السعودية بصدد مواجهة ايران والانتفاضات العربية

السعودية بصدد مواجهة ايران والانتفاضات العربية
السبت ٠٤ يونيو ٢٠١١ - ١٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

كتبت شبكة راصد الاخبارية الجمعة في تقرير ان محللين يرون ان السعودية تستخدم نفوذها السياسي وثروتها الهائلة لاستقطاب الحلفاء بالمنطقة الى جبهة موحدة لمواجهة ما تعتبره "تهديدا من ايران" و"حالة الغضب الشعبي" التي تجتاح العالم العربي ضد الزعماء الشموليين.

واضافت "راصد" : انزعج الحكام السعوديون من تغير السياسة الاميركية وموقفها من الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك حليف الولايات المتحدة لزمن طويل فضلا عن الاحتجاجات التي تشهدها البحرين وسلطنة عمان واليمن في الفناء الخلفي للمملكة.

وتقول الباحثة والكاتبة السعودية المقيمة في لندن مضاوي الرشيد: "السعودية تستخدم فائض ميزانيتها لاسكات الثورات او تشكيل نتائجها".

ووعدت الرياض بتقديم مساعدات لمصر قيمتها 4 مليارات دولار، ما يساعد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد ويكافح للتعامل مع الاثار الاقتصادية للاحتجاجات التي أطاحت بمبارك.

كما قدمت مساهمة كبيرة في منحة قيمتها 20 مليار دولار للبحرين وعمان لاقامة مشاريع توفر فرص عمل.

وتشارك السعودية الولايات المتحدة في مخاوفها من مزاعم "أن ايران تريد امتلاك أسلحة نووية"، كما أنها قلقة ايضا من الاحتجاجات الشعبية.

من جهته، قال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل: "المملكة قلقة جدا من الموجة الثورية. انها لا تريد أن تصل الموجة الى شواطئ الخليج (الفارسي)".

ويبحث مجلس تعاون دول الخليج الفارسي الذي تقوده السعودية ويضم في عضويته ست دول عربية منتجة للنفط السماح للاردن والمغرب بالانضمام اليه، ما يضيف مملكتين أخريين للتكتل الذي يضم السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والامارات العربية المتحدة.

ويقول محللون ان الدافع وراء دعوة الدولتين غير المنتجتين للنفط هو الاحتياجات الدفاعية وليس المنطق الجغرافي او الاقتصادي.

وقال محلل في الرياض "هذا ليس له أي معنى من الناحية الاقتصادية. المغرب لا علاقة له بالخليج (الفارسي) وبعيد جدا. السعوديون يريدون أن يدعموا حليفين".

وعلى الرغم من أن العلاقات بين السعودية وسوريا يشوبها التوتر عادة فان حكام المملكة يشعرون بالقلق من تداعيات الاحتجاجات في هذا البلد، ويخشون أن تزعزع استقرار جيران مثل الاردن والذي شهد ايضا بعض الاحتجاجات، وقالت الرشيد: "يريدون دعم الاردن. أعتقد أنهم قد يستخدمون الاردن كمنطقة عازلة ضد سوريا".

وتهدف المساعدات المالية السعودية لمصر الى تفادي انعدام الاستقرار في اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان واثناء حكام مصر الجدد عن تحسين العلاقات مع ايران.

وقالت الرشيد "اكثر ما يقلقهم هو أن تعيد مصر علاقاتها مع ايران".

وساند الملك عبد الله مبارك في البداية حين انتفض المصريون ضد رئيسهم. كما استضافت المملكة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي اجبرعلى التنحي.

وبعد أيام من حزمة المساعدات السعودية احتجزت مصر لفترة قصيرة دبلوماسيا ايرانيا واستجوبته بشأن مزاعم تجسس.

وقال الناشط الكبير الداعي للديمقراطية محمد القحطاني: "من المثير للاهتمام كيف أن مصر ألقت القبض على الدبلوماسي بعد أن أعلنت السعودية عن الحزمة المالية".

وحث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مصر يوم الاربعاء على اعادة بناء العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية قائلا: ان ظهور "قوة عظيمة" جديدة سيجبر "الصهاينة" على مغادرة المنطقة.

وتنظر السعودية الى الداخل ايضا فبعد عودة الملك عبد الله من رحلة علاجية طويلة بالخارج في فبراير أعلن عن مجموعة مساعدات قيمتها 130 مليار دولار لتوفير فرص عمل ومساكن للمواطنين الذين تتنامى اعدادهم بسرعة.

وقال الدخيل ان السعي لتحقيق الامن في المملكة التي تحظر التجمهر يمكن تطويره من خلال اتاحة المزيد من الحرية واجراء اصلاحات في الداخل بدلا من البحث عن أصدقاء في الخارج.

وأضاف "افضل طريقة لحماية الملكية هي حمايتها من الداخل وليس من الخارج سواء من حيث القدرات العسكرية او السياسية او الاصلاح الاقتصادي. الاردن والمغرب لا يستطيعان توفير اي حماية للسعودية".