بين مقتل الحريري والمبحوح.. العدالة الغربية إما عوراء وإما نائمة

بين مقتل الحريري والمبحوح.. العدالة الغربية إما عوراء وإما نائمة
الأربعاء ١٩ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٨ بتوقيت غرينتش

بعد ان برأت المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري،  حزب الله وسوريا من ادنى تورط في جريمة الاغتيال، بات واضحا ان جريمة الاغتيال كانت من الاساس من تنفيذ الجهات التي اسست ومولت المحكمة، من اجل تنفيذ مآربها في لبنان، وهي مآرب رأت فيها تلك الجهات انها حققت جانبا كبيرا منها خلال السنوات الـ15 الماضية والتي ما كانت لتتحقق لولا تلك الجريمة، وحان الوقت للنطق بالحكم الذي وصفه الكثيرون "الفأر" الذي تمخض عنه الجبل.

العالمكشكول

الاهداف التي حققتها الجهات المسؤولة عن اغتيال الحريري، خلال السنوات ال15 الماضية، كانت خروج الجيش السوري من لبنان، وحشر حزب الله في زاوية الاتهام، للوصول الى نزع سلاحه، وتسلل عملاء امريكا والكيان الاسرائيلي والرجعية العربية وفي مقدمتها السعودية الى مفاصل الدولة اللبنانية، ليعيثوا فيها فسادا، بهدف زرع حالة من الاحباط واليأس في المجتمع اللبناني، لتستغله جهات خارجية وعلى راسها امريكا لزيادة الضغط على الشعب اللبناني لخلق حالة من السخط الشعبي، تسهل على عملاء امريكا والكيان الاسرائيلي من ركوب موجتها، كما شهدنا الفصول العملية لهذا المخطط منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي ولحد الان، حيث تم تحميل مسؤولية تردي الاوضاع في لبنان، لجهة كانت ومازالت انظف يد في لبنان، بشهادة الاصدقاء والاعداء على حد سواء، وهذه الجهة هي حزب الله.

الشيء المهم والخطير الذي يجب ان يتوقف امامه اللبنانيون وجميع الذين يهتمون بالشأن اللبناني، هو الحكم الذي نطقت به المحكمة والتي لم تجد رغم انفاق نحو مليار دولار على مدى سنوات طويلة ، وفبركة اطنان من الوثائق، وتجنيد عشرات الشهود الزور، وتظافر العشرات من اجهزة المخابرات في الدول المعادية لحزب الله ومحور المقاومة، الى جانب الطابور الطويل لباعة الشرف والكرامة في لبنان، حيث لم تجد المحكمة رغم كل ذلك سوى شخص واحد وحيد لتتهمه على انه هو من نفذ الجريمة من دون ان تقدم دليلا واحدا ضعيفا حتى يثبت تورطه، لكنها ارادت ان تربط الجريمة بإي شكل من الاشكال بشخص قدمته على انه من حزب الله!، لتبقي بذلك على سيف الاتهام مشرعا في وجه حزب الله، حتى لو كانت اليد الممسكة بالسيف ترتجف.

اليوم اثبتت "العدالة الامريكية" كم هي عوراء ومخادعة، فبعد كل الاتهامات التي وجهتها لحزب الله وسوريا خلال السنوات الماضية في جريمة اغتيال الحريري، والتي كادت ان تأتي على الاخضر واليابس في لبنان، تأتي اليوم لتقول انها كانت غير صحيحة، وان الحزب وسوريا بريئان، هكذا وبكل بساطة، بينما مازالت هذه "العدالة الامريكية والغربية" تغط في نوم عميق ازاء جريمة بشعة نفذها عملاء الموساد "الاسرائيلي" عام 2010 وفي وضح النهار وامام العالم اجمع، عندما رصدت الكاميرات في فندق في دبي هؤلاء المجرمين وهم يدخلون الفندق ويقتحمون غرفة القيادي في حركة حماس محمود المبحوح ويقتلونه باعصاب باردة ، من ثم يخروجون ويعودون من حيث أتوا.

اللافت ان شرطة دبي كشفت عن ان 11 شخصاً يحملون جوازات سفر بريطانية وايرلندية وألمانية وفرنسية، قد نفذوا عملية الاغتيال، وعرضت صور المتهمين، مستندةً بتسجيلات الكاميرات العالية التقنية، دون ان يحرك الغرب ساكنا ، رغم ان عملاء الموساد نفذوا جريمتهم البشعة بجوازات سفر تابعة لمواطنيها.

حينها اعلنت بعض الحكومات الغربية انها ستحقق في كيفية استخدام عملاء الموساد لجوازات سفر تابعة لها، الا انها مازالت حتى اليوم تنتظر ان تستيقظ "عدالتها" من سباتها العميق، لتحقق بالاهانة البشعة التي وجهها عملاء الموساد لسمعتها وكرامتها، الا ان هذا النوم سيطول، لسبب بسيط وهو ان من الصعب جدا ن توقظ من يتظاهر بالنوم.