم حملة التباعد الاجتماعي الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا، من إطلاق الألعاب النارية على المواطنين والسياح وحاولت تفريقهم الا انهم استمروا باطلاق الالعاب النارية.

يبدو ان الكوريين الجنوبيين يواجهون نفس المعضلة التي يواجهها جيرانهم اليابانيون، الذي مضى اكثر من عقد من الزمن وهم ينظمون احتجاجات ويخرجون بتظاهرات لاغلاق القواعد الامريكية على اراضيهم على خلفية جرئم القتل والاغتصاب التي تورط بها الجنود الامريكيون ضد المواطنين اليابانيين.

في عام 2016 شهدت جزيرة اوكيناوا اكبر تظاهرة خلال العقدين الماضيين حيث شارك فيها اكثر من 65 الف متظاهر، احتجاجا على قيام جندي امريكي باغتصاب وقتل فتاة يابانية في العشرين من العمر.

المتظاهرون احتجوا ايضا على الوجود العسكري الأمريكي الواسع في اليابان، وارتكاب العسكريين الأمريكيين جرائم خطيرة بحق المواطنين المحليين، وطالبوا بمراجعة الأحكام التي تنظم الإجراءات القضائية ضد العسكريين الأمريكيين العاملين في اليابان.

اللافت انه لم يمر وقتا طويلا على حادث اغتصاب وقتل الشابة اليابانية على يد جندي امريكا، حتى ارتكب الجنود الامريكيون جريمة افظع من سابقتها وذلك عندما اغتصب جنود أمريكيون بشكل جماعي طالبة في مدرسة محلية، دون ن تتمكن السلطات اليابانية من اعتقالهم او محاكمتهم وانصاف الضحية.

في البداية كان الكورويون الجنوبيون واليابانيون يشتكون من الضجيج الشديد والتلوث البيئي والازعاج والفوضى، الذي تسببه القواعد الامريكية لهم، الا انهم اليوم يشتكون من اعتداء الجنود الامريكيين عليهم ، وهي اعتداءات تصل الى حد القتل والاغتصاب، دون ان يكون بامكانهم القصاص من القتلة والمجرمين.

هذه الحقائق المرة عن القواعد العسكرية الامريكية المنتشرة كالسرطان في العالم ، وان كانت تختلف في بعض تفاصيلها، الا انها بدأت بذرائع متشابهة وهي "تقديم المساعدة" و "التصدي للتهديدات" و "مكافحة الارهاب"، فعندما اختارت امريكا جزيرة اوكيناوا مقرا لقواعدها العسكرية ، اختارتها لانها تحظى بموقع استراتيجي على حافة بحر الصين الشرقي، لتكون قاعدة متقدمة في صراعها مع الصين، الا ان ذريعتها كانت "محاربة الشوعية" واللافت ان امريكا كانت تحتل جزيرة اوكيناوا منذ الحرب العالمية الثانية وحتى عام 1972 وظل هذا الاحتلال قائما حتى اليوم ولكل بصيغة اخرى، وهذه الحقائق المرة هي التي يضعها العراقيون اليوم امام اعينهم عندما يؤكدون على طرد المحتل الامريكي من بلدهم ورفض جميع الذرائع التي يقدمها لتبرير تواجده، فهي ذات الذرائع التي بررت بالسابق تواجده في اليابان وكورويا الجنوبية وفي غيرهما من البلدان الاخرى.