مسلحو سوريا يشحذون سيوفهم لقتل إخوانهم.. لنستكمل 'نبع السلام'!

مسلحو سوريا يشحذون سيوفهم لقتل إخوانهم.. لنستكمل 'نبع السلام'!
السبت ١٧ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

كان من المثير جدا طلب ميليشيات "الجيش الحر" من تركيا إعادة إحياء واستكمال ما أسمته تركيا عام 2019 عمليات "نبع السلام" في مناطق شرقي الفرات ضد المسلحين الاكراد، بذريعة تشكيلهم تهديدا أمنيا وقربهم من خطوط التماس.

العالم - كشكول

ومن المعلوم ان عمليات شرق الفرات كانت قد توقفت بحكم اتفاق سوتشي التركي-الروسي حول المنطقة، حيث تم الاتفاق على إبعاد المقاتلين الأكراد عن كامل الشريط الحدودي التركي-السوري، لمسافة تصل إلى 32 كيلومترا، باستثناء القامشلي، لكن هذا حصل بعد ان دخل مرتزقة "الجيش الحر" الى بيوت الاكراد في شمال حلب ونهبوها وحرقوها ودمروها بالطبع بعد ان قتلوا وشردوا سكان هذه المناطق.

وتؤكد منظمات حقوق الانسان ان المسلحين السوريين الموالين لتركيا ارتكبوا انتهاكات ضد الأكراد والمسيحيين والشيعة والأقليات الأخرى مثل الإيزيديين، في سوريا.

كما ترصد تقارير بشكل منتظم اختطاف "فرقة الحمزة" النساء في عفرين في حلب (شمال غرب سوريا)، حيث فرضت تركيا ومرتزقتها من المعارضة السورية السيطرة عليها قبل عامين.

وبينما لا يسعى "المتعاقدون العسكريون" عادة إلى قتل النساء غير المسلحات والأطفال، فإن "جماعات الحر" قتلت الكثير من نساء وأطفال أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في كل من حلب وإدلب وحمص، كما ان جماعة "أحرار الشرقية"، وهي أحد فصائل ما يسمى "الجيش السوري الحر"، الذي تغير لاحقا إلى "الجيش الوطني السوري" بعد تدريبه وإعادة تشكيله من قبل تركيا، قتلت السياسية السورية الكردية، هفرين خلف، في نوفمبر الماضي.

ويبدو ان هؤلاء المرتزقة الذين يقاتل بعضهم في ليبيا وبعضم الاخر نقله الأتراك الى اذربيجان ليقاتل لقاء المال في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، أضحى يشتاق الى رائحة الدماء والمال أيضا، وبالتالي على الاقل فهو يأمل باستكمال عمليات شرق الفرات لعل وعسى ان يحظى بعمل جديد واموال جديدة.

ففي أيلول الماضي تعهد العقيد زياد حاجي عبيد القيادي في "الحر"، بالدفاع عن المصالح التركية داخل وخارج الأراضي السورية، مؤكدا انهم سيذهبون الى اذربيجان الى جانب الجيش التركي اذا تطلب الأمر، وهم بالفعل يحاربون في اذربيحان لكن ليس الى جانب الجيش التركي بل بدلا عنه، نظرا لعددهم الكبير وتكلفتهم القليلة، ليس فقط من الناحية المالية مقارنة بالجيش التركي، لكن من ناحية التكلفة السياسية المحلية للحكومة التركية.

وبغض النظر عن مزاعم قادة المسلحين في سوريا حول ان تركيا "حليفة" لهم، إلا ان الحقيقة ان خسارة مرتزق سوري تعني صفر بالنسبة للحكومة التركية، في حين أن أي مكاسب يقوم بها المرتزقة في مناطق الصراع الخارجي تعني تكريس صورة قوية للنظام التركي، حيث عادة ما تعتمد تركيا إغراء المقاتلين بمرتبات مالية مع بعض الدعاية الدينية لمحاربة أعداء غير موجودين.

ومثال ذلك في التاريخ العثماني، تجنيد تركيا لوحدات أجنبية، مثل قوات "باشي بازوق" العسكرية اللانظامية التي كانت مشكلة من الأفارقة الأتراك، و"الانكشارية" التي كانت أقوى فرق الجيش العثماني وأكثرها نفوذا، وتتكون من أسرى الحروب من الغلمان.

وهذا يؤكد تماما ان هؤلاء من يسمون نفسهم بـ"المعارضة السورية" لم يكونوا يوما يحاولون الحصول على حقوق أو يدافعون عن حرية مزعومة، بل هم كانوا ومازالوا مرتزقة يبيعون ويشترون في تراب الوطن تحت مسميات مختلفة.