هل سيقاوم سلمان ضغوط ترامب لإخراج العلاقة مع "إسرائيل" للعلن؟

هل سيقاوم سلمان ضغوط ترامب لإخراج العلاقة مع
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

في اتصال هاتفي بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والملك السعودي سلمان، ولا ندري ان كان الثاني بكامل وعيه أم لا ، إذ رحب الاول بفتح سلمان المجال الجوي السعودي امام الطائرات "الاسرائيلية" لتمر فوق مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعلى متنها مستشار الأمن القومي "الإسرائيلي" الجنرال مئير بن شبات، ورئيس الموساد يوسي كوهين وعراب "صفقة القرن" جاريد كوشنر زوج ايفانكا ابنة ترامب، بينما قدر الثاني لترمب ما يبذله من جهود من أجل احلال السلام!!.

العالم كشكول

لا ندري كيف توصل سلمان الى ان ترامب "يعمل على احلال السلام" في المنطقة؟، الم يخبره أحدهم، عندما يكون في كامل وعيه، ان ترامب اعترف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، وانه نقل السفارة الامريكية اليها، وانه اعترف بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان، واعترف بسيادة الكيان الاسرائيلي على الضفة الغربية والاغوار، ورفض مبادرة السعودية "للسلام"، ورفض حل الدولتين، قطع المساعدات عن الاونروا لخنق الفلسطينيين، ويعمل على تصفية القضية الفلسطينية عبر "صفقة القرن"، ويضغط على العرب لتجاهل القضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي؟.

امام كل هذه النتائج الكارثية لسياسة ترامب ازاء القضية الفلسطينية، والتي فاقت بتطرفها وحقدها وعدائها للفلسطينيين، تطرف وحقد وعداء نتنياهو نفسه، يقفز سلمان فوق كل هذه الكوارث، ويشكر ويشيد ويقدر لترامب على كل الذي بذله للسلام والقضية الفلسطينية!!، وهنا لا يملك المراقب من تفسير لما قاله سلمان، الا ان يتهم السعودية بانها عرابة التطبيع العلني الذي يجري بين مشيخات النفط في الخليج الفارسي والكيان الاسرائيلي، وانها تعمل من وراء الكواليس لدفع باقي الانظمة الخليجية للتطبيع على ان تكون هي الاخيرة، او ان الملك سلمان يهذي.

اما نحن فنميل الى التفسير الاول، فسلمان في هذيانه ووعه، لايمكنه ان يخرج من بيت الطاعة الامريكي، الا ان الرجل هذه المرة يتعرض لضغوط يمارسها الارعن ترامب لدفعه لاخراج العلاقة "الاستراتيجية" بين الكيانين السعودي و"الاسرائيلي" للعلن، والتطبيع رسميا مع نتنياهو، وهي ضغوط يبدو انها احرجت سلمان وابنه، فآل سعود استغلوا المكانة الدينية للسعودية بسبب الكعبة المشرفة وقبر نبي الاسلام محمد بن عبدالله، على مدى عقود طويلة، وهذه المكانة هي التي اضطرت ال سعود ان يطبعوا بالسر مع الكيان الاسرائيلي، وهو تطبيع لا يشك فيه اي عاقل، الا ان المجنون ترامب ولاسباب انتخابية، يضغط سلمان وابنه ، لنقل التطبيع من السر الى العلن، ليكون بذلك اول رئيس امريكي يتمكن من العمل على اقامة علاقات بين "زعيمة العالم السني" و الكيان الاسرائيلي، وهو انجاز يتصور ترامب، بانه سيقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحه.

من الواضح ان السعودية اذا ما اضطرت للتطبيع العلني مع الكيان الاسرائيلي، تحت ضغط ترامب، تكون كمن تنتحر، واذا ما رفضت ضغوط ترامب تكون كمن تتمرد على سيدها، لذلك نعتقد ان السعودية ستشجع بعض الانظمة الخليجية وفي مقدمتها البحرين، التي لا يملك مسؤوليها ارادة مستقلة عن الارادة السعودية، للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، لارضاء ترامب الذي سيكون قد حقق "انجازات" ترضي اللوبي الصهيوني في امريكا، الا اننا نستبعد ان يكف ترامب عن الضغط على سلمان وابنه لاخراج علاقاتهما مع الكيان الاسرائيلي من السر الى العلن، فالرجل لا يقبل بحلول الوسط.