إقرار 'حياد لبنان الايجابي' إرتماء طوعي باحضان الغرب

إقرار 'حياد لبنان الايجابي' إرتماء طوعي باحضان الغرب
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٢١ بتوقيت غرينتش

لازالت الانتقادت المستنكرة لموقف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي التصعيدية تتواصل بموازات تمسكه وتصعيده لانتقاداته التي وجهها إلى الطائفة الشيعيّة، انتقاداته التي دفعت بمراجع الشيعة السياسية والدينية للاستغراب الشديد إزاء سلوكه في شكله وتوقيته ومضمونه.

العالم - كشكول

فبعد استنكار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان عما صدر عن هذه المرجعية الدينية الكبيرة بحق الطائفة الإسلامية الشيعية، من خطاب تحريضي يثير النعرات الطائفية ويشوّه الحقائق، وبالخصوص ضد "حزب الله" بشكل خاص، اعتبرت حركة الأمة، في بيان، "أن السجال الذي أطلقته إحدى المراجع الدينية الرفيعة لا يخدم لبنان ووحدته واستقراره بتاتا، وخصوصا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، بل يكاد يكون كصب البنزين على النار، ويفتح الاحتمالات لصراعات طائفية تهدد فعلا الوحدة المجتمعية في لبنان، وينذر بأفدح العواقب".

الحركة اعتبرت ان اعتراف الراعي بخطأه الاستراتيجي الذي سيصبح فضيلة اذا تبناه، افضل بكثير من "الانزلاق في مواقف تصب في خدمة أعداء لبنان، وفي مقدمهم العدو الصهيوني".

في السياق حذر حزب "الاتحاد" من "خطورة الانجرار وراء خطابات التصعيد والتشنج ومحاولة استرضاء عصبيات فئوية من خلال الخطاب السياسي والديني، لما سيتركه ذلك من اثر بليغ على الوحدة الوطنية والتأثير السلبي على ازمات الوطن، فالخارج مهما حاول ان يقدم مبادرات معنونة تحت عناوين الاصلاح السياسي والمالي فان مصالحه تتقدم على اي مصلحة وطنية لبنانية".

ماذا يريد الراعي من الحياد 'المزعوم'؟ ولمصلحة من؟

جدد البطريرك الماروني الراعي اليوم عرضه لـ"يان كوبيش ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان"، حول ما اسماه "انعكاسات تأخير تشكيل الحكومة"، وكرر تشديده مع زواره على ما اسماه بـ"ضرورة" إقرار حياد لبنان الايجابي، وضرورة دعم اقراره لدى الاسرة الدولية ليتمكن لبنان من أداء دوره ورسالته في هذا الشرق وفي العالم، حسب زعمه، كما "تم تداول تجديد عمل القوات الدولية لما لذلك من اهمية على صعيد الاستقرار في الجنوب"، حسبما افاد المكتب الاعلامي للبطريركية المارونية.

تحرك الراعي ورقة تم اللعب بها سياسيا وفي هذا الظرف بالذات بعد فشل ورقة الحراك الشعبي في تحقيق اهدافها، فتم تحريك مطالب فلكية للراعي تستهدف ضرب بيئة احزب الله الشيعية لإضعافه على المستوى الوطني عبر ضرب حلفائه وإنهاكهم وجعل "الشيعة" منعزلين عن النسيج الوطني اللبناني.

لا يخفى ان الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي يسعون جاهدين الى ضرب المقاومة الاسلامية في المنطقة ضربة قاصمة لا تتمكن بعدها من النهوض لتحجيم دورها المباشر في الصراع العربي الاسرائيلي وذلك ما نشاهده جليا واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار في كل من لبنان والعراق، حيث توالت الضربات الاميركية في البلدين المباشرة وغير المباشرة "عبر الجوكر" الذي حركته اميركا والكيان الاسرائيلي في العراق، ثم الان تحريك واجهات دينية حشرت راسها حشرا في هذا الظرف في الملف السياسي للبنان وتطالب بمطالب وصفها "حزب الله" وحسب مصادر بـ"عالية السقف" في محاولة لاقصاء الحزب عن حلفائه وعزله على الواجهة اللبنانية القريبة منه.

الحياد يعني ارتماء طوعي وانصياع لاملاءات الغرب

مزاعم الحياد هي في حد ذاتها انصياع طوعي لإملاءات أجنبية لتضييع فرصة تشكيل حكومة إنقاذية قوية وليس كما يزعم دعاة الانحياد ان هدفهم التسارع لإنقاذ الوطن والمواطنين من خطورة المرحلة التي نمر بها جميعا.

الى ذلك رأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي، أنه لا يحق لطرف سياسي أو ديني تحديد شروط سياسية وقوانين خاصة به ضد الآخرين، ثم ينادي بالحياد، لأن هذا يساهم في زيادة الانقسام بين مكونات الشعب اللبناني مستهدفا مكونا اساسيا وطنيا، فيما أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أن "النظام السياسي حتماً فاشل، والتطوير حتماً ضروري، وزمن العشرين انتهى، وما نطالب به سببه صيغتكم الطائفية التي أسس لها مَن مضى بصيغته الطائفية، والتي ما زلتم مصرّين عليها، وأنتم بالخيار بين دولة مدنية للجميع أو دولة طوائف تتقاسم الدولة والناس؛ والشجاع الشجاع مَن يمشي بخيار الدولة المدنية بصيغة المواطن لا الطوائف...".