هل يخسر سعد الحريري رئاسة تيار المستقبل بعدما خسر رئاسة الحكومة

هل يخسر سعد الحريري رئاسة تيار المستقبل بعدما خسر رئاسة الحكومة
السبت ٢٥ يوليو ٢٠٢٠ - ١٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

سعد الحريري ومخاض تيار المستقبل على وقع الانقاسامات وتجاذب الشقيقين للتيار الازرق اللبناني.

العالم - لبنان

يعيش تيار المستقبلمنذ فترة حالة.مخاض سياسي يتمحور مسرحها في مشهد التناافس على الوراثة والتنافس لما بات يعرف بالحريرية السياسية.
فبعد خروج سعد الحريري من السلطة الثالثة بدأت تلوح في الافق معالم الانقسام داخل التيار الازرق لا ييما بعد دخول الشقيق الاكبر لسعد. بهاء الحريري من بوابة القاعدة الشعبية للتيار. وترى المصادر ان مسألة واحدة تُشغل الرئيس سعد الحريري، هذه الأيام هي مؤتمر تيار «المستقبل والذي ارجأ بسبب جائحة كورونا حسب تعليل امين عام التيار وابن عمة سعد الحريري احمد الحريري. فيما ترى مصادر اخرى ان للتأجيل اسباب تتجاوز كورونا الى فيروس من نوع اخر اخر بات يتغلغل في التيار عبر انفسامات قيادية وتراجع حظوظ سعد في ادارة دفة التيار ومن خلفه الشارع السني في لبنان و هو تواصَل مع كوادر ابتعدوا في السنوات الأخيرة، لأسباب سياسية أو تنظيمية، ليدعوهم إلى المشاركة. ولكن، في مشروع النظام الداخلي، بالنسخة الموزَّعة على المشاركين، تبدو ملامح «المستقبل» الجديد، أو الحريري الجديد الذي وصف نفسه بوضوح قبل عامين: أنا «بَيُّ السُنّة».
ويقول الكاتب السياسي طوني عيسى ان
المؤتمر العام الثالث المؤجل سيكون مفصلياً في برسم صورة «المستقبل» الجديدة. فالرئيس سعد الحريري يريد من المؤتمر إقرار تعديلات تنظيمية تؤدي إلى الإمساك بالتيار جيداً. وثمة مَن يقرأ التوقيت بدقة: ربما يتمّ كل هذا عشية متاعب متوقعة، وقد يجري فيها استغلال التيار والبيئة الحريرية والسنّية عموماً.
وتقول المصادر المتابعة
حتى اليوم، كان مناخ القواعد الشعبية في تيار المستقبل يتّسم بهامش واسع من التنوع. حتى عند انتفاضة 17 تشرين الأول، كانت شرائح مستقبلية تنخرط في الحراك ضد الحريري كرئيس للحكومة، واعترضت على ما سُمّي آنذاك الورقة الإصلاحية ولكن أيضاً، هناك متاعب يتعمّد البعض استثارتها لغايات مختلفة، وليست خافية على أحد. وربما تزيد من خطورتها الضغوط والتحدّيات
هذا التشدّد تقول المصادر سيفرضه الحريري على المؤتمر الثالث سيقود إلى تغيير في نَفَس الحريرية التي عصفت بها تحولات صعبة في السنوات الأخيرة. والنهج السياسي الذي اتبّعه الحريري خلالها أجبرت المستقبل على أن يصبح كالآخرين: حزب الطائفة.
وفي السياق، تتابع المصادر ان الحريري يتجّه إلى تكريس «أبوَّته» للطائفة في المؤتمر، من خلال تدعيم موقعه بلا منازع على رأس «التيار». وهذا طبيعي وفق نظام الطوائف السائد. لكن المخاض يبقى في ما يتوجس منه سعد الحريري بدخول بهاء الحريري ومنتدياته التي تاخذ من قواعد المستقبل ركيزة شعبية لها بكل تقل مالي وبدعم سعودي واضح ما يقلق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من وجود كمائن للراعي الرئيسي اي السعودية وخاصة ولي عهدها محمد بن سلمان الذي عمل على خطف سعد الحريري إبان رئاسته للحكومة واحتجازه عنوة وجهارا في بلاد الحجاز ان يكون بن سلمان يغازل سعد من جهة.
ويدعم خصومه من داخل بيت المستقبل من جهة اخرى. وتقول المصادر إنّ سعد الحريري اقتنع مؤخرا من مقربيه ومستشاريه بان يعمل على إحكام سيطرته على قيادة «التيار»، بعدما استنتج أنّ تجربة التساهل كانت مكلفة له. فهي في رأيه سمحت بنمو ظواهر في كنف الحريرية و»المستقبل»، برزت وصنعت لنفسها المواقع، مستفيدة من مناخ التنوع في الرأي وهوامش الحرّية، وعلى حساب التيار نفسه وهذا ما يريد الحريري أن يقطع دابره في المرحلة المقبلة.وفي المعلومات المسربة من مسودة النظام الداخلي المعدَّل، الموزَّع على المشاركين للاطّلاع عليها، خطوتان أساسيتان تهدفان إلى حصر السلطة والقرار في أيدي الرئيس بشكل قوي ومباشر بالاضافة الى
إلغاء المكتب السياسي.
وإلغاء الأمانة العامة التي يشغلها اليوم أحمد الحريري.وستكون الاستعاضة عن المكتب السياسي والأمانة العامة بمجلس الرئاسة الذي يعيّن الرئيس كامل أعضائه. فهل سيتمكن سعد الحريري من اعادة تموضعه بشكل قوي في قيادة تيار المستقبل وابعاد شبح الانقلاب عليه من الداخل ام انه سيخسر مرة اخرى كما خسر رئاسة الحكومة وخروجه من السلطة بسسب حسابات ورهانات خاطئة لم تصب بخيبتها سوى بيت الوسط ومحازبيه تختم المصادر.
مراسل العالم - حسين عزالدين.