خطيب الأقصى يؤكد على رفضه لحملات التطبيع

خطيب الأقصى يؤكد على رفضه لحملات التطبيع
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٣٦ بتوقيت غرينتش

تحدث خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية السابق، الشيخ عكرمة صبري، عن زيارته الحالية إلى تركيا، ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدا رفضه لحملات التطبيع الأخيرة، والزيارات من بوابة الاحتلال، ومشددا على أهمية الدور التركي في المدينة المحتلة.

العالم-فلسطين

وفي لقاء خاص مع "عربي21"، شدد صبري على ضرورة نشر الرواية الإسلامية حول القدس، ولهذا جاءت زيارته إلى تركيا بدعوة من مؤسسة منبر الأقصى، للقاء العلماء والمفتين الأتراك، وحثهم على تناول الرواية الصحيحة التي تستند إلى القرآن والسنة والتاريخ بدءا من الصحابي عمر بن الخطاب مرورا بالقائد صلاح الدين، والسلطان سليمان القانوني، والسلطان عبد الحميد الثاني، الذين كانت لهم مواقف حضارية عادلة في فلسطين والبلدان العربية.

ولقيت الزيارة احتفاء رسميا، فيما لفت صبري إلى أن هذا الاحتفاء ليس لشخصه، لكنه احتفاء بالأقصى والقدس، مشددا على أن من يحب القدس يحب أهلها، وأن تركيا شعبا ورئيسا يحبون القدس حبا فطريا صادقا، بحسب تعبيره.

وتحدث صبري عن زيارته لمسجد آيا صوفيا، وتقديمه لإمامة المصلين يوم الجمعة، وبينهم الرئيس أردوغان.

وقال: "من الناحية الشرعية فإن أي مكان يصبح مسجدا تبقى صفته قائمة حتى لو هدم، وشعرت عندما صليت هناك بعزة هذا الدين، وبقبول الناس للقرارات الصائبة، وكيف أن الناس فيها الخير وترحب بكل ما هو صحيح".

وعن لقائه بالرئيس أردوغان، قال صبري إنه قدم له التهاني والتبريكات، وشكره على اهتمامه بمدينة القدس.

وحول ما دار بينهما، قال صبري إن الرئيس التركي أكد له أن مدينة القدس أمانة، وأن الدولة التركية أمينة على كل ما يتعلق بالأقصى والقدس.

ولفت إلى أن أردوغان قدم إشارات واضحة على ضرورة وحدة الموقف الإسلامي، وإقامة اتحاد يوازي الاتحاد الأوروبي من حيث التقاء الناس والحكام، مبديا ألمه من موجة التطبيع الأخيرة، والخلافات بين المسلمين.

وعن صلاة الرئيس خلفه يوم الجمعة، قال صبري: إن هذا يدل على مدى اهتمام تركيا بالقضايا الإسلامية، مشيرا إلى الدور التركي في الوقوف إلى جانب أذربيجان، وأكد أنه بمقام أولى؛ فإن تركيا مهتمة بالقدس.

وعن الدور التركي في المدينة المحتلة، أشار خطيب المسجد الأقصى إلى أن لتركيا دورا مهما هناك من خلال الجمعيات الخيرية، والمؤسسات التعليمية، وترميم البيوت الأثرية والتاريخية.

وعن الزيارات التطبيعية للقدس المحتلة، قال صبري إن هنالك موقفا ورأيا للهيئة الإسلامية العليا منذ عام 1967، بأن أي وفود تأتي للزيارة يجب أن تكون من خلال البوابة الشرعية، وهي الأوقاف، وليس عبر بوابة الاحتلال.

ولفت إلى أن أي زيارة عبر بوابة الاحتلال هي إقرار بشرعيته، واعتراف بسيادته على الأقصى، مؤكدا أن لكل مسلم الحق في الصلاة بالأقصى، لكن دون تثبيت شرعية الاحتلال.

ولفت إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، والحالي إيمانويل ماكرون، وبابا الفاتيكان، كانت من خلال الأوقاف الإسلامية لأنها الباب الشرعي والقانوني.

وعما إذا فرضت الزيارات التطبيعية على الفلسطينيين بقوة الاحتلال، قال صبري إن ذلك سيخلق توترا في المنطقة يتحمل مسؤوليته الاحتلال الإسرائيلي، وإن علينا أن نسمع صوتنا للمسلمين في كل البلاد من الإمارات إلى مصر إلى إندونيسيا.

ولفت صبري إلى أن حب القدس وحده لا يكفي، وأنه يجب تثبيت الرواية الإسلامية، مؤكدا أن كل من زار القدس من بوابة الاحتلال لا يعرف الرواية الصحيحة، ولو عرفها ما أقدم على هذا الفعل.

وأكد مفتي القدس والديار الفلسطينية السابق أن هنالك تقصيرا في نشر الرواية الصحيحة، وفي المقابل فإن هنالك رواجا للرواية الإسرائيلية، التي أثرت على بعض العرب.

وحول صمود المقدسيين، ختم صبري بأن الفلسطينيين هناك على الوعد، ومتمسكون بحقهم، مطالبا وسائل الإعلام بنقل الرواية الصحيحة حول القدس والأقصى.