اتساع المواجهات بصنعاء وصالح يطلب الوساطة

اتساع المواجهات بصنعاء وصالح يطلب الوساطة
الجمعة ٠٣ يونيو ٢٠١١ - ٠٦:٥٨ بتوقيت غرينتش

اتسعت دائرة المواجهات في العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الجمعة لتمتد الى المناطق الجنوبية منها، كما تجددت المعارك العنيفة صباحا في احد احياء شمال صنعاء حيث تم قصف منزل الشيخ الاحمر في حي الحصبة بالمدفعية والاسلحة الثقيلة.

وافاد شهود عيان انه بعد فترة هدوء قصيرة فجرا، اندلعت المواجهات مجددا بالقذائف والاسلحة الرشاشة صباح الجمعة حول منزل الشيخ صادق الاحمر زعيم قبائل حاشد في حي الحصبة.

ولم تتوفر اي حصيلة حتى الان للمعارك العنيفة التي كانت متقطعة طوال الليل حسب السكان.

وقد خرج مئات الالاف من ابناء محافظة صعدة شمال اليمن في مسيرة حاشدة تضامنا مع ابناء محافظة تعز فيما يتعرضون له على أيدي النظام.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب باسقاط النظام وترفض ما أسموه الحرب الاهلية التي تستهدف اهداف الثورة. كما طالب المحتجون اليمنيين الى الالتفاف حول الثورة السلمية لاسقاط النظام.

ودعا المتظاهرون ابناء الشعب الى التلاحم والتآلف حتى لا يجد النظام أمامه أي فرصة سوى الرحيل الفوري.

وقد أعلنت المعارضة أن حصيلة ضحايا مواجهات الاسبوع الماضي من افرادها بلغت 50 شخصا حتى الان.

وشيع ثوار اليمن اليوم اكثر من 50 شهيدا سقطوا نتيجة الاشتباكات المستمرة منذ اسبوع في صنعاء، فيما سمع دوي انفجارات في تعز جنوب اليمن.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية ان القوات الخاصة التابعة لصالح انتشرت للمساعدة في "تطهير" مبنى وزارة كانت القوات القبلية قد سيطرت عليه.

في المقابل ، نفى مكتب الشيخ صادق الأحمر ، شيخ قبائل حاشد، ما وصفه بالأكاذيب التي تروجها وسائل الإعلام الرسمية اليمنية بشأن استعادة القوات العسكرية والأمنية سيطرتها على المؤسسات والوزارات التي سيطر عليها أنصار الأحمر في منطقة الحصبة بصنعاء وما حولها.

وقال مدير المكتب عبدالقوي القيسي فى بيان صحفي له اليوم إن الحديث عن استعادة السيطرة على وزارات الإدارة المحلية والسياحة والتجارة والصناعة ومصلحة المساحة والسجل العقاري واللجنة الدائمة، مجرد أمان مستحيلة التحقيق ومحاولة بائسة يسعى الرئيس اليمن على عبد الله صالح وإعلامه من خلالها إلي رفع المعنويات المنهارة لما تبقى في صفه من قوات عسكرية وأمنية وميليشيات مسلحة.

وأضاف القيسي في البلاغ الذي نقله المركز الإعلامي للتجمع اليمني للإصلاح "إخوان مسلمون أكبر أحزاب المعارضة عضو تحالف اللقاء المشترك" إن أنصار الشيخ صادق الأحمر يسيطرون على تلك المؤسسات العامة المملوكة للشعب اليمني ويحمونها لمنع نهبها من قبل مليشيات صالح المسلحة ، وأنهم سيحمونها بحدقات عيونهم وسيضحون بأرواحهم دفاعا عنها ويمنعون نهبها وسيسلمونها للشرعية الحقيقية المتمثلة بالثورة الشعبية السلمية.

كما أفادت الأنباء بتعرض وحدات الفرقة الاولى المدرعة بقيادة اللواء علي محسن الاحمر الموجودة على مشارف ساحة التغيير امام جامعة صنعاء لقصف بقذائف الهاون.

واوضح مشاركون في الاعتصام ان قذيفتين سقطتا امام سور الجامعة، كما أفادت أنباء بأن قناصة أمطروا ساحة التغيير بصنعاء بالرصاص الحي من اتجاه شارعي الرباط والقاهرة ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وردد عشرات الآلاف من المعتصمين داخل الخيام الهتافات المعارضة ووجهوا نداء استغاثة عاجلا لكل المنظمات الانسانية والدولية بسرعة التدخل لمنع النظام اليمني من "قتلهم على غرار ما حدث في ساحة الحرية بتعز".

ويتزامن ذلك مع احتشاد عدد من المؤيدين لصالح بساحة السبعين أكبر ساحات العاصمة لتنظيم جمعة "الأمان".

ويتم تنظيم مهرجانات خطابية في العاصمة صنعاء بالتزامن مع مهرجانات مماثلة بالمدن اليمنية الأخرى على مستوى محافظات الجمهورية.

يأتي ذلك في وقت طلب الرئيس صالح من الرئيس السنغالي عبدالله واد التوسط لإقناع بعض الاطراف الدولية بحل سياسي يتضمن وقفا لإطلاق النار وضمانات بعدم ترشحه للانتخابات المقبلة.

وأعلنت الرئاسة السنغالية مساء الخميس ان الرئيس اليمني طلب من الرئيس السنغالي عبدالله واد التدخل لحل الأزمة في اليمن.

وقال بيان الرئاسة السنغالية إن الرئيس صالح اقترح وقفا لإطلاق النار تعقبه انتخابات في اليمن لا يترشح فيها صالح.

وجاء في البيان أن الرئيس صالح طلب تدخل الرئيس واد لدى فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والامارات العربية الموحدة ولدى دول اخرى من اجل توفير شروط وقف اطلاق نار فوري ووضع برنامج انتخابات حرة وشفافة يتعهد صالح بقبول نتائجها.

وأشار البيان إلى أن صالح قال في اتصال هاتفي مع واد إن المظاهرات في بلاده تحركها "قوات اجنبية مدعومة من القاعدة التي تسعى الى زرع الفوضى في اليمن" على حد قوله.

ومن جانبه ، أعلن البيت الأبيض الخميس أن مساعدا للرئيس باراك أوباما يزور منطقة الخليج الفارسي سوف يعمل على زيادة ضغط الولايات المتحدة على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كي يتخلى عن السلطة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني إن جون برينان، ابرز مستشاري الرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، يقوم حاليا بزيارة إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تتركز خصوصا على الوضع "الذي يتدهور" في اليمن.

وأضاف خلال لقائه اليومي مع الصحفيين أن "الدافع لهذه الزيارة هو قلقنا حيال التطورات في اليمن".

وأوضح أن برينان "يعمل مع حلفائنا في المنطقة لمعرفة ما يمكن فعله من أجل إقناع الرئيس صالح باحترام تعهده بتوقيع الاتفاق والبدء فورا بنقل السلطة".