ضيف وحوار..

الصليب الأحمر: لا إمكانية لبداية تحول إيجابي في اليمن إلا بانتهاء الحرب

الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠٢١ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

أكدت يارا خواجة المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن، عدم توافر إمكانية تحول وتغيير ايجابي في اليمن من دون انتهاء الحرب في اليمن، داعية إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع الحاصل.

العالم - خاص بالعالم

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "ضيف وحوار" وفيما يتعلق بصفقة التبادل الكبيرة للأسرى والمحتجزين قالت يارا خواجة: عندما انه نتحدث عن عملية اطلاق سراح بهذا الحجم الذي بلغ عددهم 1056 محتجز.. سابق قد عادوا الى عوائلهم في محافظات مختلفة في اليمن فيجب ان نسلط الضوء على الجانب الفرح والسعيد، وعن اللحظات التي شهدتها اليمن، هذا بشكل أولي.

واوضحت خواجه:" اما الشكل الآخر فإننا لا يمكنننا ان نتغافل عن الدور الذي يمكن ان تلعبه مثل تلك العملية ببناء الثقة ما بين اطراف النزاع لان تلك العملية الكبيرة والمعقدة جدا قد حدثت في بلد لا زال حتى اليوم يمر بنزاع مسلح حيث ان اغلب عمليات التبادل واطلاق السراح تحدث بعد انتهاء النزاع ولكن حصولها في زمن النزاع يعطينا ومضة أمل أنه يبني لثقة ما بين اطراف النزاع وهي ضرورية وحتمية للوصول إلى السلام".

وحول مدى استمرار الثقة ما بين الاطراف المتنازعة قالت يارا خواجة: هذا السؤال يجب أن يطرح بالدرجة الأولى على أطراف النزاع، لان اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تلعب دور الوسيط المحايد.. اي ان مهمتنا انسانية وعندما تقوم أطراف النزاع بالاتفاق على كافة التفاصيل المتعلقة باطلاق سراح الاسرى، وباسمائهم واعدادهم من اي أماكن الاحتجاز تقوم اللجنة الدولية بدور الوسيط المحايد، وعملية نقل واجراء المقابلات معهم.

وفيما يتعلق باستمرار الصليب الاحمر للجهود والتحركات من اجل اجراء مشاورات وصفقات أخرى جديدة اشارت يارا خواجة الى ان: تجربة الصليب الاحمر في اليمن، تثبت بان هذه المشاورات، وحتى الوصول لاتفاقات تأخذ بعض الوقت، واللجنة الدولية للصليب الاحمر لا تتوانى في اي فرصة على حث الاطراف على اطلاق سراح المزيد من الاشخاص المحتجزين وحتى إطلاق كافة الاشخاص المحتجزين اليوم بارتباطهم بالنزاع اليمني، لانه يجب التأكيد ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ليست كالأمم المتحدة والمبعوث الخاص للامم المتحدة، ونحن لا نتدخل في المسار السياسي للنقاش، والصليب الاحمر يلعب دورا انسانيا.

وفيما يتعلق بالجانب الانساني لملف الاسرى اوضحت يارا خواجة انه: عندما اطلق سراح الاسرى تحدث في الاعلام العديد من اطراف النزاع عن رغبتهم في اتمام صفقات أخرى، والحديث بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر واطراف النزاع في هذا الملف او في ملفات اخرى نقوم به بشكل سري بطبيعة الحال، ولكن عندما يكون هناك اتمام اتفاق على تبادل او اطلاق سراح للاسرى فإن اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستقوم بدورها الكامل بالشكل الذي اتمت فيه الصفقة الماضية.

وأكدت يارا خواجة ان اليمن: بلد لن يستطيع التقاط انفاسه، واذا ما تحدثنا فقط عن العام الماضي فهذه دولة تمر بنزاع مستمر قد دام أكثر من 6 سنوات بكل تداعياته على كافة الشرائح في المجتمع وكافة القطاعات إضافة الى أزمة السيول الكبيرة التي دمرت الكثير من المنازل وأخذت أرواح الكثير من اليمنيين للاسف والمعالم السياحية، ووجود السيول يضاعف الأمراض الموسمية، وهذه أصلا آفة موجودة في اليمن.

واعتبرت يارا خواجة ان الوضع الاقتصادي في اليمن صعب للغاية، وقالت: هذه ليست معادلة سحرية وعندما نمشي في شوارع اليمن نجد من حولنا المأساة.

وقالت يارا خواجة إن الاحصائيات صادمة، مبينة ان: 80% من الشعب اليمني بحاجة لمساعدة انسانية، وهو رقم هائل، كما ان 51% من المنشآت الطبية لا تعمل في اليمن، وهذا يؤدي الى تداعيات، كون الاشخاص الذين يحتاجون الى الطبابة لن يحصلوا عليها، وبالتالي فان الوضع الصحي الصعب يؤثر على مناعة الاشخاص، فهي متداخلة، وفي حال عدم وجود طبابي جيد يؤثر ذلك على الحياة وقوة المناعة لدى الشعب اليمني.

وأضافت: أكثر من 20 مليون يمني يعانون من عدم القدرة على إكفاء نفسهم اقتصاديا، و17.6 مليون من اليمنيين غير قادرين على الوصول للمياه النظيفة الآمنة في ظل جائحة كورونا والحاجة الى غسيل الأيدي والنظافة الشخصية لهم.

ولفتت خواجة الى ان: المشكلة تكمن ان الاعلام يذهب احيانا لان يظهر الارقام والاحصائيات.. وهذا يعتبر فخ، لأن ما وراء الارقام يكمن أناس ومنازل وعائلات وعذاب حقيقي، وبالتالي فان الوضع في اليمن صعب جدا، والارقام لا تستطيع ان تعكس حجم المعاناة.

وقالت يارا خواجة: تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالكثير والكثير من النشاطات في كافة المحافظات اليمنية المتضررة من النزاع المسلح، في محاولة للحد من تلك المشاكل، ومن الممكن ان نتوسع في انشطتنا، اللجنة الدولية للصليب الاحمر منذ سنوات عديدة تقول ان الوضع في اليمن قد وصل الى حده ولا امكانية للبداية لتحول ايجابي ولتغيير ايجابي لليمنيين إلا بانتهاء الحرب في اليمن، وبالتالي يجب ان يكون هنالك حل سلمي للنزاع الحاصل.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...