لماذا تفشل استراتيجية أمريكا السيبرانية؟

لماذا تفشل استراتيجية أمريكا السيبرانية؟
السبت ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١١:١٣ بتوقيت غرينتش

أعلنت شركة الأمن السيبراني التي استطاعت تحديد الاختراق الواسع لوكالات حكومية أمريكية، عن تضرر 50 مؤسسة "بشكل بالغ".

العالم-الاميركيتان

وتبنت وزارة الدفاع في عام 2018 استراتيجية الدفاع للأمام (Defense Forward)، وهي استراتيجية استباقية هجومية حسب المصدر السابق ذكره، وفقا لموقع "nationalinterest".

وتشير الاستراتيجية إلى أن:

"القيادة السيبرانية الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع ستحافظ على تفوقها العالمي من خلال وجود مستمر في الشبكات الخارجية المعادية، حتى تتمكن من مواجهة خصومها من حيث يشنون هجمات إلكترونية عليها".

واعتبرت استراتيجية "الدفاع للأمام" ناجحة، فقد منعت، بحسب الإدارة الأمريكية، التدخل في انتخابات الكونغرس 2018 وانتخابات 2020، لكنها فشلت تماما حتى في الكشف عن الاختراق الأخير.

ووسط الجدل الكبير الذي سببته الهجمات السيبرانية، يتجاهل المسؤولون الأمريكيون الفشل الذريع لاستراتيجية اعتبرها البعض حائطا كبيرا أمام أي هجمات سيبرانية من العيار الثقيل.

وأشارت الاستراتيجية، بحسب موقع "ناشيونال إنترست" إلى أن عصر الإنترنت خلق فرصا وتحديات جديدة أمام الحكومات الأمريكية المتعاقبة، وأصبح معها الوصول إلى المعلومات الموثقة مصلحة حيوية للولايات الأمريكية.

هذا ودعا توماس بوسيرت، المسؤول السابق عن الأمن السيبراني في إدارة ترامب، إلى أن "تحتفظ واشنطن بحقها في الدفاع عن النفس من جانب واحد، وضرورة حشد الحلفاء لمعاقبة روسيا"، في حين اعتبر السيناتور الديمقراطي من ولاية إلينوي ديك ديربين أن "هذا تقريبا إعلان حرب من جانب روسيا على الولايات المتحدة".

من جانبه، اعتبر البروفيسور بجامعة ستانفورد جاك غولدسميث أن "الولايات المتحدة تفتقد أي أساس مبدئي للشكوى من الاختراق الروسي المزعوم، ناهيك عن الانتقام منه بالوسائل العسكرية، حيث إن الحكومة الأمريكية تخترق شبكات الحكومات الأجنبية على نطاق واسع كل يوم".

وأشار غولدسميث إلى أن: "التجسس بين الحكومات في وقت السلم قديم مثل النظام الدولي، وهو يمارس اليوم على نطاق واسع، وخاصة باستخدام الأدوات والوسائل الإلكترونية، ورأى أن الاختراق الروسي المزعوم قد يسبب ضررا هائلا للأمن القومي، ولكنه لا ينتهك القانون الدولي أو المعايير الدولية".

وتقوم الولايات المتحدة، كما أشارت استراتيجية "الدفاع للأمام"، باختراق أنظمة الحاسوب الحكومية الأجنبية على نطاق واسع وبصورة منتظمة.

ويعتقد على نطاق واسع أن عملية الاختراق الأخيرة من أكثر العمليات ضررا خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من عدم اتضاح حجم الخسائر أو أهمية المعلومات التي ربما يكون تم الاطلاع عليها أو نسخها أو إفسادها.