بابا الفاتيكان في زغرب للدفاع عن الهوية المسيحية

بابا الفاتيكان في زغرب للدفاع عن الهوية المسيحية
السبت ٠٤ يونيو ٢٠١١ - ١١:٣١ بتوقيت غرينتش

وصل بابا روما بنديكتوس السادس عشر الى زغرب في كرواتيا اليوم السبت في زيارة تستغرق يومين.

وقد استقبل الرئيس الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش، البابا لدى وصوله على ارض المطار. وسيجتمع البابا مع مندوبين عن المجتمع المدني والطبقة السياسية ورجال الفكر، ثم يلتقي شبانا كرواتا في ساحة زغرب الكبرى.

ويقول مراقبون ان بنيدكتوس السادس عشر يريد الدفاع عن الهوية المسيحية لاوروبا في هذا البلد الذي يستعد للانضمام الى الاتحاد الاوروبي

وخلال اليومين اللذين سيمضيهما في زغرب، سيلتقي البابا الكرواتيين الذين يبلغ عددهم 4,4 ملايين نسمة ويشكل الكاثوليك 90% منهم ويؤمنون بملء ارادتهم بالقيم المسيحية والوطنية.

وقال البابا في المطار "قبل عشرين عاما من اعلان الاستقلال وعشية انضمام كرواتيا التام الى الاتحاد الاوروبي، يقدم تاريخ بلادكم القديم والحديث لجميع الشعوب الاخرى في القارة حافزا للتامل من خلال مساعدة كل واحد منها وكلها مجتمعة، على المحافظة واحياء تراثها المشترك النفيس من القيم الانسانية والمسيحية".

وكان البابا يلمح صراحة الى اللامبالاة الدينية ورفض بعض القادة الاوروبيين الاعتراف ب"جذورهم المسيحية".

وكرر البابا وصف الثقافة المعاصرة بطريقة متشائمة. فهي تتسم كما قال "بقلة الاستقرار، وبفردية تشجع على النظر الى الحياة من دون التزامات والبحث المتواصل عن فضاءات خاصة".

وامام الصحافيين في الطائرة، اشاد البابا ب"التقوى الشعبية الكرواتية الشبيهة بتقوى اهالي موطني" البافاري. وكشف ايضا عن اراء الكرادلة الكروات الذين قالوا له ان كرواتيا تنتمي الى "ميتل اوروبا" (اوروبا الوسطى) وليس الى دول البلقان.

واشاد بنديكتوس السادس عشر ايضا السبت بالكردينال الويزيه ستيبيناك، الشخصية التاريخية في كرواتيا والمثيرة تاريخيا للجدل، الذي تصدى كما قال البابا "لروح العصر" ايام النظام الكرواتي الموالي للنازية ابان الحرب العالمية الثانية وفي الحقبة الشيوعية.

وتكرم كرواتيا الكردينال ستيبيناك الذي طوبه البابا يوحنا بولس الثاني، لكن تطويبه اثار الجدل، اذ يعتبر بعض المؤرخين انه كان متساهلا جدا مع النظام الكرواتي المؤيد للنازية.

واكد البابا ان هذا الكردينال "دافع عن اليهود والصرب والغجر" المضطهدين، لكنه لم يتخذ موقفا من تطويب يطالب به جزء من الكنيسة الكاثوليكية.

واشاد الرئيس ايفو يوسيبوفيتش، الاشتراكي-الديموقراطي، "بالسلطة المعنوية والسياسية للكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية" "التي حذا حذوها عدد كبير من البلدان" والتي ساهمت "في وقف العدوان على كرواتيا".

وقد المح البابا بذلك الى اعتراف الفاتيكان بالدولة الكرواتية الفتية في كانون الثاني/يناير 1992، والذي تلته بعد يومين بلدان الاتحاد الاوروبي.

واشاد يوسيبوفيتش ايضا بكرواتيا، البلد الحديث "الذي يؤمن بالقيم الاوروبية" والذي "ينادي بالتسامح" و"الصفح" و"المصالحة" مع البلدان المجاورة التي كانت متحاربة، بتشجيع من الكنيسة الكاثوليكية.

تصنيف :
كلمات دليلية :