صفري يكشف طبيعة تحرك ايران نحو الشرق والصين تحديدا

الأحد ١٩ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش

كشف السفير الايراني الاسبق لدى الصين مهدي صفري في تصريحات خاصة لقناة العالم ضمن برنامج "من طهران"، طبيعة التوجهات الايرانية على المستوى الدولي وعلاقتها بالغرب، موضحا الرؤية الايرانية للتوجه نحو الشرق في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة ، وكيف ستتكيف السياسة الخارجية الايرانية مع المرحلة القادمة وطبيعة العلاقات مع الصين تحديدا.

العالم _ برامج

اليكم نص اللقاء كاملا:

س- ما طبيعة السياسة التي تنتهجها طهران بالنسبة للشرق وهل هي مرتبطة بالوضع الراهن في ايران؟

ج- لاحظ معي، السؤال الذي طرحتموه أقول حسناً، کانت سیاسة الجمهوریة الإسلامیة في ایران بعد نجاح الثورة الإسلامیة تقوم علی مبدأ لا شرقیة ولا غربیة، ولکن کان للجمهوریة الإسلامیة وحتّی الآن علاقات دبلوماسیة مع جمیع الدول ماعدا اسرائیل وأمریکا التي تُعتبر عدوّتنا، بإستثناء موضوع معادي لربّما نشعر به من أحد الأطراف. قلتم لا شرقیة ولاغربیة، شعار لاشرقیة کان موجوداً حینما کان الإتّحاد السوفیتي لایزال موجوداً ضمن المنظومة العالمیة ویمضي في سیاساته الخاصّة به، ولکن بعد إنهیار الإتّحاد السوفیتي ظهرت روسیا الإتّحادیة التي غیّرت من سیاساتها، وأنتم شاهدتم کیف أنّ علاقاتنا وصلاتنا مع الدول المجاورة لنا في الشمال تطوّرت وأصبحت أکثر متانة.بدایة الصین کدولة لاهي غربیة ولا هي شرقیة، فهي تقع في شرق قارّة آسیا. حسناً، وهذا الأمر ینطبق علی الیابان وکوریا ومالیزیا وأندونیسیا وتایلند والهند، جمیع هذه الدول تقع في شرق اسیا. کانت لدینا علاقات دبلوماسیة مع الدول الآنفة الذکر وستکون لنا علاقات معها. إذاً، سیاساتنا لم تتغیّر، جمیع الصلات التي کانت موجودة بیننا وبین هذه الدول کانت متبادلة ومتساویة، أمّا لماذا ظهرت إلی السطح هذه الرغبة بالعلاقة مع الصین وتحوّلت إلی علاقة إستراتیجیة؟ أرغب في تقدیم ایضاح لکم ، بدایة هذا العامل لیس من طرفنا نحن فحسب بل من طرف الصین أیضاً. بعد أن بدأ الأمریکیون بمحاصرة الصین من الشرق، لو عادت بکم الذاکرة قلیلاً إلی الوراء وتذکّرتم موضوع الجزر الثلاث التي کانت موضع خلاف بین الصین والیابان، عملوا علی ایجاد منطقة متنازع علیها ، وبعد موضوع بحر الصین الجنوبي ظهرت قضیة أخری تتعلق بالمخازن النفطیة للصین مع فیتنام والفیلیبین، شعر الصینیون أنّ أوباما قد أحیا من جدید قاعدتهم المغلقة في شمال استرالیا، کما أحسّوا بأنّهم إذا لم ینتخبوا مساراً آخر عبر البحر، لربّما یسبّ لهم هذا الوضع مشکلات هم في غنی عنها، علی الأخصّ بوجود هذا الوضع التجاري الخاصّ بهم والوضع المتعلّق بالطاقة بشکل عام. حسناً، قامت الصین بطرح فکرة السیّد "شي جین بینغ" الخاصّة بالغرب في غرب البلاد وأحیت مبدأ "حزام واحد – طریق واحد" أي طریق الحریر. بمعنی أن تکون نظرة الصین إلی الشرق. حسناً، کان بإمکان الصین الإنطلاق من ثلاثة طرق، إمّا عبر روسیا إلی شمال أوروبا، أو عن طریق الجمهوریة الإسلامیة في ایران والتوجّه صوب الدول الأوروبیة الوسطی والجنوبیة وأخیراً عن طریق البحر للتوجّه إلی قارّة أفریقیا. إذاً قامت الصین بطرح هذا المشروع، فهذا البلد الذي کان یستورد ملیون برمیل من النفط في یوم ما، أصبح یستورد خمسة ملایین برمیل قبل ستّ سنوات أمّا الیوم بأنّه یستورد أحد عشر ملیون وخمسمائة ألف برمیل من النفط، فقط خمسة ملایین وخمسمائة ألف برمیل من هذا المجموع تمرّ عبر میاه الخلیج الفارسي. حسناً، انظروا أنتم الآن، من البلد الذي لدیه ألفین ومائتین کیلومتر من الحدود المائیة؟ بالطبع الجمهوریة الإسلامیة في ایران. من البلد الذي لدیه النفط والغاز هنا؟ الجمهوریة الإسلامیة في ایران أیضاً. حسناً، هذا هو العامل الرئیس الذي یمکّننا من أن نصبح الشريك الإستراتیجي للصین. من وجهة نظر الصینیین یُعتبر أمن الطاقة أهمّ من توفیر الطاقة، وإذا کان توفیر الطاقة مهمّاً فأنّ أمن الطاقة مهم أیضاً. حسناً، من الذي یمکنه تقدیم کلّ هذا؟ نحن بإمکاننا القیام بهذا العمل في المنطقة. ثانیاً، یُعتبر الصین الدولة الأولی في التجارة عالمیاً وهذا علی أقلّ تقدیر، لکنّني شخصیاً أعتقد أنّ الصین یمتلك الإقتصاد الأوّل في العالم. والسبب أنّ الأمریکیین الذین یقولون نحن في المرتبة الأولی، یقومون سنویاً بطباعة ستمائة ملیار أو سبعمائة ملیار من الدولارات أربع أو خمس مرّات ویشبعون بها السوق! والآن ترید الصین ضمان تجارتها من الناحیة الأمنیة في منطقتنا وفي المحیط الهندي وبحر عمان، لذا فأنّها تری البلد الذي یقف بوجه الإرهاب وداعش وضدّ تهریب المخدّرات ما هو سوی الجمهوریة الإسلامیة في ایران. إذاً ما الذي نجحت في تحقیقه هذه العوامل؟ أن تجعل بلدنا شریکاً إستراتیجیاً للصین.

س- هل اتت هذه السياسة بعد قطع الامل من الغرب ،وكيف تتماشى مع سياسة "لاشرقية ولا غربية"؟

ج- بدایة علاقاتنا مع الصین لیست ولیدة البارحة أو الیوم، منذ سنوات طویلة ونحن نتمتع بعلاقات وأواصر متینة مع هذا البلد، ولکن توجد حقیقة مفادها أنّ الصین الحالیة تختلف جوهریاً مع الصین التي کانت قبل عشر سنوات أو عشرین سنة. فصین الیوم من حیث التقنیة والتجارة وتشیید محطات الطاقة وغیرها مختلفة تماماً. حسناً، نحن ننظر ونری أنّ الصین بإمکانها عمل ماذا مع إحتیاجاتنا؟ أن تؤمّنها لنا، لهذا وبدلاً من التوجّه صوب المحدودیات والقیود التي تفرضها أوروبا وأمریکا علینا بإمکاننا الیوم توفیر جمیع متطلباتنا. وحینما أقول الآن فهذا لایعني الیوم فحسب، بل منذ خمس عشرة سنة أو عشرین سنة إنطلق هذا العمل. لاحظ معي، منذ عشرین سنة والصینیون یعملون بجدّ ونشاط في ایران، انظروا إلی عدد من السدود ومحطات الطاقة ومصانع الصلب والمناجم والبتروکیماویات. لهذا فأنّ هذا الأمر لیس ولید الیوم أو أمس، لربّما تغیّرت النظرة السیاسیة للصین تّجاه الغرب وأمریکا خلال السنوات الخمس أو الستّ. فقد إزدادت وتیرة نظرتها إلینا أي کما أسلفتُ لکم نظرتها إلی غربها. حسناً، أصبحت الحاجة ثنائیة ومتبادلة بین الطرفین ما أدّت إلی طرح موضوع مشروع التعاون لمدّة خمس وعشرین سنة بین الجانبین، لهذا بإمکاني القول أنّ هذا الأمر لایتعلق بالأمس والیوم. منذ سنوات والصین تستورد نفطنا، ومنذ سنوات أیضاً ونحن نتبادل التعاون الإقتصادي والتمویل وتنفیذ المشاریع في مختلف المجالات مع الصین. والآن لماذا یُطرح هذا الموضوع؟ نظرتنا إلی الغرب أو الشرق، لو ألقینا نظرة علی مشروع التعاون الشامل مع الصین لوجدنا أنّه یشمل علاقاتنا مع أغلب الدول الأوروبیة، مع النمسا وألمانیا وفرنسا ورومانیا أو یوغوسلافیا السابقة أو حتّی السوید إضافة إلی الدول المجاورة لنا، والآن لا أعلم سبب زیادة وتیرة الحساسیة تّجاه هذا الموضوع مع الصین؟ اذهبوا والقوا نظرة علی تعاوننا وإتّفاقیاتنا مع النمسا وألمانیا، کلّ هذه الأمور طُرحت في مختلف اللجان المختصّة المشترکة، لهذا، فأنّ هذا الموضوع لایعود إلی الأمس أو الیوم، فسیاسة لاشرقیة ولاغربیة للجمهوریة الإسلامیة في ایران بقیت علی حالها ولم تتغیّر، نظرتنا التي کانت موجّهة صوب الإتّحاد السوفیتي السابق أو الغرب هي نفسها لم تتغیّر، فحینما غیّر الإتّحاد السوفیتي سیاساته وحضر إلی طاولة المفاوضات أصبح العمل متوازناً وإنطلقنا نحن في التعامل معه.

س- هل لسياسة الصين اللااستعمارية تاريخيا دور في نظرة طهران الى التوجه شرقا؟

ج- بالطبع، لاحظ معي، الصین لم تدخل في أيّ نزاع أو حرب معنا ولم تکن بیننا مناوشات أو خلافات حدودیة، الصین دولة غنیّة جدّاً من الناحیة الثقافیة، وکما ذکرتم أنتم لم تکن دولة إستغلالیة، حسناً هذه العوامل کانت مؤثّرة في التعامل مع الصین، وفي المقابل کان لهذا البلد بعض المتطلبات دفعته للتوجّه صوب بلادنا، علی هذا فأنّ هذه المتطلبات من الجانبین مکملة لبعضها البعض وهي التي أدّت إلی تبلور هذا التعاون الشامل.

س- هل تعتبرون انفسكم مجبرين على التوجه نحو الصين ،أم أن هذا الأمر هو ضمن سياسات ايران الخارجية عموما؟

ج- کلا، شخصیاً أعتقد أنّ هذه إستراتیجیة حقیقیة کنّا نتابعها منذ حوالي عشرین سنة. والیوم وصل الموضوع إلی حالة من النضج، منذ ستّ سنوات طُرح الموضوع وقد حصل تأخیر في عملنا،کان ذلك آثناء زیارة السیّد "شي جین بینغ" ایران، والآن أنا أقول أنّ الموضوع قد تأخّر، کان علینا القیام بهذا العمل عاجلاً ولیس آجلا. آنذاك کنا في معمعة المحادثات مع الغرب ومن وجهة نظري کانت السبب في حصول التأخیر في مشروع التعاون الشامل مع الصین، فهذه الذستراتیجیة کانت حاضرة لدینا، منذ عشرین أو خمس وعشرین سنة ونحن نتبادل أنواع التعاون مع الصین، إلا أنّ الظروف المحیطة بالصین دفعتها إلی إتمام مثل هذه الإتفاقیة معنا والتوقیع علیها. بالطبع، وقد أسلفتُ لکم هذه النقطة، حینما کانت نظرتها بإتّجاه الغرب، لم توقّع معنا، بل وقّعت مع العراق والسعودیة ومصر وعمان وروسیا الإتّحادیة ودول أخری، بسبب الأمور التي أوضحتها لکم. أمّا الیوم فأنّ ظروف الصین قد تغیّرت في العالم، بسبب خلافاتها التجاریة والإقتصادیة والسیاسیة مع أمریک والغرب بشکل عام.

س- هل تشرحون لنا عن هذه الاتفاقية ؟

ج- بدایة یشتمل التعاون الشامل علی قسم للطاقة ، وهذا القسم الخاصّ بالطاقة ینقسم إلی قسمین، قسم النفط والغاز وقسم تشیید محطات الطاقة إلی جانب الطاقة الجدیدة والطاقة المتجدّدة. ففي القسم الخاصّ بالطاقة تقول الصین أنا أضمن لکم شراء نفطکم لمدّة خمس وعشرین سنة، ونحن ماذا نضمن لهم لمدّة خمس وعشرین سنة؟ بیع النفط لهم. ثانیاً، تقول الصین لديّ رغبة في الإستثماروتوفیر التمویل اللازم في مصافیکم ومعامل البتروکیماویات خاصّتکم، ونحن أیضاً لدینا الرغبة في أن یتبلور هذا الأمر وعلی الأخصّ في سواحلنا التي یمکننا التصدیر منها. فیما یتعلق بالطاقة وتشیید محطات الطاقة، یوجد إستعداد من کلا الجانبین لتشییدها في مختلف المناطق بشکل مشترك، أي علی شکل التمویل، حیث أنّها تُعتبر بُنی تحتیة بالطبع، کا أنّ هناك موضوع الإستثمار في الطاقات المتجدّدة. هنا أودّ أن أطرح مثالاً فیما یتعلّق بالنظام الشمسي أو محطّات الطاقة الشمسیة، وکما تعلمون فأنّ هذا الأمر یترتّب علیه أثران، بدایة نحن في الجمهوریة الإسلامیة في ایران وضعنا أفضل من الصین في هذا الحقل، کما أنّ الصین تُعتبر من الدول المتقدّمة جدّاً وتحتل المرکز الأوّل في الطاقات المتجدّدة، وتطوّر سنویاً حوالي عشرین غیغا واط في الیوم من هذه الطاقات في مختلف أنحاء البلاد. حسناً، تُعتبر الجمهوریة الإسلامیة في ایران مناسبة جدّاً لهذا العمل، فإضافة إلی الصحاری ومشکلة التصحّر یمکن لهذا العامل أن یحدّ من إتساع مشکلة التصحّر.

نحن لدینا الرغبة في أن یحضر الصینیون وینتجوا الخلایا الشمسیة في ایران ویطوّروا محطّة الطاقة هذه. ثانیاً، فیما یخصّ الطاقة الکهربائیة، أنتم تعلمون أنّ الصینیین یحتلون المرتبة الأولی عالمیاً أیضاً في المرکبات الشخصیة والعامّة کالحافلات، وضعنا في الإعتبار القیام بعمل مشترك في ایران في هذا القطاع. کما أنّ هناك موضوع النقل والذي یشتمل علی الطرق وسكك الحدید، حسناً إذا کانت نظرة الصینیین إلی الشرق وطریق الحریر فکلّ ماسبق ذکره متضمّن في المشروع، علی الصین أن تحضر وتبدأ بصناعة القطارات السریعة لغرض النقل وترانزیت البضائع المختلفة عن طریق الجمهوریة الإسلامیة في ایران إلی الغرب، ومن الشمال إلی الجنوب وبالعکس، بمعنی آخر ترانزیت البضائع من چابهار ذلی مشهد وترکمنستان وکازاخستان وبالعکس، ومن مشهد إلی تبریز وأوروبا والدول المجاورة لایران. إذاً، واحدة من أرضیات التعاون تتمثّل في النقل والتي تُعتبر لصالح الطرفین المتعاونین. ثانیاً، السیاحة، لدی الصین سنویاً مائتان وخمسون ملیون سائح، بینما نحن لدینا ملیونا سائح، ولو حضر ثلاثة ملایین من المواطنین الصینیین سنویاً، مع مالدیهم من ثقافة غنیّة، وتجوّلوا في ایران، لاحظوا فرص العمل التي ستتوفّر حینها، الصناعات الیدویة إلی جانب السیاحة، وللعلم فأنّ الصینیین یعشقون صناعاتنا الیدویة، ولو حدث وأن وجدت صناعاتنا الیدویة طریقها إلی أسواق الصین ، أي ملیار وأربعمائة ملیون شخص، تصوّر لو اشتری الواحد منهم مزهریة فقط! حینما ذهبت شرکة کوکاکولا إلی الصین، ولم یکن ینبغي لها أن تذهب، قال مسؤولوها لو شرب الواحد منهم علبة واحدة فقط، فهذا یعني ملیار وأربعمائة ملیون علبة! حصلت صناعاتنا الیدویة وسجادنا علی سوق کبیرة في الصین. جسناً، نحن نبحث عن فرص العمل، فلو تواجد الصینیون في قطاع السیاحة وعملوا علی تقویة البنی التحتیة لدینا، ونجحنا نحن في جذب السائحین الصینیین ، حینها لاحظوا الآثار التي ستترتّب علی هذه العملیة.

س- ما الذي تريده اللصين من هذا الاتفاق؟

ج- أسلفتُ لکم بالنسبة لمصالح الصین، والظروف التي أوجدها الأمریکیون لها، فترانزیت بضائع الصین والحصول علی مواد الخام سواء من ایران أم من الجنوب، توفیر الطاقة وضمان أمن الطاقة، موضوعان مهمّان جدّاً للصین، فحینما یحدث خلل في طریق تجارة دولة ما أو الصعوبة في الحصول علی المواد الخام، یسبّب هذا الوضع مشکلات جمّة لهذه الدولة. لقد أسلفتُ لکم من أنّنا تأخرنا في هذا الموضوع، وبسبب هذا التأخیر مضت الصین في طریقها الذي رسمته لنفسها وعقدت الإتفاقیات والمعاهدات مع دول أخری. ذهبت الصین إلی أوروبا عن طریق روسیا الإتّحادیة وکازاخستان وبحر قزوین وجورجیا وآذربایجان، نحن لدینا تأخیر في هذا التعاون. خلال مقابلتي الأخیرة قلتها بصراحة، کان یجب علینا التوقیع علی التعاون المشترك هذا قبل ستّ سنوات. مصالح الصین کانت کثیرة جدّاً، نحن الذین تأخّرنا، أمّا هم فقد أمّنوا مصالحهم عن طریق دول أخری.

س- هل هناك ما يشير الى منح امتيازات للصين من قبل ايران؟

ج- لقد قاتلنا جارنا لمدة ثماني سنوات من أجل شبرين، فكیف یُعقل أن نتخلی عن جزرنا؟ این كتب هذا الأمر؟ من قال ذلك؟ هؤلاء عملاء الغرب من یخلقون مثل هذه الأجواء وذلك عندما یرون أنَّهم قد فشلوا في تحقيق أهدافهم في تقویض الجمهورية الإسلامية، وأنّه یمكن افشال هذه الأهداف. مجیئهم للاستثمار في تلك المناطق، ومحطات الطاقة، وفي صناعة السیارات، وقطع الغیار أمر لا صحة له. لقد أتی ذكر اسم چابهار، لكن من أجل ماذا؟ من أجل نقل البضائع. أتی اسم كیش والاستثمار في محطات الطاقة. أتی اسم قشم فیما یتعلق بالاستثمار في البناء ومحطات الطاقة. هذا الأمر لا صحة له بتاتاً ویفوق التصور.

س- هناك اراء مختلفة حول هذه الاتفاقية مع الصين ،كيف تنظرون إليها؟

ج- هؤلاء المعارضون وقعوا تحت تأثیر الفضاء الإلكتروني فأصبحوا یثیرون هذه القضايا زوراً وبهتاناً. لقد تصوروا أنَّ هذا الأمر ممكن. إذا کنت قد لاحظت أنَّ وزیر الخارجية الأمريكية يخالف هذا الموضوع. إذا كان سیتم التوقیع علی هذا العقد فهذا یدل علی أنّه لا ینبغي لنا رفع العقوبات المفروضة علی الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا الأمر یدل علی أننا في الطریق الصحیح. یقول من أجل هذا لا ینبغي لنا أن نفعل ذلك. كما أنّه یقول أننا نحن وروسیا قد نسقنا معاً لقتل النّاس في سوریة بینما هم من قاموا بتعزیز داعش. حسناً إذا إفترضنا أنّ روسیا سیئة وتقتل النّاس فكیف تتحالف معها في الأمم المتحدة من أجل الإبقاء علی العقوبات وعدم رفعها؟ لهذا من الواضح أنّ الغرب یخلق هذه الأجواء. تعمل الأنظمة الغربية علی خلق هذه الأجواء. هذا الأمر ینطبق أيضاً علی الدول الرجعية في المنطقة. كیف تتعاون هذه الدول الرجعية مع الصين في مجال الاستثمار وتمنحها نفطها، لكن عندما یأتي الدور علی الجمهورية الإسلامية يقولون لا ینبغي أن تفعل الصين ذلك لأنَّها بذلك تدعم الإرهاب، بینما نحن نعلم جميعاً أنَّ هذه الدول تدعم داعش والإرهاب في المنطقة. لذا، برأيي أنّ هذا الموضوع مفید للجانبين، كما أنّ الدول الأجنبية تری أنّ هذا الأمر یخرجنا من هذا المأزق.

س- هل سنشهد مثل هذا الاتفاق مع بلدان أخرى؟

ج- دعني أقول لك أنني قلت للدول الأخری أنَّ هذا النص الذي ترونه موجود في أغلب اللجان المشتركة. من المثیر للاهتمام أن أخبرك أننا حاولنا تفادي الدخول في نقاش مع الدول الأوربية حول بعض هذه الكلمات. لقد وقعنا هذه الاتفاقيات مع معظم الدول الأوروبية والآسيوية. آمل أن يتم التوقيع على ذلك وتنفيذه في أقرب وقت ممكن ، وهذا في مصلحة البلدين. إذا تبلور هذا الحراك في السیاحة والطاقة والبيئة والزراعة والصحة والصیدلة وبناء الطرق، والتمویل فإنني أعدك بأنّه سوف یتم خلق أكثر من ثلاثة ملایین وظیفة. إذا انخرط حوالي ملیونا أو ثلاثة ملایین شخص في الحرف الیدوية فهذا الأمر سیساعد علی إزدهار السیاحة والحرف الیدوية في بلدنا. نحن نتطلع لخلق وظائف، إذا حصلنا علی تمویل فسوف نخلق وظائفاً مما يساعد علی دفع عجلتنا الإقتصادية قدماً فنبدأ في التصدیر.

س- من من الدول سيعارض هذا الاتفاق وما هي خطط ايران والصين لمواجهة العقبات القادمة في حال وجدت؟

ج- أعتقد أنَّ تلك البلدان المعارضة، أي أمریكا وإسرائیل والدول العربية، قد بدأوا في إثارة الأجواء المعادية في الفضاء الإلكتروني، وأعتقد أنّه علینا تجاهل هذا الأمر لصالح بلادنا. من أجل التصدي لهذه المسألة علینا تنفیذ هذه المشاريع في أقرب وقت ممكن حتی یتمكن الشعب الإيراني من لمس نتائجها، وبالتالي سوف یتم تحیید هذه القضایا تلقائياً. بالطبع، بالإضافة إلی هذه الأجواء قد یمارس الغرب ضغوطات علی الصین من أجل تحييد هذا الأمر وعدم تبلوره، وهذه نقطة مهمة، لهذا علینا من جانبنا السعي وراء مصالحنا، وتنفیذ هذه الإتفاقية في المجالات التي ذكرتها لك. وهذا الأمر يمكن أن يكون مفيداً للغاية لجمهوریة إیران الإسلامية وشعبنا العزیز خاصة في مشاريع البُنی التحتية. لا تنسوا كلامي هذا؛ لا أعلم ما إذا كنت قد ذكرته أم لا. الإمام الخميني (ره) تفضّل بالقول: إذا امتدحك الغربيون فتیقن أنّك قد ارتكبت خطأ، وإذا ذموك فتأكد أنك علی الطریق الصحيح، لهذا انجز ما بدأته من عمل.