الاتفاقية الايرانية الصينية تبطل الحظر الأميركي

الاتفاقية الايرانية الصينية تبطل الحظر الأميركي
الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٧ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر:
في الوقت الذي تمضي فيه الاتفاقية الايرانية الصينية مراحلها الأولية؛ فإن الهجمات الكثيفة ضدها تدلل على أن الممتعضين من هذا الموضوع ليسوا قليلين.

التحليل:

لقد تم الاعلان عن الاتفاقية الصينية الايرانية في الوقت الذي كان يعتقد فيه الكثيرون أن السبيل الوحيد الذي بقي أمام ايران جراء الحظر الشديد الذي تفرضه الولايات المتحدة ضدها هو اما التفاوض أو الانهيار، غير أن آفاق الاتفاقية وعزم البلدين على تفعيل ما جاء فيها يبين أن ما يروج له خلاف الواقع وأن الطرق في العالم لا تنتهي كلها الى الولايات المتحدة وقرارات البيت الأبيض.

وخلافا لنظرة الكثيرين فان العالم اليوم عالم التعاون المتبادل، وفي هذا العالم فان كل دولة تستطيع استثمار تعاملها مع الاخرين وفق قدراتها وامكانياتها ومصادرها، وفي الوقت الذي تحافظ فيه على استقلالها وتحصين سيادتها فانها تمضي قدما في مسيرها الخاص بها. وفي هذا الاطار يبدو أن السبب الرئيسي في امتعاض بعض الدول من الاتفاقية الايرانية الصينية يعود الى اختيار ايران لمثل هكذا طريق في عالم ما يسمى بالاحادية ليكون الطريق الذي سلكته ايران نموذجا جديدا تنتهجه سائر الدول وخاصة تلك الدول التي تعتقد أن غضب الولايات المتحدة يعني نهاية العالم.

يعتقد ترامب أن فرض الحظر على ايران، وتطبيق قانون قيصر على سورية، وتضييق الخناق الاقتصادي على لبنان بذريعة وجود حزب الله، وفرض الحصار الكامل على اليمن، وممارسة الضغوط القصوى على فلسطين؛ تجعل هذه الدول تستسلم امامه، وبذلك ينهار ويتلاشى محور المقاومة، بينما لا الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي ولا تطبيق قانون قيصر ولا ممارسة الضغوط على سائر أعضاء محور المقاومة حقق النتائج التي كان يتوخاها ترامب، بل الملفت في كل ذلك أن السياسة التي تنتهجها ايران في اتفاقيتها مع الصين تزف البشرى في الآفاق لسائر دول العالم بأنها في الوقت الذي تتمسك فيه بمواقفها ومبادئها فانها تستطيع أن تسلك سبيلا جديدا ينأى عن الضغوط والقرارات الغربية.

المتوقع من الآن فصاعدا أن تتوسع دائرة الاحتجاج والاعتراض الاميركي والغربي ضد الاتفاقية آنفة الذكر، وربما ستصل الى أبعاد أخرى ولا تقتصر على المجال الاعلامي والحرب الناعمة، ومن الطبيعي فانه كلما تزايد الاعتراض من هذا النوع فانه يدلل على أن الحظر يواجه طرقا مسدودة جديدة.

يمكن القول أنه ليس هناك منفذا لخرق الحظر المفروض على ايران وسائر محور المقاومة لم تغلقه الولايات المتحدة الأميركية، الا أن الاتفاقية الجديدة بين ايران والصين برهنت على أنه يمكن سحق الحظر الاميركي.