عندما تكشف اعتداءات ديرالزور الحقائق في سوريا

عندما تكشف اعتداءات ديرالزور الحقائق في سوريا
الخميس ١٤ يناير ٢٠٢١ - ٠٧:٣٥ بتوقيت غرينتش

في صحراء الحرب على الارهاب، واصل الكيان الاسرائيلي اعتداءاته، واغار تحت جنح الظلام على مدينة دير الزور وريفيها الشرقي والغربي، ومع تصاعد دخان العدوان وضعت كل الخيارات في خانة الاستنفار، بعدما اخرج الكيان والولايات المتحدة الامريكية الكثير من الادلة من جعبته امام ضوء تلك الانفجارات، لتكشف كل الاوراق والحقائق امام من كان لديه اشتباه، ان امريكا والعدو الصهيوني شركاء فعليين في خلق ودعم داعش واستمرار الحرب، موضحة اصالة المنشأ والرابط العضوي بكل ما يجري في منطقتنا. 

العالم - قضية اليوم

الكيان الاسرائيلي وشركائه، ارفقوا الصورايخ التي اطلقت من الطائرات على البوكمال ودير الزور، بصواريخ من الاكاذب سقطت عبر الاعلام الممول خليجيا وامريكيا، حاملة معها ادعاءات عن شهداء وجرحى، لم يرتقوا، واهداف مزعومة، وحجج واهية وذرائع ساقطة، في محاولة لكسر الارادة، ليشكل كذب اللاعب الخفي في مسار تكوين داعش وسواها من الارهابيين، اندفاعة جديدة في الحرب المفروضة على سورية، ومعركة ضمن حرب، وقرر الكيان التدخل مباشرة هذه المرة، دون اسناد المهمة الى الجيش البديل المسمى بداعش في الميدان، نعم، انها معركة ضمن حرب، يعتبرها العدو الاسرائيلي بديل المواجهة الشاملة، نظرا ًلعجزه عن تحمل خسائر المواجهة الكبرى مع محور المقاومة، وعجز الولايات المتحدة الامريكية عن تحقيق اي هدف من اهدافها، من تفتيت سوريا الى دويلات، او القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان بعد استهداف سوريا، دخلت الاستراتيجية الاخرى حيز التنفيذ، وهي عرقلة النصر وتأخيره، وسعي الكيان وواشنطن الى مراكمة الانجازات العسكرية الوهمية بالتقسيط، ليحافظ العدو على مسافة امامن بينه وبين الهاوية، بعد فشل كل محاولاتهم للحد كما يزعمون، من قدرات المحور الصاروخية والقتالية بشكل عام في لبنان وسوريا وايضا فلسطين التي دخلت على خط المواجهة الصاروخية بفضل القائد الشهيد قاسم سليماني، واصبح للمحور عمقا استراتيجيا يمتد من طهران الى لبيروت واكناف فلسطين، يصل الى الالف الكيلومترات، ما يجعل الكيان في نقطة ضعف جغرافية، في اي مواجهة كبرى قادمة.
نعم ضرب الكيان الاسرائيلي في اعلى الخارطة السورية، واستهدف البوكمال ودير الزور، لكنه رفع وتيرة الحرب الى اعلى مستوياتها، مشعلا خط نار ستبلغ جمراته داخل الكيان المحتل، فالحرب التي يعلنها الكيان من مكان الى اخر، منتهزا فرصة ما تبقى من ولاية ترامب، مستغلا جنون هذه الادارة وسعيها الى القيام بكل ما يرضي قادة الكيان، ويسعى عبر هذه الغارات الى تثبيت نقاط وخطوط اشتباك، عبر تكثيف غاراته وضرباته ضمن هذه الفترة الانتقالية بين ادارة ترامب وبايدن، منطلقا من خيباته التي لحقت به في معظم الجغرافيا السورية، وتعديل ميزان القوة وعوامل الردع التي ترسخت في معارك هامة، كان ابرزها معركة البادية السورية، والوصول الى الحدود العراقية وتحرير البوكمال، وصولا الى اسقاط طائرة F16 بصواريخ الدفاع الجوي السورية في شباط من عام 2018، لتبقى هذه المرحلة، مرحلة تسلم بايدن مفاتيح البيت الابيض، هي الاخطر، والترقب فيها سيد الموقف، ولكن يجب ان يبقى في حساب العدو، ان الكثير من المفاجآت ممّا هو موجود لدى المحور لم تصل اليه اعين الإستخبارات المعادية، وهو ما تخشاه القيادات السياسية والعسكرية في الكيان الغاصب او الولايات المتحدة، ويشكل عامل تأخير أساسي لإنطلاق المواجهة الكبرى، والتي ستكون بمثابة بوابات الجحيم على كل المنطقة ولكنها ستكون خطراً وجودياً على كيان العدو، اذا ما كان تقدير الموقف لا يزال في مرحلة إجترار سوء التقدير سواء الصهيوني او الأميركي ، والذي كان سبباً اساسياً في كل صناعة التحولات الكبرى التي نعيش في رحابها .
ولا يخفى على احد ان اهم اهداف هذه الغارات، مرتبط ايضا بتصاعد وتيرة اعتداءات داعش الوهابي في البادية السورية، ما يعني ان الكيان الاسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة الامريكية، يقدمون خدمات عسكرية تكتيكية مباشرة للارهابيين، بوصفهم ذراعاً برية للعدو، حيث تهدف هذه الاعتداءات الى الحد من قدرات الجيش السوري والحلفاء في محاربة التنظيم الارهابي، وتمكينه من زيادة وتيرة هجماته، بما يخدم اهداف التنظيم والولايات المتحدة والعدو الاسرائيلي في المنطقة الشرقية، بما في ذلك اعاقة التواصل البري بين اطراف محور المقاومة، واضعاف نفوذ المحور وقدراته في المنطقة، وهو ما يحسب في اطار مواجهة القوات الامريكية وعملائهم في قسد والارهابيين الدواعش على حد سواء، كذلك، وعلى المستوى الاستراتيجي، يستمر العدو في نهج الاستنزاف الهادف الى منع استعادة قدرات الجيش السوري تسليحياً واستراتيجياً، واستباق ما يراه من تعاظم التهديد على جبهة الجولان، الامر الذي يقدّر قادة الكيان ان من شأنه ان يضع قوى العدو في شمال فلسطين المحتلة بين فكي كماشة بين جبهة الجنوب اللبناني وجبهة محتملة في الجولان السوري المحتل.
إن الرقص على حبال الوقت، واستغلال الظروف الدولية والاقليمية لن ينفع الكيان الاسرائيلي، ولن يبث الحياة في عظام داعش المسحوقة في البادية السورية، ولن يعيد للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة اي امل، ان ما يجري هو معركة ضمن حرب، ولن تستمر طويلا، ويجب عدم الرهان على صبر قادة محور المقاومة، فالقادم اعظم، وعلى الباغي تدور الدوائر.
حسام زیدان