بريطانيا تدرب عسكريين بحرينيين على كيفية قنص المتظاهرين

بريطانيا تدرب عسكريين بحرينيين على كيفية قنص المتظاهرين
الإثنين ٣١ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

المفتونون بالغرب عندنا يقيسون الحق والباطل وفقا لسلوكيات الغربيين ونظرتهم الى الاشياء ، فكل ما يعتبره هذا الغرب "صحيحا" هو بالتالي صحيح من وجهة نظرهم، وكل ما يعتبره هذا الغرب "خطأ" فهو بالتالي خطأ، ولا نقاش في ذلك، بل ان هؤلاء المفتونين ينظرون الى كل شيء حتى داخل مجتمعاتنا من زاوية النظرة الغربية الى ذلك الشيء حتى ديننا وقيمنا وتاريخنا.

العالم - كشكول

هذه النظرة الدونية مردها الاعتقاد الذي يكاد "مقدسا"لدى هؤلاء المفتونين بأن الغرب "لا يكذب ولا ينافق ويقول الحقيقة دائما"، ويبدو ان هذا الاعتقاد لا يتزلزل لديهم حتى اذا ثبت بالدليل القاطع ان كل مآسينا او جلها هي من صنع هذا "الغرب الصادق"، مثل مآسي فلسطين، واستعمار الغرب للدول العربية والاسلامية، ودعمه للانظمة الاستبدادية والدكتاتورية، ومناهضته للانظمة الديمقراطية والتي تحاول ان يكون قرارها السيادي بيدها، وسرقتها لثروات الشعوب.

عندما نقول لهؤلاء المفتونين ان هذا الغرب كذاب ومخادع ومجرم وجشع وارهابي، ولا يفكر الا بمصالحه غير المشروعة حتى لو كانت على حساب دولنا وشعوبنا وثرواتنا ودمائنا ومستقبلنا، نراهم يثورون كالعادة مرددين ذات الاسطوانة المشروخة، بأننا مسكونون بعقدة المؤامرة، وبأننا نحمل الغرب مسؤولية فشلنا.

رغم اننا نعلم مسبقا اننا لن نتمكن من زعزعة "الايمان المقدس" بالغرب لدى هؤلاء المفتونين، الا اننا سنحاول ان نلقي حجرا في بركة هذا "الايمان" الراكدة، عبر الاستشهاد بالصحافة الغربية، لنكشف حجم نفاق وكذب وجشع واجرام الغرب المنافق، حيث كشفت صحيفة اندبندنت البريطانية في تقرير لها نشرته يوم السبت الماضي، عن قيام بريطنيا بتدريب عسكريين من البحرين على كيفية استخدام بنادق القنص لقنص المتظاهرين العزل وقتلهم، الامر الذي يكشف عن تواطؤ بريطاني واضح وفاضح في الجرائم التي يرتكبها نظام ال خليفة الطائفي ضد الغالبية العظمى من الشعب البحريني.

اللافت ان الصحيفة لم تكتف بالكشف عن تورط بريطانيا في قتل المتظاهرين البحرينيين، بل كشفت ايضا عن تورط بريطانيا في تدريب جيوش أكثر من 10 دول متورطة في ارتكاب انتهاكات فظيعة ضد شعوبها، واللافت ايضا، وهو ما يكشف حجم نفاق بريطانيا وكذبها، ان هذه الدول مدرجة على لائحة الدول المنتهكة لحقوق الانسان لوزارة الخارجية البريطانية!!، مثل السعودية والامارات.

بريطانيا التي تقول في العلن انها تضع السعودية على لائحة الدول المنتهكة لحقوق الانسان، وان لندن تعارض العدوان على اليمن الذي اسفر عن وقوع اكبر مأساة انسانية في العالم بشهادة الامم المتحدة، تقوم بالخفاء بتدريب القوات السعودية ولاماراتية على استخدام الطائرات المقاتلة والأسلحة التكتيكية، لقصف الشعب اليمني الاعزل.

تقرير اندبندنت كشف ايضا عن ان بريطانيا دربت كذلك عسكريين من دول أخرى ذات سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان بما فيها الإمارات، التي تشن عدوانا غاشما على الشعب اليمني منذ ست سنوات.

اذا كانت شهادة اندبندنت غير كافية لزعزعة "ايمان" المفتونين بالغرب ، سنضيف اليها تصريحات الناطق باسم حملة "ضد تجارة الأسلحة" أندرو سميث حيث قال بالنص: "لدى العديد من هذه الجيوش سجلات مروعة في مجال حقوق الإنسان وقد ارتبطت بالقمع الوحشي وكذلك العدوان الدولي، وان بريطانيا ومن خلال التدريب والتعاون مع الطغاة والأنظمة الديكتاتورية ومنتهكي حقوق الإنسان، تخاطر بجعل نفسها متواطئة في الانتهاكات التي تُرتكب" مشددا على انه تحدث مع "الحكومات البريطانية المتعاقبة لفترة طويلة جدا عن أهمية حقوق الإنسان والديمقراطية أثناء تسليح ودعم وتقوية الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم ، ولابد من وضع حد للنفاق ومراجعة كاملة للقوات التي دربتها المملكة المتحدة وعما إذا كانت مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان".