توسيع نطاق التعاون العسكري الاميركي السعودي

توسيع نطاق التعاون العسكري الاميركي السعودي
الخميس ٠٢ يونيو ٢٠١١ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش

تعمل الولايات المتحدة الاميركية والسعودية بهدوء ولكن بقوة على تعزيز علاقاتهما العسكرية وتوسيع نطاق تلك العلاقات إلى مجالات جديدة في التعاون العسكري.

وأفادت وكالى "فارس" اليوم الخميس، ان ذلك  يتجلى بصورة واضحة في برنامج شبه سري لإنشاء قوة نخبة سعودية تكون مهمتها حماية المنشآت والثروات النفطية في السعودية وكذلك المنشآت الحيوية.

واضافت: هناك أيضا المحادثات الأميركية السعودية بشأن تزويد السعودية بنظام دفاع صاروخي وكذلك صفقة تاريخية قيمتها 60 مليار دولار لتزويد السعودية بعشرات من أحدث الطائرات الأمريكية من طراز إف 15 المقاتلة.

وتبدو قضية تعزيز العلاقات العسكرية السعودية أمرا في غاية الحساسية بالنسبة للدولتين وإلى درجة أن وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين رفضتا السماح لأي من العاملين في الوزارتين بالإدلاء بأي حديث مسجل عن تلك القضية وكما رفض البيت الأبيض فيما يبدو السماح للجنرال "روبرت كاتالانوتي" وهو المسؤول عن برنامج إنشاء قوة الحماية السعودية الخاصة، بإجراء أي مقابلات صحفية.

ولكن رغم ذلك أمكن الوصول إلى معلومات عن المشروع من مسؤولين أمريكيين تحدثوا بشرط الحفاظ على سرية هوياتهم بسبب حساسية المخاوف الأمنية السعودية ، وجاءت تلك المعلومات أيضا من مقابلات أجريت مع محللين مستقلين ومن تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون سابقون.

وتتآلف قوة الحماية الخاصة من نحو 35 ألف رجل يتم تدريبهم وتسليحهم بمعرفة الولايات المتحدة كجزء من مشروع يضم عديدا من الوكالات المتخصصة في الدولتين، ومن بينها على الجانب الأمريكي وزارات العدل والطاقة والدفاع وسيكون المشروع خاضعا لإشراف القيادة المركزية العسكرية الأميركية.

والمهمة الرئيسة لتلك القوة هي حماية منشآت النفط الرئيسة في السعودية ولكن مدى عملها سيكون أوسع من ذلك. ففي برقية سرية سربها موقع ويكيليكس هناك وصف لتلك المهمة بأنها "حماية منشآت الطاقة السعودية ومحطات تحلية المياه والمنشآت النووية التي ستقام في المستقبل".

ويعود تاريخ البرقية إلى الثامن من أكتوبر عام 2008 ونشرها موقع ويكيليكس في ديسمبر من العام الماضي ، وفيها وافقت السعودية على اقتراح الولايات المتحدة بإنشاء تلك القوة بعد تحذيرات مصدرها وزارة الطاقة الأمريكية بوجود تهديدات لبعض منشآت البترول السعودية.

و من المرجح ان تنفيذ برنامج إنشاء قوة الحماية قد بدأ في عام 2009 أو 2010، ولكن من غير المعروف حجم الجزء الذي أصبح الآن قيد الخدمة الفعلية من تلك القوة.

و لكن مسؤولا أمريكيا قال إن نطاق مهام تلك القوة قد يتسع ليشمل حماية السفارات وغيرها من المرافق الدبلوماسية والمنشآت البحثية والأكاديمية وغيرها من المنشآت ذات الطبيعة الحساسة والخاصة.

و ستعمل تلك القوة الأمنية المتخصصة بمعزل عن الجيش النظامي السعودي ولن تكون لها علاقة كذلك بالحرس الوطني السعودي المكلف بحماية الأسرة المالكة والأماكن المقدسة في مكة والمدينة.

و المعروف أن الولايات المتحدة تضطلع بدور تدريبي واستشاري وتسليحي كبير في الجيش السعودي منذ عام 1953 ثم بدأت في تقديم المشورة للحرس الوطني اعتبارا من عام 1973.

و قد وقع الاتفاق الخاص بإنشاء قوة الحماية السعودية المتخصصة في عام 2008 بين وزير الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت " كوندوليزا رايس" ووزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز.

و في توقيت متزامن تقريبا وقعت السعودية والولايات المتحدة مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال إدخال الطاقة النووية المدنية للاستخدام في مجالات الطب والصناعة وتوليد الكهرباء في المملكة.

و في نفس العام قال "فورد فراكر" الذي كان سفيرا لواشنطن في الرياض إن "من المحتمل أن يكون برنامج إنشاء قوة حماية المنشآت السعودية هو أكبر مشروع على الإطلاق في مجال التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية"، وكشف عن أن حجم العقود المرتبطة بإنشاء تلك القوة قد يصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.

و لم يتوقف التعاون العسكري بين السعودية والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة عند حد إنشاء قوة الحماية المتخصصة ، فعندما زار وزير الدفاع الأمريكي الرياض في عام 2008 كان حريصا على أن يؤكد عزم الولايات المتحدة على إبرام صفقة قيمتها 60 مليار دولار لبيع أسلحة للمملكة العربية السعودية ، ومن بينها 48 طائرة حديثة من طراز أف 15 وكذلك تحديث 70 طائرة من نفس الطراز تمتلكها السعودية بالفعل.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن نطاق تلك الصفقة قد يتسع ليشمل قطعا بحرية وربما أنظمة دفاع جوي وصاروخي متطورة.