ماكرون يعطل محركاته نحو لبنان بسبب كورونا

ماكرون يعطل محركاته نحو لبنان بسبب كورونا
الخميس ١٧ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٦ بتوقيت غرينتش

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الغى زيارته للبنان والسبب المعلن كورونا  والحكومة اللبنانية في امتحانها الاخير عبر المبادرة الفرنسية.

العالم لبنان

عشية دخولها شهرها الثالث، تقف أزمة تأليف الحكومة في خانة شديدة التعقيد، بعد أن قفزت فوق كل العقبات المتّصلة بمجرد أحجام وحصص، إلى خطوط تماسٍ تتطاير شظاياها في كل اتجاه.

وتقول صحيفة الاخبار اللبنانية ان الشعب يقِف على حافة الجوع، والدولة مشغولة بأزمات سياسية وقضائية مستعصية تدفع بالبلاد الى الانتحار الجماعي حسب تعبير الصحيفة وواقع مالي - اقتصادي تتسارع خطاه في اتجاه الانهيار المروّع.

بهذا المشهد القاتم، وكان يتحضر بدخوله الأسبوع الأخير الفاصل عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي كانت مقررة في 22 الجاري، والتي يُنظَر اليها باعتبارها آخر «الصدمات الكهربائية» لإنعاش شرايين البلد وتعزيز قدرته على الصمود في المرحلة الانتقالية إقليمياً ودولياً. لكن فيروس كورنا عطل محركات الرئيس الفرنسي وسط تساؤل عن الاسباب الكامنة وراء الالغاء ومدى صحة ارتباطها بالسبب المعلن عبر قصر الاليزه.

وفيما كان لافتاً تراجع حدّة السجال بين الرئاستين الأولى والثالثة، وتنبيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد لقائه رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، من «خطورة الشائعات التي تُبث عبرَ وسائل الإعلام، والتي يهدف البعض من خلالها الى افتعال المشاكل بين الرؤساء والسياسيين»، كاشفاً أن ما «جاء في وسائل الإعلام حول اجتماعه بمجلس القضاء الأعلى من ادّعاءات كاذبة خير دليل على ذلك».

كان الميل إلى التهدئة وحسب مصادر مطلعة على خط الاتصالات إلى أن «الجانب الفرنسي، وقبل زيارة ماكرون الثالثة، يمهّد لإعداد الأرضية من خلال استئناف التواصل مع كل من عون والرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل، علّها تفتح ثغرة في الجدار من أجل الإسراع في تأليف الحكومة».

وفيما قالت المصادر إن «جدول أعمال ماكرون الذي كان معلنا لا يتضمن لقاءً مع أي مسؤول سياسي أو رسمي سوى رئيس الجمهورية»، أكدت أن «مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، الذي يتولّى تقريب وجهات النظر، نقل الى المعنيين رسالة مفادها أن ماكرون لن يحمِل معه أي مبادرة جديدة، بل سيثبّت ما سبق أن طالب به في زياراته السابقة لجهة ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة وتنفيذ الإصلاحات»، أما الجديد الذي كان سيخرجه ماكرون خلال زيارته الملغاة او المؤجلة من جيبه فهو التهديد «بمترتبات مع الاتحاد الأوروبي في حال العرقلة، أي فرض عقوبات أوروبية على الطبقة السياسية».

ولفتت المصادر إلى أنه «ليس صحيحاً أن الفرنسيين يقفون على الحياد في ملف تأليف الحكومة، بل إنهم في مكان ما يضعون شروطاً على الرئيس الحريري، ولا سيما بشأن وزارات أساسية، كالطاقة والاتصالات».

وفيما لم تسجّل في موازاة الحركة الفرنسية أي اتصالات بينَ القوى السياسية يُبنى عليها، زار الحريري البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وأبلغه أن «الهدف ليس تأليف الحكومة كيف ما كان أو أن أكون أنا رئيساً لها، بل الهدف القيام بالإصلاحات وإعادة إعمار بيروت».

وقد وضعت مصادر الحريري هذه الزيارة في سياق «نفي التهم التي تكال الى رئيس الحكومة المكلف بأنه يريد السطو على الحصة المسيحية في الحكومة، ويريد أن يُسمي هو الوزراء المسيحيين.فهل سيكون الاستمهال الفرنسي من ارجاء الزيارة المسحوب على مبادرة ماكرون الفرصة الاخير لاخراج ازمة تاليف الحكومة من عنق الزجاجة دون تدخل فرنسي .