السودان من 'لائحة الارهاب' الى 'لائحة التطبيع' ؟!

السودان من 'لائحة الارهاب' الى 'لائحة التطبيع' ؟!
الخميس ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٥١ بتوقيت غرينتش

أشاد بومبيو اليوم الخميس بجهود رئيس الحكومة السودانية، عبدالله حمدوك، بتحسين العلاقة مع "إسرائيل"، في حين تكررت تلميحات من قبل الادارة الامريكية حول تطبيع دولة عربية جديدة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي خصيصا قبل الانتخابات الامريكية، في اشارة الى ان ترامب سيستثمر ذلك لترامب في رفع رصيده امام منافسه جو بايدن.

العالم - يقال ان

الخارجية الامريكية قالت في بيانها اليوم ان بومبيو تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، وقد رحب الجانبان بتعهد الرئيس الأميركي ترامب بالمضي قدماً في حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفي كل مرة يحاول السودانيون الاشارة الى خروجهم من مساومة "الخروج من لائحة الارهاب مقابل التطبيع"، يعود ترامب ومساعدوه الى التلميح بأن المساومة نجحت.

وكانت وزيرة المالية السودانية، هبة محمد علي، قالت أن الخرطوم بدأت في تحويل مبلغ 335 مليون دولار كتعويضات لـ"ضحايا الإرهاب" الأميركيين وعائلاِتهم مقابل رفع السودان من قائمة الإرهاب.

ويحاول عرابو التطبيع القول بأن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيفتح الباب أمام إعفائها من ديون خارجية بالمليارات، وسينعش فرصها في الاستثمارات الاجنبية، لكن اي شخص يعرف القليل من الاقتصاد يعلم بأن الطريق طويل جدا أمام السودان وانها تحتاج لسسنوات من التخطيط الجاد.

مصادر صحفية نقلت اليوم عن مسؤول سوداني رفيع تأكيده ان التطبيع مع "إسرائيل" بات قريباً أكثر من أي وقت مضى، مشيرا الى ان الطائرة الإسرائيلية التي هبطت أمس، الأربعاء، بمطار الخرطوم كان على متنها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، وهم أعضاء الوفد الذي شارك في المفاوضات التي رعتها دولة الإمارات، الشهر الماضي، والتي شارك فيها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ووزير العدل نصر الدين عبد الباري.

وأضاف أنّ الوفد الإسرائيلي الأميركي ناقش مع مسؤولين حكوميين سودانيين (لم يسمهم)، الخطوات الأخيرة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبدأ كذلك النقاش بشأن تطبيع السودان مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي ذكر أنه "سيكون قريباً"، وأكد أن الوفد غادر مباشرة بعد اكتمال النقاشات.

ولم تصدر حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أي توضيحات بشأن التطورات الأخيرة وقابلتها بصمت تام.

إلى ذلك، قال كمال بولاد، مقرر المجلس المركزي لتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" الحاكم، إنّ أي قرار بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي "سيخلق ارتباكاً في المشهد، ويشكل اصطفافات جديدة"، مشيراً إلى أنّ "التحالف ينتظر اتخاذ القرار بصورة نهائياً ليتخذ قراره، وكانت أحزاب من التحالف، مثل "الشيوعي" و"البعث" و"الناصري" و"حزب الأمة"، قد أعلنت رفضها لتوجهات التطبيع. وهو بالطبع ما سيخلق اصطفافا جديدا من غير المعروف كيف ستواجهه الجهات المطبعة بالحكومة السودانية.

ومن المفارقة أن وزير التعاون الإقليمي المنتمي إلى حزب "الليكود" أوفير أوكينوس أكد، أمس الأربعاء، لإذاعة جيش الاحتلال أنّ دولة عربية ستوقع على اتفاق تطبيع مع "إسرائيل"، مشدداً على أن الحديث لا يدور عن السودان تحديداً.