تطبيع الإمارات مع الكيان الإسرائيلي ليس "خيانة"!

تطبيع الإمارات مع الكيان الإسرائيلي ليس
الأربعاء ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

لم يشهد تاريخ التطبيع الخياني بين بعض الانظمة العربية وبين الكيان الاسرائيلي، تطبيعا شاذا ومشوها لا يمكن وضعه في إطار اي تعريف، كما هو تطبيع الامارات مع هذا الكيان، فلا يمكن وضعه في خانة تطبيع مصر ولا خانة تطبيع الاردن ولا خانة تطبيع البحرين، ولا حتى في خانة ما يشاع عن تطبيع قادم للسودان.

العالم يقال ان

التطبيع الاماراتي شاذ في كل شيء، فهو ليس تحت "الضغط" الاقتصادي و"التعب" من الحروب كما روج السادات والملك حسين، وليس تحت ضغط ازمة الشرعية المفقودة التي يعاني منها ال خليفة في البحرين، ولا تحت "ضغط" الخروج من قائمة الارهاب الامريكية كما هو حال السودان تحت حكم الطغمة العسكرية، فأبناء زايد لم يحاربوا يوما ضد الكيان الاسرائيلي، ولا حتى عادوا يوما هذا الكيان، بل كانوا على العكس تماما تربطهم بع علاقات وثيقة سرية، كما انهم لا يعانون من اي ازمة اقتصادية، ولا توجد لديهم ازمة شرعية بحجم ازمة شرعية ابناء خليفة.

شذوذ التطبيع الاماراتي لا ينحصر فقط بهذا، فهناك شذوذ اكثر تشوها من الشذوذ الاول، وهو شذوذ الاندفاعة الاستجدائية المخزية لمشايخ هذه الامارات والتي وصلت الى حد تقبيل ارجل زعماء الكيان الصهيوني قبل ايديهم، كما رأى العالم اللقاء العار للمدعو عبدالله بن زايد بوزير خارجية الكيان الاسرائيلي غابي اشكنازي في المانيا، وحديثه عن "الامن والسلام والفرص والمستقبل" التي ستشهدها المنطقة بعد تطبيعهم!!، ونحن على يقين كامل ان هذا المراهق البليد لم يكن يفقه ما يقوله.

ومن جوانب شذوذ الاندفاعة الاماراتية المخزية والعار، هو الاعلان الفوري عن تنفيذ مشاريع ومخططات امنية وعسكرية وسياسية واجتماعية وثقافية وحتى فنية وسينمائية وموسيقية ولم يجف بعد حبر التوقيع على اتفاق العار، وهو ما لم نشهده في اي من التطبيعات العربية الخيانية السابقة، فمازال الادباء والشعراء والفنانون وحتى رجال الاعمال بل وحتى السياسيين في الاردن يرفضون التطبيع مع الكيان الاسرائيلي رغم مجاورتهم مع فلسطين المحتلة وخوض بلديهما حروبا مع الصهاينة قدموا فيها الغالي والنفيس.

ومن شذوذ التطبيع الاماراتي، هو ما كشف عنه بيني غانتس وزير الحرب الاسرائيلي، عندما التقى مجموعة من الصحفيين الاماراتيين والسعوديين، حيث اعرب عن امله بان يلتقي بصحفيين عرب اخرين في المستقبل، وهي امنية لم يحققها له الصحفيون المصريون والاردنيون، الذين كانوا ومازالوا ينظرون الى غانتس وامثاله كمجرمين وارهابيين وقتلة ومغتصبين، ولم ولن يمنحوه شرف لقائهم كما فعلت خراف حظيرتي ال زايد وال سعود.

العمالة والخيانة لها تعاريف واضحة، وهي تعاريف تجد مصاديقها في شخصيات واحزاب ومنظمات تقوم بافعال تتناقض ومصلحة الدول التي تنتمي اليها هذه الشخصيات والاحزاب والمنظمات، ولكن افعال عيال زايد لا تندرج في هذا التعريف، فهي احقر من العمالة واقذر من الخيانة، وعلينا ان نبحث عن تعريف جديد لممارساتهم الشاذة والتي تجاوزت حدود العمالة والخيانة، وان لم نجد هذا التعريف، علينا ان نبتدعه، لاننا سوف "نظلم" العملاء والخونة في وضعنا لهم في خانة واحدة مع ابناء زايد، وحتى ان نجد هذا التعريف او نبتدعه، على ابناء زايد ان يخلعوا عن رؤوسهم العقال، فانه رمز الرجولة .