لا تصدع حكومي بعد استقالة وزير الخارجية اللبنانية 

لا تصدع حكومي بعد استقالة وزير الخارجية اللبنانية 
الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش

استقال وزير الخارجية اللبنانية حيث تحدث بيانه عن تهميش وقصور حكومي فيما الاوساط تضع الخطوة في خانة الضغط الخارجي لاسقاط الحكومة.

وقد شكلت استقالة وزير الخارجية اللبنانية ناصيف حتي الحدث السياسي الابرز في لبنان سيما وانها حملت في توقيتها العديد من علامات الاستفهام والاهداف معا. فيما رات الاوساط المتابعة ان الاستقالة تاتي ضمن سياق الضغط الغربي على لبنان ومنها محاولات افشال الحكومة وصولا الى اسقاطها يرى البعض الاخر ان ما ساقه ناصيف حتي في بيان استقالته لا يشكل المبرر الاساس لخطوته، لذلك تقول المصادر ان الأثر المباشر للخطوة هو إعطاء جرعة إضافيَّة للقراصِنَة السياسيين الذين يَنتَظرون لحظَة سياسيَّة إستراتيجيَة للعودَة إلى مقاليد السلطَة.

في لبنان يصحّ الحَديث عن قرصَنَة للسلطَة لأنها أشبَه بالإستيلاء على المال العام الدولَة خزنَة والطامِحون إلى السلطَة خبراء في تَفكيك شَيفَرِتَها. لهذا السبب لا عَجَباً في تشبيهِ هؤلاء بقراصِنَة السياسة واقتناص الفرص وخاصة السفارات المهتمَّة بِسقوط الحكومَة كثيرَة.

و المشاريع المطلوب إدراجها في ما لَو استحوَذَ القراصِنَة على السلطَة الإستِقالَةُ في تَوقيتِها أحدَثَت تصدُّعاً غير ضَروريّاً خصوصاً أنها لم تُسهِمُ في فتح أفق جديد لِحَلّ مُستَدام.

المنطَقَة برمَتِها ما زالَت في خضمّ المواجَهَة ولا دلائِل تشير إلى أنَّ أي تسويَة دوليَّة أو إقليميَّة تُبحَثُ راهِناً في دوائِر القَرار.

إستِقالَة حتي أتت لتعطي المشروع الإستراتيجي الصهيوني شحنَة إندِفاع يمكن أن يُستَغَلّ ويُستثمَر على شَكل تصدّعات إضافيَّة تشجّع ربَّما وزراء آخرين على اعتِماد الخطوة عينِها ما يفضي في نِهايَة المَطاف إلى إنهاء الحكومَة بلملَمَة مكوّناتِها بَدَل التّركيز على المواجهَة الإستراتيجيَة.

يجِب الإعتراف أيضاً أن وزارَة الخارجيَّة اللبنانيَّة لَم تَضَع أي إستراتيجيَّة للسياسَة الخارجيَّة ولَم تقتَرِح أي مبادَرَة تخرق المَحظور وجلّ ما تمخضّت عنه تحرّكات الوَزيرالمستَقيل هوَ متابعته اليوميَّة لشؤون إدارَة وزارَتِه واستِقبال سفراء أحدَثوا ضَجيجاً دبلوماسياً لَم يكن للوَزير نفسه أي أثَر يُذكَر في معالَجَة جديَّة لِتداعيات سلوك بعضهِم في الفترَة الأخيرَة.

بإختِصار لَم يكن حتّي وَزيراً سياسياً بالمَعنى التقليدي المتعارَف عليه في لبنان بِقدر ما كانَ وزيراً تِقنيّاً وهذا ما يفسِّر أنَّ التقنيات كانَت الدّافِع الأكبَر لإستِقالَتِه.

لو كانَ هناكَ قرارٌ بِإسقاط حكومَة حسّان دياب لسقَطَت في شارِع 17 تِشرين،داعِمو 17 تِشرين في الدّاخِل والخارِج تيقّنوا أن قرارهم مستَحيل في ظِلّ التوازنات السياسيَّة القائِمَة حاليّاً وحكومَة الرئيس دياب باقيَة حتّى نِهايَة عهد رئيس الجمهوريّة أغلَب الظنّ، حتى إسقاطُها عبر تقنيَّة الدومينو سيؤدي إلى استِمرارِها حكومَة تَصريف أعمال في ظلّ إستِحالَة تَشكيل حَكومَة جديدة. مِن هذا المنطلق تَبدو لَنا إستِقالَة حتّي لزوم ما لا يلزم.

الإسراع في تَعيين البَديل ووضع إستراتيجيَّة ديناميكيَّة للسياسَة الخارجيَّة والإنِفتاح العملاني على خيارات لبنان شَرقاً وغرباً وتفَادي التنظير الفِكري الأكاديمي وتحمّل المسؤوليَّة هي الثوابِت المَطلوبَة مِن وزير خارجية لبنان الجديدشَربِل وهبِه.

وضع مستقبَل لبنان بين يَدي ثورَة صادِقَة إنما مشتّتَة وتَلوذ بعدّة مرجعيّات لا توحِّد بينَها رؤيا واحِدَة وأولويات متفّق عليها هوَ أخطَر ما يمكن أن نعرّضَ لبنان لَه في هذه الفترَة.

فلتَقُم حكومَة الرئيس دياب بِواجِبِها ثمّ فلتَرحَل عَملاً بالتّعاقُب عَلى السّلطَة هذه معالِم الحقبَة المقبِلَة والله أعلَم.

حسين عزالدين - مراسل العالم

كلمات دليلية :