سفك دماء وازهاق ارواح بذمة رئيس 'مأزوم'..

سفك دماء وازهاق ارواح بذمة رئيس 'مأزوم'..
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٩ بتوقيت غرينتش

تطورات كثيرة وردت على الساحتين الدولية والاقليمية هذه الايام تتعلق بالعنصرية الاوروبية والتبعيض الديني والتطاول على مقدسات المسلمين تحت غطاء حرية التعبير وحماية المتطاولين رسميا وعلى مستوى رئيس دولة اوروبية.

العالم - كشكول

شرع التطاول على المسلمين من الساحة الفرنسية في اوروبا حيث ابتدأ بنشر صور ورسوم مسيئة للرسول الاعظم محمد (صلی الله عليه وآله)، على واجهات بعض المباني في فرنسا، وذلك تحت غطاء حرية التعبير تبع ذلك هجمات طالت الرسول الاكرم وعموم لمسلمين جاءت على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تلتها هجمات دموية معاكسة على كنائس في فرنسا ومساء أمس الاثنين وقعت احداث هجوم فيينا الذي ادانته اغلب دول العالم، وأخيرا تمكن الشرطة الفرنسية اليوم من اعتقال شخص مسلح بسكين وسط العاصمة باريس.

الاحداث يمكن اختصارها بهذه الصورة الموجزة.. (تطاول متعمد على مقدسات المسلمين - تغطية وتبريرات واهية لا تمت لحرية البشر - حماية رسمية على اعلى مستوى رسمي فرنسي - ردود فعل وهجمات معاكسة متطرفة - انتقال العنف الى دولة اوروبية اخرى غير فرنسا) ولا زال هذا الملف مفتوحا حتى اللحظة.

المسلمون.. دفاع عن الرسول وقيم الاسلام ونبذ متأصل للارهاب

الموضوع سبق زمنيا و"تزامن في اواخره"، مع اسبوع الوحدة السلامية لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، مولد الرسول الامي الذي نادى بالانسانية وحفظ الامانة والاخوة والمساواة وسير البشرية نحو السعادة والرشاد، الذكرى العطرة التي تخص جميع المسلمين والانسانية جمعاء دون اي استثناء ولا يمكن للمسلم الهرب او التغاضي عن الاساءة لمقدساته وعن مبدأ اساس يعتقد به عموم المسلمين يتلخص في:

** الحفاظ والدفاع عن قيم النبي الاعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك من اولويات جميع الدول والشعوب الاسلامية.

** الاولوية الثانية لدى غالبية الامة الاسلامية تتمثل في ان الرهاب والارهاب مدان بجميع أشكاله..

موجة عنف جديدة

الحوادث المؤسفة في فرنسا ثم فيينا تظهر مرة أخرى أن الإرهاب والتطرف لا يعرفان حدودا، وأن استبدال العقلانية بالكراهية والتحريض يخلق حلقة باطلة لا تترك سوى مجالا لانتشار الأفكار المتطرفة والعنف.

وهنا نتساءل.. لماذا هذه الموجة الجديدة من العنف التي حرض عليها الرئيس الفرنسي؟ ومن المستفيد منها؟

قبيل الاجابة نمر على ما تطرق اليه اليوم الثلاثاء، قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي الخامنئي في كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف، وقد أشار الى وجود أياد خفية خلف الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وآله).

أوضح آية الله الخامنئي قائلا: ان الدليل على ذلك هو الدعم الذي تتلقاه هذه الرسوم والذي وصل الى الرؤساء والحكومات، وان هذا الدعم "يكشف عن وجود مؤسسات وراء هذه القضية وليس مجرد سقوط للفن الفرنسي ووصوله الی هذا المستوی".

لماذا يؤكد ماكرون (الماكر) تمسكه بالرسوم القذرة؟

لم تكن تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون الصحفية بقوله إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" المسيئة للرسول (صلى لله عليه وآله) وللمسلمين والتي أثارت موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية، لم تكن الأولى.. بل سبق ذلك تصريحات اخرى معادية للمسلمين وذلك ما يؤكد تعمده لاثارة مشاعر المسلمين وإثارة المتطرفين وتحفيزهم على ردود دموية وهو ما يسعى اليه ماكرون قد أسمى ذلك وكما جاء على لسانه بـ"الارهاب الاسلامي" في محاولة لتشويه الاسلام وهو يعلم ان الارهاب صناعة اميركية سعودية تم استخدامها لاول مرة في افغانستان لاخراج المد السوفييتي الاحمر من هذا البلد، ثم تم استخدام الارهاب في العراق وسوريا لتمرير الاجندة الاميركية وشرعنة وتبرير الاحتلال الاميركي، واليوم يحاول ماكرون تأجيجه في اوروبا لغاية في نفسه.

هل تخدم إثارة مشاعر المسلمين الرئيس الفرنسي؟

أما الغاية التي في نفس ماكرون بعد تراجع شعبيته امام اليمين الفرنسي المتطرف، انه يسعى لممارسة "استفزاز ذي حدّين".. الأول استفزاز المتشددين وجماعات الارهاب ليمارسوا الذبح والقتل والثاني استفزاز المتطرفين الاوروبيين لتأجيج مشاعر كره عموم المسلمين او ما يسمى اصطلاحا بـ"اسلاموفوبيا" أو (رهاب الاسلام) ما يدفعهم لـ"التحامل والكراهية والخوف من الإسلام ومن المسلمين"، خصوصا عندما يشعر الاوروبي العنصري ان المسلمين اناس دمويون قتلة يمارسون الذبح والقتل العشوائي والممنهج كما شاهد العالم الفيديوهات التي انتشرت اليوم حول هجوم فيينا الارهابي ليوم امس.

من هنا نستطيع القول ان الازمة التي تطرق اليها ماكرون (الماكر) لا يعيشها المسلمون انما يعيشها شخص الرئيس الفرنسي، وهي بالضبط نفس الازمة النفسية الخانقة التي يعيشها الرئيس الاميركي الذي تراجعت شعبيته قبيل انتخابات الرئاسية الاميركية اليوم، اثر تصرفه العنصري الاحمق وتصرف قواته الامنية ضد السود والملونين وضد المهاجرين اضافة لسياساته المتعجرفة في ملفات التامين الصحي وكورونا وغيرها من الملفات التي قوضت شعبيته امام منافسه جو بايدن.

السيد ابو ايمان