إيران أكثر الدول حرصاً على السلام بين اذربيجان وأرمينيا

إيران أكثر الدول حرصاً على السلام بين اذربيجان وأرمينيا
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٤٢ بتوقيت غرينتش

تعتبر ايران البلد الوحيد في المنطقة الذي يرتبط بحدود مشتركة مع جمهورية اذربيجان وأرمينيا، وهذا التلاصق الجغرافي هو الذي كثف من حرصها على ان تتعامل بمسؤولية مع النزاع العسكري الدائر بين جارتيها على منطقة "ناغورني قره باغ" المتنازع عليها، وهو الذي جعلها اكثر حرصا من باقي الدول الاخرى، على انهاء الصراع بين البلدين، وحثهما على تلمس السبل السياسية لتسوية الصراع، للحيلولة دون انزلاق المنطقة الى صراع اشمل يهدد استقرارها وامن شعوبها، وهو ما سينعكس سلبا على امن واستقرار ايران ايضا.

العالم قضية اليوم

إصرار ايران على الوقف الفوري لاطلاق النار بين جمهوريتي اذربيجان وارمينيا، جاء بعد ان تأكد لها وجود اطراف من خارج المنطقة، وفي مقدمتها الكيان الاسرائيلي، دخلت وبشكل سافر على خط الازمة، عبر سكب الزيت على نارها، في محاولة لتحقيق ذات الاهداف التي كانت ومازالت تسعى الى تحقيقها في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وفي مقدمة تلك الاهداف، اثارة الفتن الدينية والطائفية والعرقية ونشر الفوضى، ولكن هذه المرة بالقرب من الحدود الشمالية لايران.

ايران لم تنتظر الثلاثي الروسي الامريكي الفرنسي، الذي يترأس مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لتقديم حلول للازمة القائمة منذ ثلاثة عقود، حيث أعدت طهران، كما كشف المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة، مشروعا، يمكن ان يساهم بوقف الحرب الدائرة بين جمهورية اذربيجان وارمينيا في اسرع وقت ممكن، وفي ظل الحفاظ على سيادة اذربيجان على اراضيها وخروج القوات العسكرية وبدء المفاوضات والحوار.

ايران اعربت عن استعدادها لمناقشة المشروع مع طرفي النزاع اللذين تربطهما علاقات وثيقة معها، خاصة بعد ان تأكد لباكو ويريفان أن لا حل عسكريا لأزمة قرة باغ، وانه ليس هناك من هو اكثر حرصا من ايران على تحقيق السلام بينهما، لما فيه من مصلحة مشتركة للجميع.

إيران لم تكتف بتقديم المبادرات لوأد الفتنة بين جيرانها، وافشال المخطط "الاسرئيلي" في التغلغل في المنطقة وضرب استقرارها، بل تحركت دبلوماسيا ومن اعلى المستويات، حيث اتصل الرئيس الايراني حسن روحاني بنظيره الاذربيجاني الهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول بشينيان، وأعرب لهما عن قلق ايران من تدخل دول أخرى في النزاع بين بلديهما وتحويل النزاع الثنائي إلى حرب إقليمية، معلنا عن استعداد ايران لاتخاذ كل ما يلزم لحل الخلافات بين بلديهما وفقا للقوانين الدولية، مذكرا علييف وبشينيان بضرورة ضمان أمن حدود إيران، و الحفاظ على ارواح اهالي القرى الإيرانية الحدودية، بعد ان سقطت قذائق داخل الاراضي الايرانية واسفرت عن اصابة بعض المنازل وجرح احد المواطنين الايرانيين.

دبلوماسيا ايضا، اتصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بنظيره الروسي سيرغي لافروف، وبحث معه ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بين جمهورية آذربيجان وارمينيا، كما اكدا الوزيران على الدور المهم الذي يمكن أداؤه من قبل دول المنطقة، خاصة جيران جمهورية آذربيجان وأرمينيا، في تهيئة الظروف الملائمة لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن.

تحذير ايران المستمر من وجود طرف ثالث يغذي الصراع بين جمهورية اذربيجان وارمينيا، ويعبث بأمن المنطقة، لم يأت من فراع، فقد اصدر مكتب رئيس كيان الاحتلال الاسرائيلي رؤوفين ريفلين، بيانا قال فيه ان الاخير اتصل بالرئيس الارميني ارمين سركيسيان، واخبره ان بيع السلاح لاذربيجان ليس موجها ضد ارمينيا!!، عارضا تقديم مساعدات انسانية ليريفان!!.

هذا الطرف الثالث لم يكتف باشعال الحروب، بل ما انفك يشعل الفتن عبر نشر اخبار وصور مفبركة في بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تزعم ان ايران ارسلت شاحنات من المساعدات الى ارمينيا، بينما الحقيقة ان هذه الشاحنات كانت متوجهة الى روسيا من ايران في اطار التبادل التجاري بين البلدين، وهو ما دفع رئيس مكتب رئاسة الجمهورية في ايران محمود واعظي الى تكذيب هذه المزاعم، مؤكدا إن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة وتهدف الى تعكير صفو العلاقات بين باكو وطهران.

ان ايران اكثر دول العالم حرصا على عودة السلام بين جمهورية اذربيجان وارمينيا، لانها ببساطة ستكون اكثر دول العالم تضررا في حال نشوب اي نزاع بين هذين البلدين الجارين لها، ليس فقط لانهما يشتركان معها بالحدود، ولوقوع المنطقة المتنازع عليها بالقرب من حدودها فحسب، بل لوجود طرف ثالث لا يضمر الشر لايران فقط بل لجمهورية اذربيجان وارمينيا وجميع دول المنطقة دون استثناء.

نبيل لطيف - العالم