الحكومة اللبنانية بين التعديل والتبديل مستمرة في العمل

الحكومة اللبنانية بين التعديل والتبديل مستمرة في العمل
الخميس ٢٣ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

حكومة حسان دياب بين هجوم الخارج وعرقلة مشاريعها باقية والبدائل غير موجودة في المرحلة الحالية والاستقالة مستبعدة .


اكثر من قراءة اصطحبت مواقف رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب الاخيرة لا سيما المتعلقة بامكانية التنحي او التعديل ويقول الكاتب السياسي ماهر الخطيب انه على الرغم من نجاح " حزب الله " في إسقاط فكرة التغيير الحكومي، في الفترة الماضية، من خلال "الفيتو" الذي وضعه بوجه المحاولات التي ظهرت من قبل بعض حلفائه، خوفاً من الدخول في مرحلة طويلة من الفراغ في الوقت الضائع، إلا أن هذا الخيار لم يمت بعد، نظراً إلى أن الكثير من الأفرقاء لا يزالون مؤيدين له بقوّة، على قاعدة أنّ البلاد بحاجة اليوم إلى تسوية ما، قادرة على الحدّ من سرعة الإنهيار الحاصل في ظل المواجهة الاقليمية المفتوحة.

ويضيف الخطيب: حتى الآن، ليس هناك من مبادرة جديدة على هذا الصعيد، لكن الأكيد، خصوصاً بعد إعتراف رئيس الحكومة حسان دياب ب العجز عبر تبرير عدم إستقالته بعدم الإتفاق على بديل، أنّ الحكومة الحاليّة لم تعد قادرة على الصمود طويلاً، وبالتالي هي مرشحة للإنتقال من تصريف الأعمال غير الرسمي إلى تصريف الأعمال الرسمي في أيّ لحظة، في حال تزايدت الضغوط عليها.

ومن وجهة نظر مصادر مطلعة هناك الكثير من المعطيات التي بدأت تدفع نحو هذا الخيار، منها دعوة الحياد التي يحملها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، بالإضافة إلى حالة العزلة التي تعيشها الحكومة الحالية، من دون تجاهل مواقف بعض الجهات الدولية التي لم تعد راضية عن أدائها، رغم أن مواقفها لا تنسجم مع الموقف الأميركي المتشدّد، ومنها على سبيل المثال فرنسا ، التي وصلوزير خارجيتها جان إيف لودريان بيروت امس وإنطلاقاً من ذلك، تطرح المصادر نفسها العديد من التساؤلات حول ما إذا كان لودريان سيذهب إلى طرح فكرة التغيير الحكومي خلال زيارته إلى بيروت، رغم أنها تستبعد ذلك نظراً إلى أن باريس لا تزال تراهن على دفع الحكومة الحاليّة إلى القيام بخطوات إصلاحيّة، تفتح الباب أمام إقناع المجتمع الدولي لمساعدتها، تبدأ من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ، التي كانت قد تعثّرت في الفترة الماضية بسبب عدم الإتفاق على الأرقام الماليّة.في هذا الإطار، لا تعتبر المصادر السياسية المتابعة طرح هذه الفكرة من قبل بعض الأوساط في تيار "المستقبل" أمراً عابراً، رغم كلام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن أنه لا يغطي أحداً، وتسأل عمّا إذا كان هناك من معطيات دفعت الحريري إلى تبديل وجهة نظره من إمكانيّة التوصّل إلى تسوية من هذا النوع، رغم التأكيدات بأنّ "حزب الله" لا يزال متمسّكاً بدياب طالما أنّ الإتفاق على البديل لم يحصل بعد، وترى أنّ هذا المعطى لا يزال بحاجة إلى بعض الوقت كي يظهر بشكل واضح.

في المحصّلة، فكرة التغيير الحكومي ستبقى قائمة طالما أن الحكومة الحالية لم تقدم عملياً ما يدعم فرص بقائها، حتى ولو كان ذلك لم يتحوّل إلى أمرٍ واقعٍ لا مفر منه، والبعض يشير إلى أن هذا السيناريو سيحصل، سواء قبل الإنتخابات الرئاسيّة الأميركية المقرّرة في شهر تشرين الثاني المقبل أو بعد الإنتهاء من هذا الإستحقاق مباشرة تختم المصادر.

*حسين عزالدين